سيدة تنام في أحضان 122 قطة

سيدة تنام في أحضان 122 قطة
رام الله - دنيا الوطن
أصواتها تملأ المنزل وحركتها لا تتوقف فهي موجودة في كل مكان حتى في غرفة النوم، ومع ذلك تشعر تلك السيدة البريطانية، المهووسة بتربية القطط والتي أصبحت تعيش معها في نفس المنزل مثلما يعيش معها أفراد عائلتها، بأن الأمر طبيعي جدا بل تقول إنها لا تستطيع العيش بدونها. لقد بلغ مجموع هذه القطط 122 قطة وتنفق عليها مبلغا كبيرا جدا لتؤمن لها العناية التي تحتاجها.

ومن المؤكد أن من يرى منزل السيدة سيلفانا فالنتينو سيقول إنها حالة غريبة جدا حيث يبدأ الاعتناء بالقطط من ساعات الصباح الأولى، ورغم الجهد الكبير الذي تبذله إلا أنها تعتبر نفسها محظوظة بما فيه الكفاية لوجود 52 قطة منتشرة على غرف النوم الأربع الموجودة في منزلها في حين تعيش 40 قطة في الجزء السفلي من حديقتها، وهناك 30 قطة أخرى في حقل مجاور للمنزل.

على الرغم من أن حب هذه السيدة هو حكاية عن الهوس بالقطط، إلا أن هناك جانبا إنسانيا كما ترى صديقة القطط التي تحدثت بإسهاب لصحيفة الديلي ميرور البريطانية عن عشقها للقطط، والتي ستبث القناة الخامسة الإنجليزية أيضا فيلما كاملا عن حياتها مع قططها.


تنفق سيلفانا مبلغ يزيد على90 ألف جنيه استرليني في السنة حتى تتمكن من إطعام حيواناتها الأليفة، حيث تحضر احتياجاتها من قبل أربع موظفات (مربيتان ومنظفتان) من خلال التواجد بشكل دائم في المنزل فضلا عن التعاون المستمر مع مركز لإنقاذ الحيوانات الأليفة.

ولكن سيلفانا ليست بتلك العانس التقليدية المحبة للقط، بل أنها أمرأة متزوجة تبلغ من العمر 55 عاما ولديها ابنان. كما أن زوجها هوبي توني يتحمل معها وبشكل طوعي توفير ما يقرب من نصف التكاليف التي تحتاجها إلى دعم عائلة قططها، فهو صاحب شركة للبريد السريع. وتأتي باقي النفقات من التبرعات، والمتجر الخيري الذي أسسته سيلفانا منذ أربع سنوات.


تقول سيلفانا عن هوايتها الغريبة معترفة: أنه الإدمان، إنهم مثل أولادي وأشعر بأنه من واجبي الاعتناء بها جميعا. في كل مرة أتلقى مكالمة هاتفية حول قطة متروكة، لا أستطيع أن أقول "لا"، بل فورا أتقبل استقبالها، وحتى لوحة سيارتي فقد كتب عليها" المرأة المجنونة بالقطط ". وعليك أن تكون مجنونا حتى تفعل ما أنا أفعله. فهناك الكثير الذي أتحمله من فواتير التغذية والتعليم والتدريب المهني، وأنا مطاردة في كل وقت.

وتضيف سيلفانا بأن حبها لإنقاذ القطط بدأ منذ الطفولة حينما كانت تقضي إجازة في إيطاليا. وتقول سيلفانا: كانت هناك دائما قطط في حديقة جدتي. لقد كان عمري 11 عاما عندما أنقذت للمرة الأولى إحدى القطط. كانت تلك القطة حاملا، فأخذتها إلى المنزل واعتنيت بها، ومنذ ذلك الحين أصبحت مجنونة بالقطط. وحتى عندما أنجبت أولادي كنت أعمل مع الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة كنت أنقذ القطط وأدعم هوايتي من خلال مرتبي المتواضع.

تضيف سيلفانا: الآن كلما يأتي رجل إلى المنزل ليتبنى إحدى القطط يسألونني دائما، "هل لديك زوج"؟، ويبدو أنهم لا يستطيعون أن يصدقوا أن ثمة زوجا ما يتحمل كل هذا العدد من القطط. ولحسن الحظ أن زوجي توني يعمل لساعات طويلة بحيث إنه لا يرى كل العمل الذي يبذل على رعايتها، إلا أنه يرى نتائج ما نقوم به وأن ذلك مكافأة له أيضا.

على مدى السنوات الـ 12الماضية أنقذت سيلفانا حوالي 600 قطة وأعادت توطين 7000 قطة تقريبا. وفي الوقت الذي تقول فيه إنها تعتني دائما بما لا يقل عن ست أو سبع قطط أليفة في وقت واحد، لم تبدأ بشكل عملي بإنقاذ القطط على نحو منتظم إلا بعد انتقالها إلى داون في لندن الكبرى قبل 20 عاما.

وتوضح سيلفانا: لقد قررت أن أحول سقيفة منزلي إلى دار لرعاية القطط. لقد وصلت بعض القطط وكانت مريضة، عملت بجد لكي أجعلها تستعيد عافيتها. لكنني في الواقع تربيت لأكون مولعة جدا بها، وانتهى الأمر إلى أن أكون مهووسة برعايتها.


