(الحلقة الثانية عشر) .. سياسيون في رمضان :ما لا تعرفه عن "أحمد عساف" .. ساعة ونصف لعائلته فقط !

(الحلقة الثانية عشر) .. سياسيون في رمضان :ما لا تعرفه عن "أحمد عساف" .. ساعة ونصف لعائلته فقط !
رام الله - خاص دنيا الوطن- من تسنيم الزيّان
ما أن أمسكت بسماعة الهاتف كي أتحدث معه توقعت أن أجد شخصاً صارماً شديداً كما عرف عنه في تصريحاته ومواقفه السياسية المعروفة لدى المجتمع الفلسطيني ،كنت حريصة على المحافظة على هدوئي وإخفاء توتري،  لكن سرعان ما ظهر لي وجهاً آخرتكتسي شخصيته الإنسانية الاجتماعية هكذا هو الناطق باسم حركة فتح أحمد عساف..

تلك "الكاريزما" التي سُعدَت كثيرا بتناول الملامح الانسانية في شخصيته الاجتماعية معبرا عن ذلك بقوله " أول مرة أُجري لقاءا من هذا النوع وجميلٌ أن تعرف الناس أحمد عساف الإنسان"

أحمد عساف "أبو قيس" ، يقضي يومه الرمضاني قائلا: " رمضان لا يؤثر علي من ناحية الشغل ولا على طبيعة يومي في باقي الأيام لأني بشكل طبيعي أستيقظ الساعة السابعة صباحا ، الساعة الثامنة كحد أقصى يجب أن أتواجد بالمكتب ، حيث أذهب باكرا إلى مقر إذاعة موطني وهي إذاعة حركة فتح الوحيدة في الوطن ، حيث أنني من أسستها وقمت بالإشراف عليها ، وبعد ذلك أقوم بمتابعة الزملاء من مذيعين ومذيعات أرى ماذا لديهم من برنامج حيث لدينا برنامج صباحي يسمى صباح موطني يوميا أشرف على فقراته ثم أسمع الموجز وأطلع على الصحف يوميا يجب أن أقرأها وأفحص الموقع والبريد كل ذلك يستغرق مني نحو الساعتين حيث أنني يوميا لا أقوم بإعطاء مواعيد قبل الساعة العاشرة صباحا ، بعد ذلك أتفرغ للمواعيد  سواء من مقابلات مع وسائل الإعلام أو مواعيد مع أناس لديهم قضايا ومشاكل أستمر بذلك حتى الساعة الثانية عشرة بعد ذلك أتوجه إلى فضائية عودة وهي أيضا تابعة لحركة فتح وأنا أيضا من قمت بتأسيسها بالوطن والإشراف عليها وأمارس عملي في الفضائية من إشراف واطلاع وأثناء وجودي سواء بإذاعة موطني أم بفضائية العودة أقوم بعمل كل مقابلاتي وأتابع مهمتي كناطق باسم حركة فتح وأبقى في عملي حتى الساعة السابعة تقريبا "، موضحا أنه عندما يصل للبيت يكون تبقى للإفطار ساعة تقريبا وهي الساعة الوحيدة التي يجلس فيها بالمنزل.

وأضاف: " عند الإفطار أجلس مع زوجتي وأبنائي قيس ورفاه  اسألهم عن أخبارهم وماذا فعلوا خلال يومهم سواء بأيام الدراسة أو بالعطلة ، والشئ الذي لا يتغير أبدا أننا يجب أن نفطر سويا ونجتمع على مائدة الإفطار وذلك ليس موجودا بالأيام العادية نظرا إلى أنني دائما منشغل فأتناول طعام الغذاء بالأغلب خارج المنزل أو لوحدي عندما أعود إلى المنزل، وبالعودة الى قضاء يومه .."نبقى على مائدة الطعام حتى الساعة الثامنة والنصف وبعد ذلك أغادر المنزل وأعود لمكتبي مرة أخرى وللعمل، ولا أغادر قبل الساعة ال1 فجرا وطبعا أبقى مستيقظ حتى موعد السحور وأتناول شئ خفيف من سلطة أو فواكه وأنام بعدها "، مشيرا إلى أن رمضان لا يؤثر عليه أيضا من ناحية الطعام لأن وجبة الإفطار التي يتناولها برمضان هي نفس الوجبة التي يأكلها بالأيام العادية .

