علاء عرفات لميلودي: ليس بالضرورة أن تتوقف الدول الداعمة لداعش عن دعمه، بعد أن تتأذى منه

رام الله - دنيا الوطن
ضمن برنامج "إيد بإيد لنحمي ونبني سوريا" الذي يبث على الهواء مباشرة من إذاعة ميلودي إف إم سورية عند الساعة الثالثة ظهراً من الأحد إلى الخميس ويتناول آخر التطورات السياسية في حوار شامل مع كافة التيارات والأحزاب والشخصيات السياسية على الساحة، استضافت إذاعة ميلودي إف إم سورية الأحد 28 حزيران علاء عرفات أمين مجلس حزب الإرادة الشعبية المعارض.

حول الوضع السياسي في تركيا وعلاقته بمستقبل الأزمة السورية قال عرفات: "أشك أن يوجد في تركيا من هو قادر على إعطاء دي ميستورا جواب دقيق وصحيح عن الموقف التركي حول ما يجري في سوريا، ما يصعب حدوث عملية سياسية، في حين تتفق قوى المعارضة التركية إلى حد بعيد على موقف من الأزمة السورية يتمثل بعدم جواز التدخل، وقد يحاول حزب العدالة والتنمية استمالة بعض تلك القوى، لكن ذلك مستبعداً لأن الوضع فيها غير مريح والأحداث تمس الأمن التركي، فضلاً عن أن اتفاق الوطنيين الأتراك على تعديل السياسيات لا ينبع من بازار ومصالح، بل من أن الوضع أصبح قلقاً وخطراً، إذ حتى لو نجح أردوغان بكسب أحد الأطراف وشكل حكومة، لكنه لن يتمكن من الاستمرار بسياساته، وينبغي انتظار بيان الحكومة لنتلمس ما سيجري في سياسة تركيا الخارجية والداخلية، وبالعموم لن تكون الحكومات بذات الصلابة السابقة لأنها لم تعد حكومة أكثرية كما كانت".

أما عن القرار الأمريكي الذي نشرته وسائل الإعلام مؤخراً فيما يخص منع دخول أعضاء الائتلاف المعارض في الخارج وزوجاتهم وأولادهم إلى أراضي الولايات المتحدة الأمريكية، بين عرفات إن "القرار يدخل في إطار الضغوط التي تمارسها واشنطن على الائتلاف، وإشارة بأنها غير راضية عن ولاء الإتلاف المطلق للأتراك والسعودية، وتذكير بالأدوار وأحجام الأطراف، إضافة للضغط بهدف تغيير المواقف".

وحول توقف أو بطء وتيرة نشاط المعارضة الداخلية في سورية مؤخراً مقارنة بالعامين الماضيين، أوضح عرفات إن "لهدوء المعارضة الداخلية سببين اثنين، أولهما أن حل الأزمة السورية اتجه للخارج فمركز الثقل انتقل لحساب المؤتمرات الخارجية، وحتى لو اجتمعت القوى بالداخل لن تشكل عامل ضغط على الخارج، فتدويل الأزمة السورية يتطلب أن تحل دولياً ومن ثم ينتقل الحل للداخل".

ولفت عرفات إلى أن "الظاهرة التي تسمى داعش وما يشبهها يمكن أن تنمو بسرعة وتطال مساحات واسعة من العالم، إن لم يتم التصدي لها وكبح جماحها، في الوقت الذي يجري فيه دعمها من القوى والدول التي تتأذى حالياً منها، وبالتالي تنمو وتستفيد من الشقوق والانقسامات على مختلف المستويات، بشكل يشابه لعبة ألمانيا النازية والفاشية في القرن العشرين، التي انقلبت على منشئيها"، معتبرا ًأن "التحالف ضدها يتم في إحدى حالتين، إما أن يستدرك العقلاء خطر داعش وتبدأ مرحلة القضاء عليه، أو أن يصل خطرها إلى الدول الداعمة له والعالم كله وبالتالي يضطر العالم للتحالف بغرض القضاء عليها، وفي المقابل ليس بالضرورة أن تتوقف الدول الداعمة لداعش عن دعمه، بعد أن تتأذى منه، لأن بعض الفئات في تلك الدول قد تريد أن تستمر تلك الظاهرة، لتحقق عبرها أهداف معينة داخل بلدانها".

وختم علاء عرفات حديثه بتحليل الوضع في مصر، واصفاً إياه بأنه "مرحلة انتقالية، وأن مصر تحاول قطع المسافة بين مرحلتين، لذلك أمامها تحديين اثنين، الأول هو التحدي الوطني والمعاهدة مع إسرائيل، والثاني الوضع الاقتصادي الاجتماعي، إضافة إلى تحدٍ آخر هو محاربة الإرهاب"، مضيفاً إن "مصر تعطي أولوية لمعالجة الإرهاب وترى أنه ينبغي القضاء عليه قبل الانتقال إلى قضايا أخرى، لأن النظام المصري في حالته الراهنة غير قادر على التعاطي مع أكثر من قضية في وقت واحد، إلا أنه سيكون لتلك السياسات نهاية، بحيث تصل مصر إلى قناعة بأنه لا يمكن مسايرة الجميع ولا بد من خوض المعركة، لكن مشكلة المصريين الآن هي المرحلة الانتقالية التي يحاولون تجنب أخطارها، ويبدو واضحاً أن مصر ستذهب لاحقاً باتجاه كسر العلاقات مع اسرائيل وواشنطن".

 

التعليقات