الشرطة النسائية بغزة عطاءٌ مميز دون راتب !

الشرطة النسائية بغزة عطاءٌ مميز دون راتب !
رام الله - دنيا الوطن
تصوير- خالد دلّول 
حوار- ولاء مراد
تعد الشرطة النسائية دائرة من إدارات الشرطة الداخلية في قطاع غزة والتي يلقى على عاتقها العديد من الأعمال الإدارية والأمنية للمحافظة على أمن وأمان القطاع. الراصد العربي حاور المقدم ناريمين عدوان مدير الشرطة النسائية في قطاع غزة ، للتعرف أكثر على تأسيس الشرطة النسائية وأبرز مهامها في حفظ الأمن والمشاكل التي تواجهها في عملها جائت الأسئلة على النحوالتاليي وإجاباتها.
 
كيف نشأت دائرة الشرطة النسائية وما أهم انجازاتها؟
الشرطة النسائية هي إدارة قديمة تم استحداثها بعد انسحاب عناصر الشرطة النسائية عام 2006 حيث قام وزير الداخلية الشهيد سعيد صيام بإعادة هيكلية الشرطة النسائية وقمنا باستحداث الزي الإسلامي لعناصرنا لنثبت للجميع أن الزي الإسلامي لا يعيق العمل في أي مجال من مجالات العمل .

الدور الذي تتميز به الشرطة النسائية عن الرجال هو دخولها للمنازل حيث يستطيع أفراد الشرطة من الرجال الدخول للمنازل حتى لو كانت المهمة صعبة وهامة إلا من خلال الشرطة النسائية ، بالإضافة إلى أننا نستقبل الشكوى التي تردنا من النساء من البداية حتى آخر إجراء في القضية ، ونلتمس الارتياح الشديد لدى النساء القادمات الينا لتعامل شرطية معها 

ما الدور الذي تتميزن به عن رجال الشرطة؟
نحن في دائرة الشرطة النسائية نساند رجال الشرطة في جميع المهام عدا المهام الخاصة التي لا يقوم بها سوى الرجال طبيعة الاختلاف إننا نختص بالمرأة الفلسطينية نهتم بشكواها بقضاياها ليس لنا دور في قضايا تخص الرجال لأننا ما جئنا إلا لنحافظ على المرأة الفلسطينية "عاداتنا تقاليدنا نظامنا التربوي الإسلامي" الذي يجعل للمرأة خصوصية مختلفة.

ما هي أبرز المشاكل التي واجهتها الشرطة النسائية أثناء عملها؟
مجموعة التحديات التي خاضتها الشرطة النسائية كبيرة أولا وأخيرا نحن نعمل في وضع أمني غير مستقر نحن جئنا بداية التجربة والعمل بعد حرب الفرقان وأنتم تعلمون كم كانت الأوضاع متوترة بيننا وبين العدو الصهيوني على مدار الساعة أنا اذكر انه لم تكن تمر لحظات إلا والطائرات فوق رؤوسنا كانت هذه من ضمن التحديات الصعبة الوضع الأمني نعمل في ظل أجواء ساخنة كل دقيقة مهددين بالقصف والموت في أي لحظة المشكلة الأخرى نظرة المجتمع للشرطة النسائية التي كانت تنظر إلينا كمجموعة مسليات للإخوة في الجهاز ليس لهم أي دور في صلب العمل أو الأعمال الموكلة إليهم ذات طابع أخلاقي مهني بحت كان ينظر لنا نظرة سلبية تحدينا هذه النظرة وهذا الوضع الأمني بفضل الله الان أصبح الآلاف يرغبن في دخول الشرطة النسائية وينظر لنا نظرة احترام وتقدير نظرة مهنية راقية من أهم المشاكل أيضا إننا نعمل في مجتمع ذكوري واقتحام المجتمع ألذكوري والمشاركة فيه كانت مشكلة بحد ذاتها كان يقال لنا أنتي أنثى وأنا ذكر ولكن انا من قناعاتي أن المرأة تعمل كالرجل وأكثر وقادرة على القيادة طالما عملها في إطار الشريعة الإسلامية والعادات والتقاليد الحميدة 
ما هي المهام الخاصة التي تقوم بها الشرطة النسائية عدا عن مرافقة رجال الشرطة في المداهمات والتفتيش؟
الشرطة النسائية تعمل وتساند رجال الشرطة في أغلب المهام تفتيش مداهمات اتجهن نحو التحقيق في حوادث النساء في تأمين المعابر وقد نجحن بفضل الله 