ونوه إلى أنه ليس مدخن ولذلك لا يؤثر عليه الصيام وإنما يؤثر عليه بسبب طبيعة عمله مضيفا: " تواجهني مشكلة خلال المقابلات خصوصا الطويلة فمن الممكن أن يمر ساعة كاملة للقاء وطبعا لا استطيع أن أشرب الماء حاليا وهذا السبب الذي يجعل إصابتي بالتهاب الحلق كثيرا وبالتالي ذهاب صوتي".

وعن طقوسه الرمضانية في أول يوم برمضان يقول عساف: " كانت أمي دائما تقول أول يوم برمضان يا أبيض يا أخضر وبالغالب الأبيض منسف والأخضر السبانخ وفي رمضان هذا أفطرنا المنسف ، بالنسبة لي موضوع الأكل ليس مهما فأنا أسير على قاعدة نحن نأكل لنعيش لا نعيش لنأكل ".

وعن أكلته المفضلة يؤكد عساف أنه غير متطلب من ناحية الطعام متابعا بقوله : " أي شئ بتعملو أم قيس باكلو إلا الملوخية والبندورة النية في حياتي لم أتذوق طعمهما ولا أحبهما،كما أنني بعدم تطلبي فيه التخفيف عن زوجتي نظرا إلى أن التزاماتها كثيرة "، مبينا انه لا يذكر بحياته أنه طلب أكله معينه لتعدها له زوجته.

أما مشروبه المفضل فيرى عساف أنه يستطعم كثيرا بمشروب التمر الهندي متمما: " ولكن مشروبي الدائم الذي أشربه بكثرة هو الماء ".

وعندما سألته عن متابعته لكرة القدم قال : " ستفاجئين أنني بحياتي لم أتابع مباراة واحدة  فهي تستغرق ساعتين وعندما أفكر بذلك أجد أنني لو قرأت كتابا سيكون أفضل لدي ، ومن جديد اهتممت بها عندما أصبح لدينا منتخب فلسطيني ولكنني أتابعها من ناحية رياضية سياسية ، فمثلا عندما يكون هناك مبارة بين دولتين أشجع الدولة التي موقفها السياسي لصالحنا".

وعن مواقفه المحزنة والمفرحة يقول عساف : " مواقفنا المحزنة كثيرة بسبب طبيعة الاحتلال الإسرائيلي فعندما أرى المستوطنين المتطرفين يقتحموا المسجد الأقصى ويعتدون على النساء بالتأكيد يؤلمني ذلك ويستفزني، وهناك منظر لا يغيب عن بالي أبدا وهو الطفلة هدى غالية عندما كانت تبحث عن أشلاء  والدها امام بحر غزة ،  ولكن على مستوى شخصي عندما توفي والدي قبل ثلاث سنوات حزنت كثيرا .

أما أكثر موقف مفرح في حياتي على الصعيدين الشخصي والعام فهو ذلك التاريخ الذي لا يذهب من بالي ولن يذهب أبدا وهو 29_11_2012 عندما اصطحبني الرئيس أبو مازن معه في الوفد الفلسطيني للأمم المتحدة وانتزعنا عضوية دولة فلسطين حيث أنني كنت من ضمن الوفد واذكر جيدا أنني كنت مطلع على حجم المعركة والضغوطات والتهديدات التي تعرض لها الرئيس أبو مازن للانسحاب لدرجة أنهم أوهمونا أننا سندخل القاعة لن نجد أحدا ولكن كل محاولاتهم باءت بالفشل وتفاجئت عندما دخلت القاعة انه لا يوجد كرسي فارغ"،مبينا انه لحظة التصويت كان اكبر نجاح ان ننتزع عضويتنا ب138 دولة كانت لحظة صادقة حيث بدأت اصرخ بالقاعة أنا وجزء من الوفد بطريقة غير طبيعية.

