(الحلقة 15).عائلته جامعة عربية مصغرة.عباس زكي يكشف اسمه الحقيقي والمادة التي رسب بها:كيف يعيش رمضان؟

(الحلقة 15).عائلته جامعة عربية مصغرة.عباس زكي يكشف اسمه الحقيقي والمادة التي رسب بها:كيف يعيش رمضان؟
رام الله -خاص دنيا الوطن-تسنيم الزيّان

يمر عليه شهر رمضان كما كل عام وهو يتمنى أن يتمتع بأن يجلس إلى جوار أمه وأبيه على مائدة واحدة كي يتمكن من اطعامهما بيده بعد أن غيبهما الموت عنه وحرم من رؤيتهما حتى آخر اللحظة ..  انه عباس زكي القيادي الأبرز في حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية على مدار عقود..

شريف مشعل والاسم المعروف به  عباس زكي ويُكنّى بـ"ابو مشعل"، يتحدث عن قضائه ليومه الرمضاني قائلا: " أتسحر شيئا خفيفا وذلك على الساعة الثانية والنصف وأقرأ القرآن قليلا ثم أصلي الفجر وأخلد الى النوم حتى الساعة الحادية عشر ثم أذهب الى عملي حتى الساعة الخامسة ويتخلل وقتي صلاة الظهر والعصر ثم أذهب الى المنزل وأنام مايقارب النصف ساعة وأنا معتاد على ذلك ثم أقرأ القرآن وصولا الى آذان المغرب ودخول موعد الافطار ، ثم تبدأ مراسم الإفطار وحتى الساعة العاشرة يكون عبادة ، ثم أجلس لأتابع الأخبار قليلا حتى الساعة الثانية عشر ليلا وبعدها أنام حتى موعد السحور"، مبينا أنه في أوائل أيام رمضان يقوم بزيارات وصلة رحمه، ولكن المجال فيه مفتوح ممكن أن يلتقي بمعظم أصدقائه على موعد الافطار بجمعيات ومؤسسات.

وأضاف زكي استكمالا لطقوسه وتخلل صوته ضحكة عالية عندما سألته عن طعام أول يوم برمضان: "اليوم الاول بضل الواحد "يتشهون" بدو ياكل كل شي ، نحن أول يوم كان طعامنا ورق عنب ومحشي كوسا بالاضافة الى صنية دجاج بالبطاطا وما يتبعها من مقبلات، بالاضافة الى المشهيات كالحمص والسمبوسك وأهم شئ عندي خبز الطابون"، ولكن أنا أكلتي المفضلة البامية عندما تكون بندورتها لها نكهة معينة والملوخية والرز الأبيض مع الاثنين ،لافتا الى أنه يأكل شئ خفيف قبل صلاة المغرب ثم يعود ليأكل مرة أخرى وأيضا بصورة خفيفة وبعد ذلك حبة قطايف او فاكهة متمما: " وذلك بسبب تجنب التلبك المعوي".

وعن وقوفه بالمطبخ ومساعدته لزوجته ضحك زكي كثيرا وقال: " لا والله ما بدخل المطبخ لأنو مرتي عظيمة وبتخاف أخربلها الأكل، كل ما أدخل المطبخ لأقول لها بدك شي ترد بسلامتك ودخيل الله تبعد عني"،خاتما جملته بضحكة طويلة.

وأوضح أن أول يوم يكون لتجمع العائلة من أبنائه وبنته نظرا الى أن كل أحد فيهم يسكن في منطقة، مضيفا: " ولكن أحب جمعتهم وأراعي ظروف كل واحد فيهم وعالأغلب وهي عادة يأتون بعد الإفطار عندي ونجلس مع بعضنا ومنهم من يأتي ومعه طعامه ويفطر عندنا وهكذا". 

أما عن مشروبه المفضل يقول : "أحب التمر الهندي والسوس وعصير اللوز وهم ما أفضلهم بشهر رمضان"، وعن متابعته لكرة القدم يتمم: " لا أتابعها بالمطلق الا في حالة واحدة عندما يلعب منتخبنا الفلسطيني بالخارج، دون ذلك فما يجري بالمنطقة من أحداث سياسية تجعلني أتابع الأخبار بشكل مكثف".

ومن ضمن طقوسه الرمضانيه أنه يذهب للسوق قائلا: " عندما اذهب الى أي محل أقوم بشراء ما أريده ولكن بشكل مضاعف مما يجعلهم بطلبون مني أن لا أذهب الى السوق ولكن لا أستطيع أحب ذلك".

وبدأ زكي يتحدث عن أسرته فيقول : " عشت مغتربا فثلاث من اولادي ولدوا بالأردن وواحد بدمشق وواحد بعدن وواحد بالكويت فعندما يجلسون امامي يصبحوا كأنهم جامعة عربية، أسرتي مكونة من زوجتي وخمس أولاد وبنت تلك، عائلتي الصغيرة أما عائلتي الكبيرة فلدي أختين وأخ وجميعهم أكبر مني ، كمان أن أولادي جميعهم تزوجوا وأحب جميع أحفادي ولكن الحفيد الاخير أعزه  نظرا الى أن ما يأتي بالأخر يلغي محبة اللي قبله"، قال بنبرة مبتسمة: " هناك إثنين منهم يتزاحموا على حبي علي وزيدان وأيضا يارا بنت بنتي"

وعن اختلاف رمضان اليوم عن السابق يبدأ زكي عبارته بكلمة يختلف كثيرا كثيرا فقديما لم يكن الناس مشتتين كما الآن كنا جميعنا نجلس على مائدة واحدة وتشعر بحنان الأب والأم والاهل وكان طبخة أو طبختين تكفينا ليس كبذخ اليوم ، اليوم الطلبات كثرت والمسافات والفراق كثر رمضان ليس برونقه مثل قديما، كنا نسمع مدفع رمضان ونستيقظ على صوت المسحراتي وكلماته الجذابه كل سنة يختلف عن اللي قبله".

