الأونروا والإتحاد الأوروبي تؤكدان على متانة الشراكة بينهما

الأونروا والإتحاد الأوروبي تؤكدان على متانة الشراكة بينهما
رام الله - دنيا الوطن
خلال الفترة بين 29 حزيران وحتى الأول من تموز، قام المفوض العام للأونروا بيير كرينبول بزيارة بروكسل لعقد مجموعة من اللقاءات عالية المستوى تهدف إلى لفت الانتباه إلى الدور والأنشطة الحاسمين اللذين تقوم بهما الأونروا وإلى قرع جرس الإنذار حيال المستوى الدراماتيكي لنقص التمويل الذي تعاني الوكالة منه، علاوة على قيامه بالافتتاح الرسمي لمعرض الأونروا "أنا لست رقما إحصائيا" والذي يستمر عقده في البرلمان الأوروبي حتى الثالث من تموز الجاري.

ويستعرض المعرض الصور الفائزة بمسابقة الأونروا للصور لعام 2014 والتي تم تمويلها من قبل الاتحاد الأوروبي، ويقدم للزوار الإنجازات التي تم تحقيقها من الشراكة طويلة الأجل بين الأونروا والاتحاد الأوروبي في مجال دعم التنمية البشرية والاحتياجات الإنسانية واحتياجات الحماية للاجئي فلسطين في الشرق الأوسط الذي يتسم بتنامي انعدام الأمن وعدم الاستقرار الذي تتسبب به النزاعات والاحتلال والتشرد وارتفاع مستوى التطرف الذي يدفع أعدادا متزايدة من الأشخاص للبحث عن طرق خطيرة للهروب إلى أوروبا. وقد شكلت المسابقة فرصة للشباب من لاجئي فلسطين لالتقاط قصص ومشاعر الناس المتضررين جراء تلك الأحداث المؤلمة.

ومما يدلل على الشراكة القوية والديناميكية بين الاتحاد الأووبي والأونروا، حظي المعرض بالرعاية السامية للبرلمان الأوروبي وقام بافتتاحه كل من رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز ومفوض سياسة الجوار الأوروبية ومفاوضات التوسع يوهانس هان والمدير الإداري لخدمة العمل الأوروبي الخارجي هيوز مينغاريللي والمفوض العام للأونروا بيير كرينبول.

 وكان من بين الحضور الفائزة بالجائزة الثانية لمعرض الصور منار نخلة كممثلة عن الرابحين؛ فيما تعذر حضور الفائزة بالجائزة من سورية وتم منع الفائزين من غزة من الحصول على تصريح بمغادرة القطاع، وهو ما يرمز بشكل مؤلم من نواح عديدة إلى مصير لاجئي فلسطين ككل.

وفي كلمته التي ألقاها خلال حفل الافتتاح، قال السيد شولتز بأن "الاتحاد الأوروبي يعتبر الأونروا شريكا استراتيجيا، ونحن نفخر بأن نكون المانح متعدد الأطراف الأكبر للوكالة". وأضاف شولتز قائلا: "في واقع الأمر، تلعب الوكالة دورا حيويا في أمن واستقرار المنطقة وفي التنمية البشرية فيها. 

وفي الوقت الذي تستمر فيه الحروب بتدمير الشرق الأوسط، فإن على الاتحاد الأوروبي أن يقف إلى جانب الأونروا من أجل مساعدتها في القيام بمهمتها التي لا غنى عنها. إن اللاجئين ليسو أرقاما إحصائية – إنهم أناس يريدون أن يساهموا في إنسانيتنا المشتركة بأحلامهم وطاقاتهم وموهبتهم".

بدوره، استعرض السيد هان تحليله ورؤيته للوضع الحالي بالقول: "إن وضع لاجئي فلسطين في غزة وفي سورية وفي المخيمات الأخرى آخذ بالتدهور بشكل مستمر، وتكمن الخطورة بأن نصبح معتادون على هذا الوضع المأساوي"، مضيفا بالقول "إن معرض هذا اليوم يذكرنا بأنه ينبغي علينا أن نأخذ الوقت لاستكشاف الوجوه الإنسانية خلف هذه الأرقام الإحصائية – وهي لأناس بالرغم من أنهم محاصرون في وضع أصبح بالفعل مهينا لكرامة أي إنسان إلا أنهم يحاولون ببساطة أن يعيشوا حياة طبيعية. إن الاتحاد الأوروبي فخور بدعم الأونروا في عملها الذي لا يقدر بثمن مع لاجئي فلسطين في غزة وفي الضفة الغربية والأردن ولبنان وسورية من خلال توفير السبل لهم للوصول إلى التعليم الأساسي والرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية، حتى في ظل الظروف القاسية للغاية".