هل يدخل عمل الشرطة النسائية في كل المجالات أم يقتصر على مجال معين ؟
كما أسلفت سابقا الشرطة النسائية تعمل في كافة المجالات عدا المرور (الوقفات المرورية ) والحراسات لكن مادون ذلك فهي سباقة ومتواجدة دوما 

كم يبلغ عدد العاملات المنخرطات في دائرة الشرطة النسائية؟
ما يقارب 200 شرطية تقريباً..

هل يكفي هذا العدد لتغطية المهام في جميع محافظات غزة؟
لا يكفي مفترض أي نسبة شرطية تكون مناسبة لنسبة المجتمع لها قسمة معينة إلا في وضع استثنائي كغزة لكن أخواتنا قادرات على مواصلة الليل بالنهار لتغطية النقص بالعدد والإمكانات الحمد لله كل عمل له قيمة رغم الظروف الصعبة والأيام العجاف نستطيع أن نقدم بإذن الله 


هل تواجهون معارضة من قبل أهالي الشرطيات خصوصا في المهام الليلة والفجائية؟ 
من أصعب المهام على المرأة العمل كشرطية على مدار 24 ساعة لا تستطيع أن تأخذ قسطا من الراحة لا تستطيع الحصول على الراحة والسكينة والطمأنينة في البيت لا ليل ولا نهارا الشيء الصعب الذي تقوم به  الشرطية في قطاع غزة مطالبة على مدار الساعة بتحقيق الأمن سواء كانت الساعة الثانية الثالثة فجرا بعد الفجر في أي وقت هي مطالبة بإنجاز هذه المهمات شيء صعب وشيء قاسي على النفس خاصة أن المرأة بطبيعتها حتى الله سبحانه وتعالى عندما جزاها بالآخرة بالجوهر المكنون والخيام " مقصورات بالخيام " طبيعة المرأة تحب البيت والانتماء له لذا البداية تكون صعبة على الشرطية بعد ذلك تعتاد هذا العمل وتآلفه ونحن نأخذ درجة الامتياز في ان ننزع منها حب المكوث في البيت 

كيف تؤثر الإشكالات في التوصيف الوظيفي تحديدا صلاحيات الضباط والجنود على العمل في دائرة الشرطة النسائية؟
المشكلة أساسا نابعة من نقص الإعداد يوجد لدينا كوادر رتب عسكرية مهام لكن قلة العدد تقف عائق في وضع توصيف حقيقي وواضح للشرطية حتى أنا كمدير عام أحيانا اذهب لعمل التحقيقات وغير ذلك لذلك الشرطية ممكن ان تقوم بأي مهمة كانت سواء اقتحام تفتيش تأمين معابر فصعبة كلمة التوصيف الوظيفي داخل دائرة الشرطة النسائية 

هل توجد تحديد مهام وصلاحيات لكل عناصر الأمن في الشرطة النسائية كل حسب مكانته ومركزه؟
مشكلة العدد كما أسلفنا جعلت الشرطية تقوم بكافة المهمات الموكلة إليهم لا يوجد تحديد معين للشرطية 

هل تواجهون حالات اعتراض من الجنود على قرارات القيادة؟ 
الشرطة سمعا وطاعة والبداية تكون للشرطية بتحويلها من الحياة المدنية للعسكرية يأخذ وقتا يعني تذهب اولا إلى ميدان عسكري من بيت مدني وطبيعة مدنية وترى قسوة التدريب العسكري وقسوة الميدان فعندما تأتي بعد ذلك إلينا لتبدأ الحياة المهنية تشعر بالراحة يعني انتهى الكرب الفظيع انتهت قسوة التدريب والحمد لله منذ 7 سنوات في عملي لم تواجهني أي اعتراض 