وفي ظل انشغال عساف الدائم ومدى تأثير ذلك على وضعه في البيت ومع أسرته يقول عساف : " لا أقف بالمطبخ بالمطلق وهذا سبب كاف لجعلي أن لا اطلب من زوجتي بموضوع الطعام،حتى عندما تسألني ماذا اعمل من طعام أقول لها أي شئ،  ولا أذهب للسوق أيضا فهي من تتولى كل تلك الأمور ولكن بعض الأوقات عندما أكون عائدا من عملي ممكن أنا اتصل بها وأسالها عن احتياجاتها من خبز أو ماء أشياء قليلة"

وعن رؤيته لشهر رمضان قديما والآن يقول عساف بالتأكيد يختلف كثيرا عن قبل ، فأيام الطفولة كانت نكهته مختلفة طبيعة الحياة مختلفة وبسيطة لم تكن مقعدة ولم يكن العالم منفتح بهذه الطريقة بسبب مواقع التوصل الاجتماعي ، كنا نستمتع بسماع صوت المؤذن عنا في البلد كان مؤذن شهير يسمى أبو أحمد ومازال له نبرة خاصة كان كل شئ له طعم خاص"، موضحا بخصوص زياراته الرمضانية بقوله : " أنا مقصر بالجانب الشخصي كثيرا أولا مع عائلتي الصغيرة ومن ثم مع عائلتي الأوسع ومن ثم أصدقائي ولكن أحرص على الحد الادني للقاء وبالتالي الجمعة القادمة قمت بعزيمة كل أقاربي وهو نوع من عدم التقصير الكامل"، مبينا أن أصدقائه يتواصل معهم بالعمل .

وعن مسلسلات رمضان التي يحرص عساف على متابعتها قائلا:  " أي شئ لعادل إمام أتابعه وعن مسلسلات رمضان أتابع مساعد ورئيس قسم ومسلسل ألف ليلة وليلة حيث أنه مخرج بطريقة فنية جذابه، ولكن ليس بموعدهم المحدد لهم ، فعندما أعود إلى منزلي أولادي يعلمون أنني أتابعهم فيفتحونه لي عن طريق الانترنت"، وعن هواياته المفضلة يجد عساف أن القراءة أكثر هواياته الممتعة بل ويعتبرها في خانة الالزام نظرا لمكانته السياسية حتى يوم الجمعة وهو العطلة الرسمية يكون بمكتبه وينجز قراءة كتاب، فهو يطالع أشياء خارج اطار العمل كما الكتب التي لها علاقة بالزعماء وحضارات الشعوب.

أما عن الشخص الذي يفضل دائما أن يكون بجانبه على مائدة الإفطار يقول عساف: " بالتأكيد زوجتي وأبنائي نظرا للتقصير الذي يصيبهم مني فهم كثيرين اللوم لي فنادرا ما أخرج معهم ولكن أكون حريص على التواجد معهم، أما زوجتي قد وثقت بزواجي منها حيث أن أم قيس تتفهم ظروفي وتعلم طبيعة عملي ومهمتي كمتحدث باسم حركة فتح والإشراف على الإذاعة والفضائية"، متمم: " هم متفهين لذلك"سكت قليلا ثم ضحك "هم يظهروا لي تفهمهم لكن أنا متأكد أنهم بداخلهم متذمرين". 

وختم عساف حديثه الشيق بتمنيه ضاحكا :" أخلص القروض التي علي"، أما على الصعيد العام أمنيتي أن ينتهي الاحتلال الإسرائيلي وإنهاء الانقسام وأن أتواجد في مدينة القدس فتلك القضايا المحرومين منها هي من تجعلنا شغوفين للوصول إلى القدس.