وسط مخاوف بإغراق السوق بالبطيخ الإسرائيلي سهل البقيعة على موعد قطف البطيخ

وسط مخاوف بإغراق السوق بالبطيخ الإسرائيلي  سهل البقيعة على موعد قطف البطيخ
رام الله - دنيا الوطن
سهل البقيعة الذي يزرع اليوم بالبطيخ الفلسطيني الذي عاد إلى سابق عهده منذ ثلاثين عاما والذي كان يزرع كميات كبيرة في محافظة طوباس والأغوار وهاهو اليوم عاد ونقطف البطيخ وبجودة عالية إلا أن الزراعة في هذه المنطقة  أصبحت معيقة بالنسبة لنا وخصوصا بين سنديان التزام وزارة الزراعة بوعودها التي قطعتها لهم ومطرقة الإغراق للمنتجات الزراعية الإسرائيلية وعبر المزارعون في منطقة سهل البقيعة عن الصعوبات التي تواجههم في مجال الزراعة .

تحدث "ناصر عبد الرزاق" مزارع وأحد المالكين لمزارع الفارعة والبقيعة الحديثة حول موضوع الخسائر  الزراعية التي مُنِيَ بها المزارعون " أنه حتى السنة السابقة كان هناك خسائر تلحق بمنتج البطيخ ، و أنه مستهدف من قبل الإسرائيليين و بعض التجار " حسبما قال ، و أن هذا الإستهداف يؤثر على المزارع الفلسطيني ، و بالتالي لا يجعله يعيد محاولة الزراعة مرة أخرى .

و أوضح المزارع "ناصر" أن الإسرائيليين يعدون هذه الزراعة استراتيجية لهم ، فالمياه متوفرة ومكررة  لهم و لا تكلفهم أيدي عاملة ، و كما يوضح أن الإسرائيليين لا يريدون للمزارع الفلسطيني أن يزرع أرضه وأن يبقى المزارع الفلسطيني حصريا يقوم بزراعة الخيار الربيعي من اجل حصول المصانع الاسرائيلية على مرابح عالية ولا يستطيعون  زراعة الخيار .

و رداً على سؤال حول زراعة البطيخ و تلبيتها للناتج المرجو منها أجاب "ناصر عبد الرزاق" أن الخسائر حسبما يقول هي خسائر متتالية ، و أنهم أصروا على زراعة البطيخ بمجهودهم الشخصي وأن هذا اليوم نقطف البطيخ وبجودة عالية وعلى وزارة الزراعة أن تحمي الأسواق الفلسطينية من إغراقها بالبطيخ الإسرائيلي وان زراعته في سهل البقيعة له دلالات على التمسك بالأرض  وعدم مصادرتها من قبل الاحتلال والتي كانت مسرحا للتدريبات العسكرية وهذا يعني إعادة البطيخ الفلسطيني لسابق عهده رغم العراقيل والخسائر والإجراءات المعقدة  إلا أنه زادنا تمسكا وإصرارا على زراعته والمضي في هذا السهل الخصيب .

كما أكد ناصر عبد الرازق أن وعودات وزارة الزراعة للسنة الرابعة على التوالي قد أحبطتنا ولن تعطينا شيء وهذا مما يعقد أمورنا ولا نستطيع أن ندفع المستحقات المالية المترتبة علينا  سواء كهرباء أو مدخلات ومصاريف زراعية وعمال ومن هنا  إننا نناشد سيادة الرئيس محمود عباس أبو مازن ورئيس الوزراء د.رامي الحمد الله الذي قام مؤخرا بزيارة سهل البقيعة واطلع على حجم المشاريع الزراعية والذي أصبح سلة فلسطين للمنتجات والخضار ووزير الزراعة على أن تقوم وزارة الزراعة بتسديد المستحقات والعائدات الضريبية والتعويضات من اجل الاستمرارية في الزراعة التي كانت زراعة البطيخ بناء على رؤية  وزارة الزراعة مناشدا تنفيذ قرار السيد الرئيس محمود عباس في نهاية 2010 بتجريم المتاجرة  بأي منتج قادم من المستوطنات وان المقاطعة الفلسطينية للمنتجات الإسرائيلية أصبحت تأتي ثمارها ومن هنا ضرورة التحرك العاجل دعم المزارع  والمنتج الفلسطيني على حد سواء كما شدد عبد الرازق بضرورة تحويل التعويضات لاثمان الكهرباء من اجل استمراريتنا في الزراعة .