في ظل الوضع الكارثي الذي يعيشه قطاع غزة من حصار وأزمة انقطاع الرواتب هل تبحون عن جهة ممولة أو متبرعة لإفراد الشرطة النسائية لتقديم المعونات والطرود الغذائية لهم؟
من لحظة انقطاع الرواتب إلى يومنا هذا لم نتوجه إلى أي جهة أو مؤسسة نحن لا نتسول نحن هنا أصحاب رسالة أصحاب ايمان وعقيدة نعمل على مدار الساعة وإن كان الأمر صعب وهو ابتلاء من الله سبحانه وتعالى صابرات محتسبات نطلب الأجر من الله سبحانه وتعالى ما جاءنا يكفينا ونسأل من الله العون على هذه الأيام الصعبة لكن لن نكل ولن نمل وبإذن الله سنبقى الوفيات للوطن ولمهامنا نأتي بكل شوق للعمل نحن بكل الظروف جئنا بأوضاع استثنائية ومازلنا محافظات على هذه الرسالة ونحن مؤمنات ايمان شديد بأننا نؤدي رسالتنا بالحفاظ على بناتنا وأمهاتنا وهي رسالة عظيمة لا تقارن بالمال 

كيف تقسم الشرطة النسائية نفسها وماهي دوائرها الفرعية في المحافظات والادارة العامة؟
الشرطة النسائية هي دائرة مستقلة تابعة لوزارة الداخلية التابعة لقيادة الشرطة الفلسطينية موزعة كالتالي على جميع المحافظات الخمس من معبر رفح حتى معبر بيت حانون في كل محافظة هناك دائرة مستقلة يوجد فيها قسم للتحقيق قسم للتفتيش قسم للمهمات قسم استقبال الشكاوى كل أخت لها مهامها الخاصة فيها وفي وضعنا الاستثنائي قد يطلب من الأخت عدة مهمات والاخوات الشرطيات على أهبة الاستعداد 

لماذا يغيب عند الشرطة النسائية أي دور بارز للعلاقات العامة الداخلية والخارجية للقيام بتسويق ونرويج دورهن عبر الاعلام والارشادات في المحافل والمناسبات والتنسيق الدائم مع مؤسسات المجتمع المدني؟
أنا اعتبر أن اخواتنا في الشرطة النسائية في كل الميدان ان طلب منهم موجودين نحن لا نستطيع اقتحام المؤسسات دون ترتيب أو تنسيق أو طلب فنحن بالنهاية في الشرطة النسائية نتدخل في وقت المهمات الصعبة اينما وجد شجار مهمة خلاف شكوى تجدي الشرطة النسائية بالنسبة للعلاقات في المجتمع الخارجي أمر مهم ان كان هناك بعض التقصير وقد يرجع الى قلة العدد قد يعود الى انه المهم على عاتق الشرطة النسائية كبيرة.

هل تقوموا بحملات توعية دائمة في مدارس البنات لإرشادهن إلى حسن السلوك والأخلاق والتصرف الحميد؟
بالنسبة لموضوع التوجيه والارشاد كان لنا قسم خاص في الشرطة النسائية في وقت من الاوقات كنا نغطي حوالي 140 محاضرة يوميا رغم قلة العدد ولكن كان هناك رؤية للقيادة بأن يستقل قسم التوجيه والارشاد وينقل الى قسم التأهيل السياسي والمعنوي لوزارة الداخلية فأصبح لدينا اخوات في التوجيه السياسي والمعنوي يقمن بدور الارشاد نحن قما قلت لك نحن تحت الطلب ان طلبت أي مؤسسة نذهب لكن هذا أصبح عمل خاص ومهمة خاصة للتوجيه السياسي والمعنوي في دائرة الشرطة 

