بعد جنون التصاريح : (هدف - رسائل ونتائج) تزايد عمليات اطلاق النار في الضفة ؟

بعد جنون التصاريح : (هدف - رسائل ونتائج) تزايد عمليات اطلاق النار في الضفة ؟
رام الله - دنيا الوطن - احمد العشي
مقاومة الاحتلال حق من الحقوق التي شرعها القانون الدولي للفلسطينيين , في الآونة الأخيرة تزايدت عمليات اطلاق النار على المستوطنينفي مستوطنات الضفة الغربية ولم تتوقف العمليات الفردية الناتجة عن "الطعن" او "الدهس" للمستوطنين وجنود الاحتلال .. فلماذا جاءت في الوقت الحاضر ؟ وما الهدف ؟ وما النتائج ؟

رأى الخبير في الشأن السياسي جهاد حرب ان العمليات في الضفة الغربية انها جزء من المقاومة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي، نافيا وجود رابط او قرار تنظيمي في المواجهة المسلحة، معتبرا ان العمليات ردة فعل على الممارسات الاسرائيلية ومن وجود المستوطنين بكثرة في المناطق الفلسطينية سواء في المدن و القرى الفلسطينية، بالاضافة الى زيادة تحرك المستوطنين على رؤوس الجبال الفلسطينية القريبة من القرى و المناطق الفلسطينية، كذلك الممارسات الاستيطانية الكثيرة التي تقوم بها الحكومة الاسرائيلية من مصادرة اراضي واطلاق نار على الفلسطينيين سواء من الاحتلال الاسرائيلي او المستوطنين.

واوضح الخبير حرب ان الرسائل  المراد توصيلها من خلال هذه العمليات ان الفلسطينيين يريدون ان يبينوا بان الاسرائيليين لن يهنأوا بالضفة الغربية و ان القبضة الحديدية الاسرائيلية التي تمارسها ضد الفلسطينيين او اي ممارسات لن توقف الفلسطينيين عن نظامهم في انهاء الاحتلال الاسرائيلي واقامة دولتهم.

وقال حرب: "لا اعتقد ان هناك ربط بين العمليات والتصاريح التي تقدمها الحكومة الاسرائيلية لاهالي الضفة، حيث لا اعتقد ان فلسطيني يريد ان يخرب على فلسطيني لكن في كل الاحوال فان الفلسطينيين باتجاهاتهم المختلفة يريدون انهاء الاحتلال الاسرائيلي".

واضاف: "في كثير من الاحيان  يكون هناك اشخاص يقومون بهذه العمليات بدون التنسيق مع احد او تخطيط مسبق من قبل التنظيمات السياسية الفلسطينية".

وفي السياق ذاته اكد ان اسرائيل لا تقبل التنسيق مع الفلسطينيين، مضيفا ان هذه العمليات تكون في المناطق "سي" وهي تحت السيطرة الاسرائيلية، مشيرا الى ان الفلسطينيون ليس لديهم القدرة القانونية بامكانية التصرف بهذه المناطق.

وبين حرب ان الاسرائيليين يرفضون ومازالوا كذلك الجهود الفرنسية، لافتا الى ان هذه الجهود ليست مرتبطة بالعمليات العسكرية او الموقف الفلسطيني المرحب سياسيا بالمبادرة.

وحول موقف السلطة قال حرب: " ان السلطة الفلسطينية لا تدين هذه العمليات لانها ضد المستوطنين في الاراضي 67 وبالتالي من حق الفلسطيني ان يقاوم الاحتلال وفقا للشرائع الدولية".

من جهتها اعتبرت الكاتبة و المحللة السياسية لمى خاطر ان العمليات التي يقوم بها الفلسطينيون بها في الضفة الغربية هي رد طبيعي للمقاومة في الضفة، مشيرة الى ان هذه العمليات ليست جديدة على تاريخ الضفة الغربية.

و قالت خاطر : "المقاومة اصابتها انتكاسة بسبب السور الواقي وبسبب حملات الاعتقال المكثفة من قبل الاحتلال الاسرائيلي".

واكدت خاطر ان الحالة التي تعيشها الضفة الغربية من انتهاكات الاحتلال اليومية والاستيطان والاعتقالات و الاغتيالات و التهويد للقدس هي التي خلقت المقاومة، مشيرة الى انه لا يوجد احد يرضىى ان يرضخ تحت الاحتلال، و طالما ان هناك احتلال لابد ان يكون مقاومة، على حد تعبيرها.

وفي السياق ذاته اوضحت ان رسائل المقاومة تكون دائما واضحة وهي متملثة بانها تدافع عن نفسها في مقاومة الاحتلال و صد اعتداءاته، كذلك استئناف مشروع التحرر بشكل عام و التي لا يمكن ان تتم الا بالمقاومة.

وبينت خاطر ان تكرار العمليات هي تدل على قناعات المواطن الفلسطيني بالمقاومة و لاستعداده للانخراط فيها.

وفي سياق اخر اكدت خاطر ان العمليات ليس لها علاقة بالتصاريح و التسهيلات المقدمة لاهالي الضفة الغربية، لافتة الى ان العمليات تتم في مناطق الضفة الغربية بعيدة ، وفي الغالب فان الذي ينفذ هذه العمليات داخل القدس هم من اهلها الذين لا يحتاجون الى تصاريح، على حد وصفها.

