شهيد "فتح" الأول أحمد موسى.نضال مغيب.وإدعاءات مزيفة.وأبناء عانقهم الألم:الرئيس أبو مازن أنصفنا

شهيد "فتح" الأول أحمد موسى.نضال مغيب.وإدعاءات مزيفة.وأبناء عانقهم الألم:الرئيس أبو مازن أنصفنا
طولكرم ـ خاص دنيا الوطن ـ همسه التايه

لم يجد أبناء الشهيد أحمد محمد موسى "سلامه" من وسيلة للحفاظ على التاريخ النضالي لوالدهم ـ باعتباره أول شهيد بانطلاقة الثورة الفلسطينية بعد تفجيره ورفاقه نفق عيلبون في العملية الأولى لقوات العاصفة التابعة لحركة فتح ـ سوى الإنتصار لمسيرته في الكفاح الوطني، والتأكيد على دوره النضالي وحمايتة من السرقة والعبث، من خلال بذلهم لكافة الجهود وسعيهم لإظهار الحقيقة المغيبة وإنصافه كما جرى مؤخرا بتكريمه من قبل الرئيس محمود عباس "أبو مازن" ومنحه وسام نجمة الشرف العسكري تقديرا لعطائه كمناضل قديم قدم روحه فداء لثرى أرضه وشعبه.

ورغم الإدعاءات المزيفة والأقاويل المفبركة، والتي تدعي أن الشهيد أحمد موسى الدلكي من قطاع غزة، والذي استشهد عام 1969بالشونة الأردنية هو الشهيد الأول للثورة الفلسطينية، يصر أبناء الشهيد أحمد موسى "سلامة" على الدفاع عن التضحيات التي قدمها والدهم الذي استشهد بتاريخ 7ـ1ـ1965 في الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك ودفن في مدينة

ولم تكن الظروف الحياتية والمعيشية لأبناء الشهيد التوأم محمد وموسى من مواليد 62 وجهاد من مواليد 64 ومنذ وفاة جدتهم المعيلة لهم بعد استشهاد والدهم بالسهلة، بل عاش ثلاثتهم حياة بائسة وقاسية في الشوارع والطرقات يفترشون الأرض كمتسولين بحثا عن مصدر رزقهم الذي بعثرته الأيام في ظل واقع أليم فرض عليهم منذ نعومة أظفارهم، حيث عانوا مرارة الحرمان والقهر والذل والتشرد وتحديدا لعدم توفر سقف يجمعهم حيث لم يتم إنصافهم ماديا أو حتى معنويا ليقع عليهم ظلما كبيرا. وفي ظل كل المعاناة تم حرمانهم أيضا من تلقي تعليمهم لأنهم لم يستطيعون تأمين متطلبات الحياة الضرورية.

وعن قسوة الأيام التي كابدوها أبناء الشهيد الثلاثة، يحدثنا أبو العلاء نجل الشهيد عن ظروف اختفاء شقيقه جهاد لعدة سنوات وهو في عمر 6 سنوات وتحديدا بعد وفاة الجدة نتيجة عدم وجود من يرعاهم ويوفر الحماية والإهتمام لهم وحول ذلك يقول:" خلال عملية بحث استمرت لأكثر من سنتين وبعد مواصلة السؤال عليه وتعميم اسمه وملامحه، تم العثور على أخي جهاد في بلدة أم خالد المحتلة يرعى الأغنام وخوفا من استغلاله من قبل الإحتلال قمنا بجلبه من هنالك، حيث عشنا مرارا وتكرارا في قلب الظلم والحرمان نتيجة الإهمال.

" لم يتم إنصافنا، نحن أبناء الشهيد الثلاثة، لا نتهم أي إنسان، لكننا  تعرضنا لتقصير كبير بحقنا وعدم اهتمام ومراعاة للواقع الأليم الذي فرض علينا والظلم الذي تعرض له والدنا بعدم حصوله على قرار كأول شهيد لفتح العاصفة"قال نجله موسى أحمد موسى ( أبو العلاء ) "53 عاما.

 وأضاف  لدنيا الوطن " القيادة الفلسطينية لم تتنكر لحقيقة والدنا بعد مناشدتنا المتكررة لها، حيث اعتمد الشهيد سلامه كأول شهيد للعاصفة فتح من قبل الشهيد الراحل أبو عمار بقرارين الأول في العام 2001 والثاني 2004 بعد تدخل العميد عز الدين الشريف محافظ طولكرم سابقا، فيما اعتمد القرار الثالث الرئيس أبو مازن بإنصافه وتم اعتماده بتاريخ 1ـ4ـ2013 ".

