هل بقي لبشار الأسد مخالب

هل بقي لبشار الأسد مخالب
بقلم : عبدالله عيسى
رئيس التحرير

في نهاية المطاف من أبقى على نظام السوري حيا يرزق طوال سنوات الأزمة أو الحرب الأهلية كانت موازين القوى العسكرية ومدى القدرة الذاتية لنظام بشار على الصمود والمواجهة العسكرية أولا ثم الدعم الإيراني وحزب الله والعراق وروسيا وبعد هذا المقياس تاتي الحسابات السياسية في المنطقة وأفكار الحل السياسي والتي لم تنجح حتى الآن وبقيت تدور في حلقة مفرغة .

في بداية الأزمة السورية كانت دول المنطقة وخاصة إسرائيل والعالم تحسب ألف حساب لأي تدخل عسكري خارجي في الأزمة السورية وليس كما حصل في النموذج الليبي سواء من خلال حلف الناتو أو أمريكا بشكل مباشر .

وفي بديات الأزمة لم يتردد الرئيس السوري بشار الأسد في توجيه تهديدات مباشرة لأي دولة تتدخل عسكريا في سوريا فهدد الأردن بإمطار مدنها بصواريخ سكاد وهدد تركيا أيضا وهدد إسرائيل قائلا :" تستطيع الطائرات الإسرائيلية قصف دمشق ولكنها لن تستطيع الهبوط في مطاراتها الحربية بإسرائيل وعليها أن تبحث عن مطارات بديلة في دول أخرى لأننا سنضرب كل المطارات الحربية الإسرائيلية وندمرها بالصورايخ قبل عودة الطائرات من أجواء دمشق ".

إسرائيل بدورها أخذت تهديدات الأسد على محمل الجد فبحثت مع قبرص هبوط الطائرات الإسرائيلية الحربية في مطارات قبرص في حال قامت بتوجيه ضربة عسكرية لدمشق وباشرت منذ ذلك الحين بتحويل شوارع " اتوسترادات " في إسرائيل الى مطارات حربية بإعادة بنائها كي تحتمل هبوط طائرات حربية اضطراريا في حال نشبت الحرب .

في الوقت نفسه سعى الأسد إلى الحصول على دفاعات جوية اس 300 من روسيا بأي شكل وبقيت الأنباء متضاربة حول حصول سوريا على منظومة اس 300 الفتاكة ضد الطيران ويقال إنها أصبحت بحوزة سوريا ونصبت في دمشق ولكنها تحت إمرة خبراء روس ويتلقون تعليمات تشغيلها من قيادتهم الروسية فقط .

وعلى مستوى سلاح الجو السوري فقد تآكل ولم يعد له أي قدرة سوى على توجيه ضربات للمعارضة المسلحة هنا وهناك إلا أن الترسانة الصاروخية السورية ما زالت الأشد خطرا وهي موزعة الآن بين ما يحتفظ به النظام وما تزود به حزب الله الذي لن يتردد في الدخول في الحرب ضد إسرائيل فورا لو وقعت الواقعة .

أي يجب أن لا ينظر إلى ما يمتلكه النظام من صواريخ فقط بل هنالك قوة صاروخية سورية إيرانية مخيفة وسليمة لم تتضرر بعد يمتلكها حزب الله في لبنان وقادرة على إلحاق أذى رهيب بإسرائيل .

والنظام السوري لا يحتاج مثل إيران إلى صواريخ بعيدة المدى كي يصل إسرائيل بل ان صواريخ مداها 100-200 كيلومترا قادرة أن تضرب إسرائيل منن الشمال إلى الجنوب وهذه الصواريخ يسهل إخفائها عن الرادات والاستطلاع الجوي .

النظام السوري يبسط سيطرته الكاملة على دمشق فقط وهي على مساحة شاسعة في سوريا إضافة إلى طرق إمداد ومدن أخرى بعضها يسيطر عليها بالكامل وبعضها جزئيا مع المعارضة وبعضها خسرها بالكامل .

لا يوجد حتى الآن قدرة سورية إيرانية مع حزب الله على حسم الحرب ضد المعارضة كما لا تستطيع المعارضة حسم الحرب إلا بتدخل خارجي عسكري ربما كما تخطط تركيا ويبدو أن أمريكا تنتظر توقيع الاتفاق النووي مع إيران كي تدعم التوجه التركي وإيران تنتظر توقيع الاتفاق النووي كي  تدخل بثقلها عسكريا في سوريا .

أي أن حسم الحرب الأهلية لا يمكن أن يتم إلا بتدخل خارجي لصالح النظام والمعارضة فكي يحسم النظام الحرب بحاجة إلى تدخل عسكري إيراني ثقيل مع حزب الله وكي تحسم المعارضة الحرب بحاجة إلى تدخل إقليمي تركي أمريكي وبدون ذلك ستبقى حرب استنزاف للشعب السوري لعشرة أعوام أخرى .

والمنقذ الأخير من حرب مدمرة قادمة في سوريا هو التوصل لحل سياسي يمكنه تلافي حرب واسعة النطاق في المنطقة تشمل سوريا وتركيا وإسرائيل .

الخيارات أمام العالم كلها صعبة إما القبول ببقاء الأسد وإشراك المعارضة في حكم انتقالي أو أن تفتح جهنم أبوابها لحرب مدمرة لن تحتملها دول المنطقة .

التعليقات