المؤسسات الإعلامية في قطاع غزة تعمل بديلاً للجهات المختصة لمساعدة المواطنين

المؤسسات الإعلامية في قطاع غزة تعمل بديلاً للجهات المختصة لمساعدة المواطنين
دنيا الوطن-اسامة الكحلوت

خصصت دنيا الوطن مساحة واسعة على موقعها خلال السنوات الماضية لنشر قضايا وهموم المواطن الفلسطينى، بعد ارتفاع نسب الفقر وسوء الظروف الاقتصادية فى قطاع غزة، بنشر قضاياهم ومناشداتهم عبر الموقع لايصال صوت المواطن للمسؤول واهل الخير.

ولم تتأخر ادارة الموقع بنشر اى قضية انسانية لمواطن فلسطينى فى قطاع غزة او الضفة الغربية، كما تفتح ابواب مكاتبها على مدار الساعة لاستقبال المواطنين الراغبين بنشر مناشداتهم للرئيس واهل الخير من اجل مساعدتهم فى كل المجالات، ونجحت فى ذلك من خلال نشر مناشداتهم ضمن الصفحة الرئيسية.

ويعتبر نشر اى موضوع او مناشدة او تقرير انسانى بمثابة لمسة انسانية من ادارة المؤسسة، ولفتة فى محاولة لتغيير اوضاعهم من خلال استجابة المؤسسات والجهات المختصة وصولا للرئيس.

وتلقى كل الاشخاص الذين نشروا مناشداتهم عبر الموقع مساعدات من اهل الخير، والتى كان اخرها تقرير عن المواطن الغزى جمال الاقرع والذى يعيل 40 فردا من ابنائه وبناته ولا يعرف اسمائهم، حيث اتصلت عشرات المؤسسات والاشخاص من داخل فلسطين وخارجها ودول الخليج العربى واوربا لتقديم مساعدات له لتحسين ظروف حياته.

وفى مناشدة سابقة نشرت على الموقع عن مواطن يعيش ظروفا صعبة، تلقى مساعدة مالية تقدر بـ 80 الف دولار من فاعل خير اماراتى مقابل الدعاء لابنه بالشفاء.

وقال مدير تحرير موقع دنيا الوطن الاستاذ غازى مرتجى، ان الموقع يعمل من منطلق مسؤوليته وحصوله على المرتبة الاولى فى تصنيف المواقع الفلسطينية من حيث الانتشار والمتابعة، ليقدم الخدمة المستطاعة للمواطنين وايصال صوت المواطن الفلسطينى للمسؤول، حيث اعتمد المواطنين فى الفترة الخيرة على دور المؤسسات الاعلامية فى نشر قضيتهم وتلبية احتياجهم اكثر من المؤسسات الاخيرة.

وتابع مرتجى"في احصائية لاحدى الاشهر وافقت الحكومة الفلسطينية ممثلة برئيس الوزراء الدكتور رامي الحمدلله ووزير الصحة الدكتور جواد عواد على ثلاث عمليات زرع نخاع , وفي نفس الشهر تبنى مكتب الرئاسة مريض تصلب من قطاع غزة وكذلك تبنت عدة مؤسسات عدد من المناشدات المنشورة .. وصلت القيمة الاجمالية لما تم الموافقة عليه ما يقارب مليوني شيكل" .

واضاف مدير تحرير الموقع انّ مشاكل قطاع غزة والتواصل مع المسؤولين خاصة بعد حكومة التوافق زادت وتيرتها , فمثلا في خضم مشكلة العلاج بالخارج مؤخراً كان يزور المكتب يوميا حالة او حالتين تطالب بحل مشاكلها لدى العلاج بالخارج ويتم نشر مناشدات لهم مباشرة فهو واجب وطني واخلاقي يُحتمه علينا الوضع الماساوي الذي يعيشه المواطنون في القطاع".

وعلى صعيد الاذاعات المحلية خصصت بعض الاذاعات برامج مختصة فى تلقى شكاوى ومناشدات المواطنين لايصال صوتهم عبر الهواء مباشرة، وربطهم بالمسؤولين للاجابة على استفسارتهم وتلبية مناشدتهم ومساعدتهم عن طريق اهل الخير بعد طرح قضيتهم عبر الاذاعة.

ويقدم الاعلامى احمد سعيد برنامج نبض البلد عبر اذاعة الشعب من مدينة غزة والذى يمتد لساعتين يوميا، والمختص فى مناقشة قضايا الساعة والرد على استفسارات المواطنين ونشر مناشداتهم، حيث قال" اصبحت مؤسساتنا الاعلامية بديل عن المؤسسات الخيرية لثقة المواطن فى برامجنا، ونقوم بطرح مواضيع لها علاقة بالشأن العام للمواطنين كطرح مواضيع عن الاعمار، وبمجرد طرح عنوان الحلقة كالاعمار نلتقى اتصالات كثيرة يناشد فيها المواطنين بانصافهم لعدم تلقيهم مساعدات يستحقونها، ونقوم بربطهم بالمسؤولين المختصين".