وأشاد أبو العلاء باللفتة الكريمة للرئيس أبو مازن والتي كانت بمثابة رد اعتبار للعائلة ووفاء وانصافا للشهيد وكافة شهداء الوطن".

وفي ظل كل ما كابده الأبناء من ألم، فقد تجددت معاناتهم لتردي أوضاعهم المعيشية والصحية، فأبو العلاء نجل الشهيد والعاطل عن العمل، تعاني زوجته من مرض السرطان الذي نهش جسدها كافة، بالإضافة إلى عدم قدرته على تغطية نفقات نجله يوسف الذي يعاني من سرطان الدم النخاعي منذ عام ونصف ويقيم حاليا في مستشفى هداسا عين كارم في الداخل المحتل وبحاجة إلى تغطية مالية كبيرة لتأمين مصاريف علاجه، بالإضافة إلى الوضع الصعب لزوجة محمد نجل الشهيد التوأم حيث تعاني زوجته من تليف الرئتين وتحتاج إلى تأمين العلاج اللازم.

وناشد أبناء الشهيد من خلال مراسلة دنيا الوطن في طولكرم بضرورة إنصاف أبناء الشهيد "سلامه"وإحقاق الحق والعدل".

ورغم التاريخ المغيب لشهداء الثورة الفلسطينية وعدم تدوين الروايات للقادة العظام والمناضلين الأوائل، يحاول أبناء الشهيد "سلامة" تعميم التجربة النضالية لوالدهم وسرد تفاصيل مهمة عن بداية انخراطه في الكفاح المسلح والثورة وحول سيرة حياته يقول أبو العلاء:"ولد الشهيد أحمد محمد موسى الملقب بالإسم الحركي (سلامه) والمعروف بين رفاق دربه (بالمارد الفتحاوي) بقرية جليل قضاء يافا، عاش يتيما في صغره، وإثر أحداث النكبة عام 1948 استقر به الحال هو وأمه وأخ له غير الشقيق في قلقيلية، وفي بداية 1950 إلتحق بصفوف المغاوير والثوار حيث لم تكن فتح قد بدأت، تعرف على رفاق دربه أمثال أبو علي إياد وممدوح نوفل ومحمد أبو هديب وأخرين ممن ارتبط بهم وطنيا، سكن قلقيلية حتى 1958 أصيب في العملية العسكرية الإسرائيلية ضد قوات الحرس الوطني الأردني كونه أحد أفرادها،  وتلقى العلاج في مستشفى وكالة الغوث في قلقيلية ، وانتقل بعدها للسكن في طولكرم".

وأضاف :"تلقى الشهيد سلامة تعليمه بالمرحلة الإعدادية في مدارس يافا ولم يكمل تعليمه حيث كان يعيل والدته وأخته الأرملة حتى يوم استشهاده، فهو من مؤسسي حركة فتح وجناحها العسكري غير المعلن في حينه تعرف على مصطفى صبري البعباع عم زوجته،عرف عنه تمرده وانتمائه لصفوف الثورة والثوار وحبه لوطنه، واعتقل عدة مرات  "

واسترسل بالقول لدنيا الوطن:" سافر لعدة بلدان عربية للتخطيط ولقاء القادة في حركة فتح حيث كان على علاقات وثيقة مع القيادة الفلسطينية في الداخل والشتات ومنهم القائد الشهيد ياسر عرفات أبو عمار وأبو جهاد، هب يوم انطلاق العملية الأولى للثورة الفلسطينية لحركة فتح لتلبية نداء الواجب مع اخوته ورفاق دربه، حيث أعلن عن إطلاق الرصاصة الأولى وبدء العمل العسكري واعتقل أثناء عودته بعد تنفيذ عملية عيلبون وتم تصفيته وإعدامه، دفن في طولكرم ولايزال ضريحه  جاثما وشاهدا على الحقيقة  ".

ولم تكن قصة الشهيد سلامه وما تعرض له وأبناءه من ظلم كبير، سوى صحوة متأخرة تحتاج إلى وقفة جادة من قبل المعنيين من أجل وضع النقاط على الحروف ونصرة المنسيين من الشهداء والجرحى وتحقيق العدل وانصاف المظلومين ممن ناضلوا من أجل تحرير الوطن وعدم تجاهل ونسيان كل من قدم روحه رخيصة فداء للأرض والوطن.