هل تلتمسون الثقة من البنات في المدارس والجامعات بالشرطة النسائية في حال تعرضن لأي ابتزاز أو مشاكل اخلاقية عبر تقديم الشكاوى إليكم؟
تأتي الثقة بعد التجربة لكن قبل التجربة لا أظن هناك تخوف هناك حاجز معنوي لكن بعدما تأتي تطمئن وترتاح لكن الأمر صعب ومن المعروف أن الشرطة ذات طابع عسكري الشرطة المرهوبة كما يقال هناك خوف وحاجز ونحن نحاول أن نكسر هذا الحاجز لكن انا تقييمي الشخصي انا لا نستطيع ازالة هذا الحاجز قبل التجربة أتمنى من دائرة العلاقات العامة ان تساعد في ازالة هذا الحاجز تواصلنا كثيرا قمنا بتعميم ارقام مجانية قمنا بحملات كثيرة منها حملة كرامة المواطن وهيبة الشرطي لإيصال صوتنا ورسالتنا للجميع ولكن مازالت هناك بعض الحواجز نسعى دوما لإزالتها 

ماهي درجة السرية والكتمان التي تتعاملون بها مع مثل هذه القضايا الحساسة وكيف تحافظون على سرية المعلومات؟
هناك درجة سرية وكتمان عالية هناك الكثير من النساء تأتي إلينا ولا يعلم أحد وان علم أحد نحن نقوم بتغطية الحدث ومعالجته لم يحدث ابدا ان خرج من بين اضلعنا سر يخص اخت او قضية من القضايا 

ما هي أبرز المواقف النسائية التي مررتم بها أثناء عملكم في دائرة الشرطة النسائية وخاصة عندما قصف مبنى الشرطة في ثلاث حروب سابقة؟
يعني نحن نواجه قانون مجحف قانون قديم عقيم بريطاني ونكون مضطرين لتطبيق القانون وهو انسانيا غير مقبول يعني يوجد في القانون منع حضانة  المرأة الاجنبية ابنائها اذا كانت تابعة لمسلم  وانا طبعا مع اسلامنا واعطاء حق للمسلم ولكن هناك بعض الادبيات والانسانيات التي تحمي الام فكانت هناك مشكلة انسانية صعبة واثرت بي انه جاءت امرأة صينية طلقت من زوجها بعد زواج دام 15 عاما مكثت في غزة قطعت علاقتها نهائيا باهلها بالصين طلقها وطلب منها مغادرة البلاد واتت تبكي وتستغيث القانون بأن تحتضن ابنائها ليوم او يومين بالأسبوع لكن قانونا مجحف لكن انا تعاملت معها بطريقة انسانية اكثر ماهي قانونية يعني الزوج كان انساني طلبت مقابلته  وحاولنا اقناعه بانها وحيدة والدها ووالدتها متوفيان وعرضنا عليه ان تحتضن ابنائها يوم او يومين بالأسبوع وكان الرجل مستجيب تعامل معنا بطريقة راقية وقام بتأمين مكانها هنا باستئجار بيت لها وسمح لها برؤية أبنائها ثلاث ايام بالأسبوع  فالقانون احيانا يقف عائق يكون عقيم ومجحف واحيانا نشعر بمرارة اننا مسلمين ونتهاون في بعض القضايا فالتعامل مع قانون ليس من قانون بلدك او شريعتك امر قاسي جدا 

ما هي تطلعاتكم وطموحاتكم لتطوير العملية في دائرة الشرطة النسائية؟
نحن راضيين والرضا هو الاكتفاء ولكن دوما نسعى ونطمح للمزيد والافضل كلما قرأت تجربة سمعت شيء يضيف لعملي احاول اخذه واسلمته وضبطه وجعله ينطبق علينا وان كان من الغرب الحكمة ضالة المؤمن ومتى وجدها هو احق بها دائما نبحث ع تجارب الاخرين نستفيد منها دوما نسعى ونطمح لان نكون الحضن الاول الذي يقوم باحتواء المرأة الفلسطينية ونسأل التوفيق من الله سبحانه وتعالى