وكانت زيارة المفوض العام للأونروا أيضا مناسبة للالتقاء بشكل ثنائي مع ممثلين رفيعي المستوى من الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه، بما في ذلك السيد شولتز والسيد هان ونائب رئيس الاتحاد الأوروبي ومفوض الموازنة والموارد البشرية كريستالينا جورغيفا والأمين العام التنفيذي لخدمة العمل الأوروبي الخارجي ألين ليروي واللجنة السياسية والأمنية في الاتحاد الأوروبي والوزير البلجيكي للتعاون التنموي ألكسندر دي كرو.

وقدم المفوض العام للأونروا إيجازا لأولئك المسؤولين رفيعي المستوى حول العديد من المنجزات الهامة للوكالة ولوضعها المالي المثير للقلق. ومع وصول العجز المتوقع في الموازنة العامة للأونروا ما يعادل 93 مليون يورو (101 مليون دولار)، فقد قامت الوكالة بتنفيذ مجموعة من التدابير الاصرمة التي تهدف إلى تقليل التكاليف في الوقت الذي تحافظ فيه على بقاء تقديم خدماتها الرئيسة للاجئين. 

وعلى أية حال، فإنه قد يكون هنالك حاجة لبعض القرارات الصعبة فيما يتعلق بنظام الأونروا المدرسي الذي يخدم نصف مليون طفل في مختلف أرجاء الشرق الأوسط في الأردن ولبنان والأراضي الفلسطينية المجتلة وسورية إذا لم يتم تغطية هذا العجز.

وفي إشارة إلى تقرير حديث للبنك الدولي يشيد بالنظام التعليمي للوكالة ويسلط الضوء على نتائج طلبة لاجئي فلسطين الأعلى من المعدل، قال السيد كرينبول: "إن هذا المستوى من نقص التمويل غير مسبوق وسيكون له عواقب مباشرة ووخيمة على مقدرة الأونروا بالإيفاء بمهام ولايتها، علاوة على مقدرتنا على المحافظة على منجزاتنا السابقة في مجال التنمية البشرية".

وقام المفوض العام أيضا بتذكير الاتحاد الأوروبي بأن مناشدات الأونروا الطارئة من أجل كل من سورية والأراضي الفلسطينية المحتلة تعاني أيضا من نقص في التمويل، حيث لم يتم تمويلها إلا بما نسبته 27% و 30% على التوالي، الأمر الذي يقوض من مقدرة الوكالة على تقديم الخدمات المنقذة للأرواح.

وأضاف كرينبول بالقول "إن الوضع في الشرق الأوسط – مع ارتفاع مستوى عدم الاستقرار وزيادة مخاطر التطرف – هو وضع يواجه لاجئو فلسطين فيه ما يمكن اعتباره بالعديد من السبل تحديات وجودية"، 

مضيفا بأن "التغاضي عن ضعفهم واحتياجاتهم يعد مخاطرة لا يمكن للعالم أن يتحمل تبعاتها، مثلما يعد ترفا ليس متاحا لنا. إن علينا أن نتصرف الآن عن طريق دعم كرامة وحقوق لاجئي فلسطين والمساعدة في التوصل إلى حل سياسي للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي".

الاتحاد الأوروبي والأونروا: شراكة ديناميكية
يعد الاتحاد الأوروبي أكبر مانح متعدد الأطراف للمساعدة الدولية للاجئي فلسطين، وهو يقدم الدعم الحاسم والموثوق للأونروا منذ عام 1971, وخلال الفترة الواقعة بين 2007 وحتى 2014، تبرع الاتحاد الأوروبي بأكثر من مليار يورو لدعم الأونروا، بما في ذلك 809 مليون يورو للموازنة العامة.

 وعلاوة على ذلك، قدم الاتحاد الأوروبي تبرعا سخيا لمناشدات الأونروا الإنسانية الطارئة ولمشاريعها استجابة للأزمات المتعددة والاحتياجات المحددة في مختلف أرجاء المنطقة. وتقدم الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي دعما حاسما إضافيا للوكالة. 

وقد أتاحت الشراكة القائمة بين الاتحاد الأوروبي وبين الأونروا المجال لملايين من لاجئي فلسطين للحصول على تعليم أفضل ولعيش حياة أكثر صحة وللوصول إلى الفرص الوظيفية وتحسين ظروفهم المعيشية، وبالتالي المساهمة في تنمية المنطقة بأكملها.