وتزداد شكاوى المواطنين نتيجة الانقسام الفلسطينى وحيرة المشتكى من وجود مسؤولين فى قطاع غزة والضفة الغربية، وعدم قدرتهم على الوصول على صاحب قرار يشفى صدورهم باجابة تنهى معاناتهم.

وتابع سعيد" اغلب الاتصالات التى اتلقاها خلال البرنامج من مواطنين يعانون من ظروف مادية صعبة ولها علاقة بالعلاج بالخارج ومشاكل خاصة، وموظفين لا يتلقون رواتب ومشاكل العمال، وجميع هذه القضايا تحتاج منا نحت فى الصخر للوصول لاجابة شافية".

مشيرا خلال حديثه لدنيا الوطن ان اغلب المواطنين يشتكون من سوء المعاملة فى المؤسسات الحكومية والمؤسسات الخيرية، والتى تميز فى تعاملها ومساعداتها للمواطنين باعتمادها على "الواسطة".

واضاف لدنيا الوطن " نطرح القضايا بوجود مسؤولين مختصين للاستماع لشكوى المواطن وتظلمه، ونتيح المجال للرد والاستفسار للجميع، وقبل ايام طرحنا قضية مواطن كفة يده مليئة ب(تواليل) على هيئة شجرة، وجاءت المساعدات تباعا بعد الحلقة بمبالغ بسيطة من اهل الخير لاجراء عملية له "، ولم يشعر المريض بالراحة الا بعد تلقيه مساعدة من مواطنين لاجراء العملية لاحساسه بان المسؤلين مغيبين عن مشاكل الجمهور وتعبه من الشكاوى للمؤسسات الاهلية.

وعملت بعض الشخصيات على تقديم شكاوى  للنائب العام ضد البرنامج والاذاعة، وايقافه من خلال اتصالات مع مدير الاذاعة ومسؤلين عنها بشكل مباشر، الا ان كل المحاولات فشلت، لاعتبارها حيادية ولا تتحيز لاى طرف على حساب الطرف الاخر، رغم كل محاولات تشويه البرنامج(حسب قوله).

ومن قصص النجاح خلال البرنامج قال سعيد" اتصلت امرأة سورية مقيمة بغزة مع ابنها، وزوجها مقيم فى الضفة الغربية، وبكت على الهواء خلال اتصالها لتسرد قصة مأساتها بعدم وجود بيت يأويها وتنام كل ليلة فى مكان مختلف، وسرعان ما انتهى اتصالها حتى انهالت اتصالات اهل الخير، وتم توفير 30 منزل لها ولابنها مع راتب شهرى ، وتم اختيار افضل العروض ببيت يليق بها وبابنها، وتتلقى راتب شهرى من فاعل خير، ويتم التواصل معها بشكل دائم للاطمئنان عليها".

وكما هو الحال لدى الاعلامى محمد قنيطة خلال برنامجه الصباحى فى اذاعة القدس، حيث يستقبل اتصالات المواطنين وشكاويهم على الهوا مباشرة، ويعمل على حلها مع اصحاب القرار.

واصبحت الاذاعات بديل عن المؤسسات الخيرية فى ايصال صوت المظلومين حسبما قال، واضاف" البرنامج هو مكمل لعمل المؤسسات لتمتع الاذاعات والاعلام بنوع من الشفافية والوصول بشكل اسرع للحالات والمسؤولين ويسهل خدمتهم"

واشار قنيطة ان المؤسسات الخيرية كثيرة ولكن عدد قليل منها يخدم بطريقة صحيحة، وان عمل المؤسسات اسرع من عمل المؤسسات الخيرية رغم ان القضايا الانسانية من واجبهم، الا ان اغلبها هى اسماء على يافطات فقط.

واضاف" نقوم باختيار الحالات التى تطرح على البرنامج بشكل عشوائى، ونعمل على ايصالهم بفاعلى الخير الراغبين فى تقديم المساعدة، وتعتبر نسبة المناشدات فى الفترة الصباحية كبيرة، ونقوم بتحويل بعضها لبرنامج متخصص اسمه اهل الخير، ليتم التدقيق فى الحالة وتخصص حلقة كاملة لها، للتأكد من مصداقيتها ليتم توفير المساعدات لها".

ويتلقى قنيطة اتصالات كثيرة على هاتفه من مواطنين طالبين مساعدته ونشر قضيتهم عبر برنامجه الصباحى، مؤكدا ان اهل الخير كثر فى قطاع غزة، ويقدمون مساعدات لكل الحالات المحتاجة، وتمكن برنامجه من بناء منازل لمحتاجين وتوفير مبالغ مالية للعلاج.