وعن كونه سياسي ومشغول دائما عن عائلته ومدى تأثير ذلك على الوضع الاجتماعي بالبيت يقول أبو مشعل: " قليل جدا أجلس مع عائلتي وأجتمع معهم على طعام الغذاء ولكن بالأغلب هناك من يشاركوني وغالبا أكون خارج المنزل، بسبب كثرة الاجتماعات والعمل السياسي حتى عندما أكون بمنزلي ويأتي عندي ضيوف أحب أكثر أن أستقبلهم بالمكتب حقيقة انا مشغول عنهم مائة بالمائة"، لافتا الى أن شغلهم فوق طاقتهم وأيضا التنقل بين المحافظات جعل الأمر أكثر سوءا وانشغالا عنهم.

وبدأ زكي يتذكر لنا مواقفه الحزينة والمفرحة قائلا: " حياتنا كلها أحزان فعندما يكون الإنسان بوطنه ومتوقع بأي لحظه أن يتم اعتقاله من قبل الاحتلال أو أن يؤخذ عن الطريق ذلك هو الحزن أننا لانمتلك حريتنا أو التمتع بما نملكه سواء من أرض او من ثقافة أو شرعية ".

وتابع: " حزني الشخصي هو ذاته الوطني ولكن أذكر أنني كنت ممنوعا من دخول الأردن وممنوع أيضا الدخول الى فلسطين وأردت أن أرى والدي وقاموا بإخراجهم لأراهم ولكنني منعت لأخر لحظة كانت لحظات صعبة جدا علي، ولكنني أعوض القليل من حنانهم بالإفطار مع اخواتي وأخي وأحب لو كل يوم أفطر معهم ولكن كل شخص حسب ظروفه".

أما عن شئ يفرحه فيتابع: " عندما أسمع عن فلسطيني مخترع فأمس قرأت خبرا عن فتاة مخترعة سجادة الكترونية لمن يصيبهم الزهايمر ،وشاب مخترع نظارة الكترونية حقا أفرح عندما أجد في شعبنا أشخاص لم تنعكس عليهم الظروف وبقوا مصرين على التحسين سواء من ابداعات واختراعات او تحسين علمي من ماجستير ودكتوراه فانا كثيرا أفرح لفرح الناس، ففرحت كثيرا لانتصار الأسير عدنان خضر وكنت منقبضا قبلها ".

وعن ذكرياته الجامعية فعباس زكي خريج جامعة دمشق بدأ يسرد لنا ماعايشه من أيام في الجامعة فيقول:" لقد رسبت بالثقافة الوطنية لأنني كنت أستخدم مفردات  غير بعثية حيث لم ينجحوني ثلاث سنوات بعد ذلك أكتشفت أنني يجب أن أغير من مصطلحاتي فمثلا أن اضع بدل كلمة الزعيم المغفور له كلمة الرفيق لأن من يصلح الامتحان ليس الأساتذة وإنما الحزب ،ثم كانت مقروءة الأفكار فعندما تريد التحدث عن تحرير فلسطين يعتبرونك مغلقا وتنأى بنفسك عن الامة العربية ،وكل ذلك تعدل بعد نكسة حزيران"، موضحا أنه نجح فيها بعد ذلك بمعدل 83% لأنه علم ما يجب أن يكتب.

وعن هوايته المفضلة : " أحب القراءة كثيرا ومتابعة التجارب عبر التلفزيون والفلسفة أيضا وبالتالي يجب أن يكون الشخص ملم بالواقع من حوله، ومحاولة تعزيز الوعي والثقافة وهي مهمة يومية بالنسبة لي".

وعن متابعته لمسلسلات رمضان يرى أبو مشعل أن لاوقت لديه بالمطلق لمتابعة اي مسلسل مردفا بقوله: " يمكن مرتين شفت برنامج رامز ناعتا اياه بـ "المجنون" ولكنني لم أحبه شغلة مكررة ولا تستحق كل هالإنفاق عليها ، بالاضافة مسلسل عادل امام استاذ ورئيس قسم شاهدت أكم حلقه منه فيها معنى سياسي "، لافتا الى أنهم كسياسين محرومين من متعة مشاهدة التلفاز.

أما عن الشخص الذي تمنى أن يكون بجانبه الى مائدة الطعام فعبر بقوله ": ياريت لو أمي وأبي أقوم بإطعامهم وأدير بالي عليهم ،هؤلاء الذين ماتوا من غير أن أراهم".

وتمنى أبو مشعل أن يكتب له الله حسب نواياه وأن يتقبل صيامه وقراءة  قرآنه ويغفر لي وأن يأخذ بيد المسلمين على وقف ذلك التناحر وأن يهدي أمة الاسلام .

وختم عباس زكي حديثه بقوله :"  لم أكن اتوقع ان أتحدث عن كل ذلك واعود الى الماضي بهذه الطريقة فانت قمتي بسحبي الى ذكريات جميلة جدا وأنا سعيد بذلك".