الحسيني: يجب القيام بصلاة موحدة بين السنة والشيعة وذلك لتفتيت أي حواجز أمام وحدتنا

الحسيني: يجب القيام بصلاة موحدة بين السنة والشيعة وذلك لتفتيت أي حواجز أمام وحدتنا
رام الله - دنيا الوطن
دعى العلامة الحسيني خلال خطبة في المدينة المنورة اليوم الى الصلاة الموحدة المشتركة بين السنة والشيعة والتناوب عليها في المساجد خطوة بالغة الاهمية ولندرء فتنة الانقسام بخصلة الاتحاد و التآلف

مشاکل و قضايا سلبية کثيرة و متباينة تعاني منها أمتينا العربية و الاسلامية، لکن أهمها و أخطرها هي مشکلة الفرقة و الانقسام بين أبناء الامة الواحدة و مايخلفه ذلك من مشاعر الحقد و الکراهية بينهم و يجعلهم ينصرفون عن عدوهم الخارجي او ذلك الذي يتربص بهم داخليا و خلق عدو وهمي من بين صفوفهم.
اليوم ببالغ الاسف، ونحن نشهد شيوع إتجاهات إنعزالية إنطوائية تدفع للفرقة و الانقسام بين أبناء الامة الواحدة و الذي وصل بالبعض الى حد تکفير الآخر و جعله هدفا مباحا له، وقد تناسى هذا البعض آيات کريمة ترفض مثل هذا التوجه و تمنعه بل وحتى تحرمه أيضا، ولنطالع معا الآيات الکريمة نظير: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا) و(ولاتکونوا کالذين تفرقوا و اختلفوا من بعد ماجاءهم البينات و أولئك لهم عذاب عظيم) و(ولاتکونوا من المشرکين من الذين فرقوا دينهم و کانوا شيعا کل حزب بما لديهم فرحون) و(ان الذين فرقوا دينهم وکانوا شيعا لست منهم في شئ)، ولعل التمعن و التدبر في هذه الآيات الکريمة و التفکر فيها مليا، يضعنا أمام حقائق و إعتبارات مهمة هي:
اولاـ إن الله سبحانه و تعالى أمر کل فرق و طوائف الامة الاسلامية دونما إستثناء بالاعتصام و الوحدة، بمعنى أن الاعتصام و الوحدة فرض إلهي لابد منه شئنا أم أبينا.

ثانياـ ان الفرقة و الاختلاف إحدى موبقات الجاهلية، لأن الاسلام أکرم الشعوب و شرفها بخصلة الاعتصام و الاتحاد بعد الفرقة و الانقسام، وان العودة الى الفرقة و الانقسام تعني العودة للجاهلية. 

ثالثاـ ان القرآن الکريم يعلمنا و بمنتهى الصراحة و الوضوح أن المشرکين هم الذين يفرقون دينهم و يتمسکون بالانقسامية و الانعزالية و تکفير و رفض الآخر.

رابعاـ ان الله سبحانه و تعالى يعلم کل الذين يتمسکون بالفرقة و الانقسام بأن النبي الاکرم"ص" ليس منهم في شئ بمعنى إنه"ص"برئ منهم و مما يفعلون! من هنا، فإن الدعوات الانعزالية و المشبوهة التي تحض على الفرقة و الانقسام و تحض على الکراهية و الحقد و تدفع للجوء الى العنف و السلاح ضد الآخر، فإنها مرفوضة و محرومة شرعا بشهادة الآيات الکريمة السابقة التي أوردناها و التي نجزم بأن علماء الامة من مختلف الطوائف الاسلامية يتفقون معنا على رأينا، ولذلك فإن الضروري و الاهم و الاوجب و الاکثر فرضا و إعتبارا على أبناء الامة من مختلف الطوائف هو أن يجعلوا همهم في الاعتصام و الاتحاد و ليس العکس. الرسول الاکرم"ص"، قد أوصانا جميعا بالوحدة و الاتحاد و حثنا عليها فهو القائل"ص": (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)

 و(المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا) و(إنما أهلك من كان قبلكم سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم)، وهذه الاحاديث النبوية الشريفة التي هي إمتداد للنهج الذي إرتضاه الله سبحانه و تعالى لأمة محمد"ص"، بالسير في ضيائه و التمسك بعروته، تبين بمنتهى الوضوح الاهمية القصوى و الإستثنائية للإعتصام و الاتحاد و التآلف بين أبناء الامة من مختلف الطوائف و الحقيقة الاهم التي يعلمنا إياها سيدنا و معلمنا و مرشدنا و قدوتنا محمد"ص"، هي أن المٶمنين من أبناء الطوائف المختلفة کالبنيان بعضهم يشد بعض، ولم يقل أن بعضا او رهطا او طائفة تشد و تنوب عن الجميع، ولاغرو من أن الذي يحدث و يجري حاليا في عالمينا العربي و الاسلامي، هو ماقد حذر من الله سبحانه و تعالى في محکم کتابه المبين و کذلك ماقد حذر منه و أکد عليه سيدنا و نبينا الاکرم"ص"، ولذلك يستوجب على أبناء الامة من الطائفتين الشيعية و السنية على حد سواء الانتباه لذلك و التحوط من الانجراف في فتنة لايعلم مداها و نتائجها الوخيمة إلا وحده عزوجل. 

في هذا الظرف العصيب و المرحلة الخطيرة و الحساسة التي نمر بها و نشهد تفاصيلها الکارثية جميعا، فإننا نجد أن هناك ضرورة ملحة و قصوى للعمل الجدي و المخلص من قبل علماء و أبناء الطائفتين السنية و الشيعية من أجل رص الصفوف و سد الثغرات و الفجوات الحاصلة بسبب آثار و نتائج و تداعيات عوامل فتنة الانقسام و الاختلاف التي تعصف بدول المنطقة بصورة خاصة

 وان القيام بمبادرات حيوية مخلصة نظير الدعوة الى الصلاة الموحدة المشتركة بين السنة والشيعة والتناوب عليها في المساجد ولهذه الخطوة أهمية بالغة لأنها تعمل على رص الصفوف و تآلف القلوب ونبذ کل أسباب و عوامل الحقد و الکراهية و الفرقة کما إن مثل هذه الصلاة المحمودة سبيل عملي للتأكيد على الوحدة الإسلامية، واننا ومن موقعنا قد خطونا عمليا بهذا السياق فقد کان لنا شرف الصلاة في مسجد الرسول (ص) في المدينة تأکيدا و حرصا منا على التأسيس لهکذا سياق يخدم المصالح العليا للأمة الاسلامية جمعاء دونما تفرقة، وبذلك نعمل على فتح جبهة عقائدية موحدة بجهد مشترك وهو سوف يٶسس بعون الله و مشيئته لمبادرات و أعمال و أفکار و ممارسات أخرى مشابهة 

بما يضع حدا و بصورة تدريجية للحالات السلبية و يقوم من مسيرة الامة بما فيه الخير و الفلاح و الصلاح للجميع، وهنا لابد من الاشارة و الإشادة بالخطوة المبارکة التي دعت إليها وقامت بها مملکة البحرين ودولة الكويت بالدعوة للصلاة المشترکة دفعا و درءا و تحديا لفتنة الانقسام و الاختلاف التي نعلم جميعا بأن أعداء الامة و المتربصين شرا بها سعوا و يسعون لإستغلالها لأهداف و غايات مسمومة وبعون الله و مشيئته سنکون بمستوى المسٶولية و سنعمل على رد کيد الاعداء و المتربصين بالامة الى نحورهم.


التعليقات