واشارت الكاتبة والمحللة السياسية ان هناك تأثير لهذه العمليات على التنسيق الامني، لافتة الى ان العمليات تبين للاسرائيليين بان السلطة لم تعد قادرة على السيطرة على الوضع الميداني.

وقالت : "في السنوات الاخيرة نحن لاحظنا حالة من الامن المطلق في الضفة الغربية، بحيث يمر احيانا شهور طويلة دون حدوث عملية واحدة حتى لو عملية فردية، لكن ذلك تغير منذ الصيف الماضي، وهذا الامر سيدفع بالاحتلال الى قناعة بان الامور في الضفة الغربية هي ربما ستتجه باتجاهات اكبر من امكانية السيطرة عليها".

وفي السياق ذاته اكدت خاطر ان العمليات يمكن ان تؤثر في الجهود الفرنسية في المنطقة في حال تصاعدت العمليات بحيث تتم بشكل يومي، مشيرة الى ان العمليات في هذا الشكل تؤثر على اي جهود تبذل.

وبينت خاطر ان العمليات في الضفة تتم بدافع فردي، مشيرا الى ان الذين يقومون بعمليات الطعن هم ابناء تنظيمات ولكن في ظل غياب السلاح ووسائل المقاومة فانهم يقوموا بالعمليات بدافع فردي، لافتة الى ان هذه العمليات بهذا الشكل له ايجابيات بان ذلك يصعب من امكانية استهدافها.


اما المحلل و الخبير في الشأن الاسرائيلي د. عمر جعارة قال: "انه في الاصل ان تكون العلاقة بين الشعب والمحتل علاقة احتلالية، وبالتالي لا يمكن ان تكون العلاقة الا هكذا بسبب ان هذا المحتل ليس كالاحتلال الغربي الانجليزي و الفرنسي يحمل العصا وبعد فترة من الزمن يرحل، و ان تأخر رحيل الفرنسيين عن الجزائر و تأخر رحيل الانجليز عن فلسطين في 1917 الى 1948".

واضاف: "الاحتلال الاسرائيلي لا يعترف لنا باي حقوق طبيعية او تاريخية و هذه المشكلة التي لابد ان يتغلب عليها الاسرائيلي، لان المقاومة لن ترضى بذلك بكافة اشكالها المدنية او غير المدنية".

وفي السياق اوضح جعارة ان الرسالة الاولى و الاخيرة للاسرائيلي كمحتل من هذه العمليات هي انه لا يوجد امكانية باي شكل من الاشكال بان يفهم بانه محتل و على الاقل للاراضي 67، ولكن الاسرائيلي يعتبر الفلسطيني هو المحتل للاراضي 67.

وبين جعارة الى ان هذه الافكار لا يمكن ان تعيش الاسرائيلي باي شكل من الامان، مؤكدا ان ذلك جاء على لسان الكثير من الاسرائيليين عندما يهتفون في الكنيست بوجه بينت و ليبرمان ونتنياهو بـ"يكفي احتلال".

واعتبر جعارة ان مقاومة الاحتلال بكل الشرائع الدولية جائزة ومقبولة، كما مقاومة الاحتلال الالماني والياباني والامريكي، مشددا على ضرورة ان يفهم الاسرائيلي ان هذه العمليات سواء كانت سلمية او غير سلمية هي تحت شعار لا للاحتلال الذي هو ضد القوانين الانسانية حتى لو كان المحتل مسلم يجب ان يقاوم، على حد وصفه.

ورأى جعارة ان الاسرائيلي الان يعرب عن ملله من الحكومة الاسرائيلية الحالية ونتنياهو و ليبرمان، مشيرا الى ان هذه العمليات تؤكد على ان الاسرائيلي لا يملك الا نفس الخطوات و نفس الادوات من اعتقال و هدم منازل و تهجير فلسطينيين و مزيد من الضغوط و الحواجز وموانع و عدم الدخول الى تسوية سياسية مشرفة لا مع قطاع غزة ولا مع الضفة الغربية.

واكد ان المقاومة والمفاوض الفلسطيني الان لديهم استعداد بان توقع على اتفاق مع دويلة اسرئيل، لكن الاستعداد غير موجود عند الاسرائيليين الذين يرفضون كل الطروحات التي طرحت .

ورأى جعارة ان التسهيلات التي زعمت اسرائيل تقديمها الى الفلسطينيين بانها ليست تسهيلات، فمن الطبيعي ان يكون الانسان بحاجة الى التنقل بحرية في كل دول العالم ما عدا الفلسطينيين في دويلة اسرائيل، مشيرا الى ان ليست تسهيلات اذا ما قورنت بالحكومات السابقة الاسرائيلية مثل اسحاق شامير وغيره، لافتا الى ان  هناك 300 فلسطيني كانوا يعملون في دويلة اسرائيل كما انه كان هناك رفاهية اقتصادية، على حد وصفه.

وفي سياق اخر اكد الخبير في الشأن الاسرائيلي ان فرنسا لا ثقل لها في منطقة الشرق الاوسط حتى تستطيع ان تمرر مشاريعها امام الحائط و الهيمنة الامريكية، وبالتالي في السيطرة الامريكية الغت الطرف الاخر سواء عربية او اوروبية او حتى النيتو.