تعترف سيلفانا الرقيقة القلب بأن هوسها بالقطط أخذ منها كل حياتها، فمثلا أنها تتكبد الكثير من النفقات التي تصل إلى حوالي 90 ألف جنيه استرليني في السنة. كما أنها لا تشمل تكاليف الكهرباء والبنزين. وتنفق 4500 جنيه استرليني في الشهر على فواتير الطبيب البيطري، وليس هذا وحسب بل إن جميع القطط التي تقوم بإنقاذها يتم تعقيمها وتنظيفها بينما تبلغ تكلفة إطعام هذه القطط المنقذة 50 جنيها استرلينيا في الأسبوع. وتقول سيلفانا: إن الكثير من النفقات تكون غير مرئية خصوصا ما يترتب على الأدوات المنزلية.

وتوضح سيلفانا بأنها تحتاج إلى اثنتين من الموظفات المرابطات في المنزل واللائي تسميهن، مربيات القطط، لمساعدتها في رعاية حيواناتها الأليفة. كما أنها تدفع لمربيتي القطط 250 جنيها استرلينيا في الأسبوع بالإضافة إلى الطعام والنقل. وهناك أيضا عاملتا نظافة.

إن القطط الموجودة في غرف منزل سيلفانا والتي يبلغ عددها 52 قطة يتم تغذيتها ثلاث مرات في اليوم، ويتم تغيير حاويات القمامة الاثنتى عشرة بشكل يومي مقابل 30 جنيها استرلينيا لكل مرة. وتملأ أصوات القطط كل ركن من أركان المنزل، فمثلا في وقت العشاء تشاهد الفوضى بعينها حيث تتسلق القطط على سيلفانا وأفراد عائلتها. كما اعترفت بأنها في كل ليلة هي وزوجها توني ينامان مع ما يصل إلى ثماني قطط في سريرهما.
وتقول سيلفانا: إن جميع القطط لها أماكنها، وهناك زوج من القطط يرغب في أن يكون على مقربة منا، واحدة تضطجع على رقبتي. وأخرى تلمس شعري.

ولكن بعيدا عن تشبيه منزل سيلفانا بغابة القطط فإنه منزل هادئ مرتب ونظيف، ويرجع الفضل في جزء كبير منه إلى أن المنزل يتم تنظيفه بشكل كامل مرتين يوميا من قبل عاملتي نظافة كما يتم وضع البخور في أوقات تختارها سيلفانا. وتقول سيلفانا: إن توني يحب المنزل النظيف وأنا أحترم ذلك، ومع ذلك فإنه يخلد للنوم بوجود كل هذه القطط لأنه يعشقها أيضا.

يبدأ اليوم الاعتيادي لسيلفانا في الساعة 06:30 صباحا عندما تأخذ باللعب معها قبل أن يتم إطعام القطط التي تعيش داخل المنزل. وفي الثامنة صباحا تحضر موظفتاها لرعاية بقية القطط الموجودة في الحديقة.

وفي الوقت نفسه تقوم سيلفانا و"مربية القطط" في منزلها بتغيير كافة صواني القمامة وتنظيفها، حيث يستغرق ذلك نحو ساعة ونصف تقريبا. ويتم كنس ومسح كل جزء من الأرض والأثاث. وتقول سيلفانا: إنها وظيفة طويلة مرهقة خصوصا أن هاتف المنزل طوال الوقت يرن حيث ترد اتصالات من أناس يخبرونها عن وجود قطط تحتاج إلى إنقاذ. والغريب في الأمر أن كل القطط الموجودة في منزل سيلفانا من القطط التي تم إنقاذها ولكل منها قصة حزينة أو مؤثرة أو غريبة.

والواضح أن هذه الرعاية تأخذ كل الوقت من سيلفانا التي تقول إن زوجها توني يتميز بامتلاكه صبرا لا نهاية له. وكانت المرة الوحيدة التي اقترب بها من أن يبدو منزعجا عندما اشتريا منزلا للإجازات في إيطاليا. لقد كان من المفترض أن يكون الذهاب إلى ذلك المنزل للاستراحة من القطط ولكن الآن احتضن الكثير من القطط أيضا. لكن توني يعلم أنه من المستحيل الحد من هوس سيلفانا بالقطط، لذا فهو يقول: أحاول عدم التفكير كثيرا بشأن القطط التي تجري في كل مكان، وما أحبه هو أن سيلفانا إنسانة عاطفية وتتأثر بما تفعله. وعندما ترى نتائج إنقاذ قطة وكيف أنها تحولها إلى حيوان آخر، تقتنع بأنه لابد من ترك الأمور تذهب إلى نهاياتها.

لدى سيلفانا ابنان الأكبر هو دانيال وعمره (30) عاما والأصغر توني وعمره (27 ) عاما، وقد اعتاد الابنان على أساليب أمهما في رعاية قططها، كما أنهما من المعجبين بها. وتقول سيلفانا: عندما كانا مراهقين أعتقد أن الأمر صعب بالنسبة لهما، فلا يمكنهما الحصول على شطيرة من دون محاولة القطط في الحصول على شيء منها أو حتى مشاركتهما إياها.

ولحسن الحظ أن غالبية أصدقائهما يعتقدون أن ما أقوم به أمر كبير. ولكن الأولاد يريدون لها أن تخفف بعض الشيء، لأنهم يعتقدون أن والدتهما تبذل جهدا كبيرا على العناية بالقطط، لقد تم أيضا إدخالها إلى المستشفى أربع مرات بعد حصولها على تسمم الدم من جراء عضات وخربشات القطط.

وتختم سيلفانا حديثها: لكني أفعل ذلك من أجل الحب، هذا هو عملي في الحياة وأنا أشعر بأنني محظوظة جدا لأنه لدي عائلة تدعم ما أقوم به. 

التعليقات