من جانبها أكدت مديرية زراعة محافظة طوباس أنها رفعت تقديرها للتعويضات و خسائر المزارعين خلال العام الماضي نتيجة لإغراق المنتجات الإسرائيلية من محصول البطيخ في الأسواق الفلسطينية، "إن الموضوع جاري البحث لغاية الآن" .

 وأن مسؤولية حماية السوق الفلسطيني ليست مسؤولية وزارة الزراعة فقط ، و لكن هناك جهات عديدة تتقاطع عملها مع وزارة الزراعة ، وعدد الوزارات التي يتداخل عملها مع وزارة الزراعة منها : وزراة الإقتصاد الوطني ، و وزارة الحكم المحلي ، و ما يمثلها من بلديات .

وأن هناك قوانين و تصاريح تمنح من قبل الوزارة لدخول البضائع الإسرائيلية ، و لكن ما يحدث عكس ذلك ، فإن البضائع الإسرائيلية تدخل لأسواقنا المركزية بلا تصاريح من وزارة الزراعة ، و هنا يكمن الخلل .

وأن الجهات الرقابية بوزارة الزراعة تقوم بجولات تفتيشية و رقابية على حركة المنتجات ، و لكن الرقابة لا تكفي ، فإنه يتم ضبط بعض الشحنات خاصة أن لدينا معابر كثيرة لدخول المنتجات الإسرائيلية ، و هذا يزيد صعوبة السيطرة على الأسواق ، و أنهم عندما يجدون إنتاج زراعي بكميات كبيرة يسعون جاهدين لحماية المزارع من خلال منع الإنتاج الإسرائيلي .

و في السياق ذاته أكدت وزارة الزراعة  لديها برنامج لتعويض المزارعين أن الأموال التي يتم تعويضها للمزارعين يأتي تمويلها من الدول المانحة"،

و أشارت أن الأضرار التي يعوض بها المزارع تكون نتيجة كارثة فوق طاقته، و على سبيل المثال السيول و الأمراض الوبائية .

ويرى " عبد الحكيم عبد الرزاق " وأحد المالكين لمزارع الفارعة و البقيعة الحديثة أن وعود وزارة الزراعة لتعويض المزارعين تبقى وعوداً و لا تطبق على أرض الواقع ، و كما يقول : " أقوال بدون أفعال" ، و بهذا فالمناشدات لا تلقى اذاناً صاغية .

و من جهة أخرى أوضح " عبد الحكيم " أن أراضي سهل البقيعة كانت قاحلة ، و أنه بجهودهم الشخصية قاموا باستصلاحها وإصرارنا على زراعة سهل البقيعة وصنف البطيخ رغم الخسائر المتتالية بملايين الشواقل وذلك بسبب غرسنا في هذه الأرض الطيبة بالعرق والدم حتى لا تكون عرضة استغلالها من قبل الاحتلال الإسرائيلي والذي كان سابقا مسرحا للتدريبات العسكرية الإسرائيلية وآملا من وزارة الزراعة أن لا تحكم على زراعة البطيخ الفلسطيني بالإعدام وان تقوم بدعم المزارعين في هذه المنطقة والأغوار ماديا ومعنويا وإرشاديا حتى نستطيع الصمود وزراعة هذه الأراضي وتشغيل مئات العمال والعائلات التي تعتاش على هذه الزراعة والتي أدت إلى تخفيف البطالة وعدم استغلال العمال للعمل في المستوطنات الإسرائيلية .