يحدث فى غزة : طبيب وزوجته يجريان عمليات حقن للمتأخرين فى الانجاب بالمجّان

يحدث فى غزة : طبيب وزوجته يجريان عمليات حقن للمتأخرين فى الانجاب بالمجّان
غزة -خاص دنيا الوطن-اسامة الكحلوت

كثيرا ما يضطر المتأخرين فى الانجاب لدفع الاف الدولارات لمتابعة الاطباء من اجل انجاب اطفال، وقد يضطر البعض منهم للسفر خارج فلسطين فى محاولة منهم للوصول لافضل اطباء متواجدين حول العالم، لعل الامل يسعفهم بطفل يعيد لهم الحياة.

وكلفتة انسانية ونافذة للخير لمساعدة سكان قطاع غزة، قام الدكتور ايمن السحابى اخصائى جراحة الكلى والمسالك البولية والعقم بمشروع مجانى يعكف على علاج واجراء عمليات حقن للمتأخرين فى الانجاب، ومن ذوات المشاكل الانجابية،  بمشاركة زوجته الدكتورة لاريسا السحبانى اخصائية النساء والتوليد.

واشار السحبانى خلال حديثه لدنيا الوطن انه فكر برفقة زوجته بمساعدة بعض الاشخاص والفئات باجراء علاج لهم وعمليات تلقيح صناعى بـ(الحقن)، بخطوة مبدئية تستهدف 30 حالة مجانا، الا انه تفأجأ بعد ارسال هذا الخبر عبر الهواتف الخلوية من شبكة مجانية متخصصة فى الاخبار للمواطنين، بقدوم مئات الحالات لمقر عيادته وسط مدينة غزة، ووصلت عدد الحالات فى اليوم الاول لما يقارب 300 حالة، على الرغم من عدم اتساع صالة العيادة ل 20 حالة، الا ان التكدس والانتظار كان سيد الموقف وصولا له ولزوجته.

ومع تزايد عدد الحالات منذ اليوم الاول عمل السحبانى على تصفية المراجعين، وقال"  هناك حالات لا تصلح للحقن نظرا لمشاكل معينة لديهم ولعدم وصول نسبة السائل المنوى للنشاط المطلوب،وفى بعض الاحيان كانت النسبة صفر لدى بعض الحالات، وعملنا على علاج هذه الحالات للوصول للنسبة المطلوبة للحقن".

وفى بداية المشوار تمنى السحبانى برفقة زوجته نجاح اول حالة فى حملته الخيرية، واضاف" كنا نتمنى نجاح اول حالة تسجل فى الحملة، وبالفعل نجحنا بحقن اول حالة لزوجة شاب عسكرى لم ينجب منذ سنوات، وهى الان فى الشهر الخامس من حملها ".

ووصلت عدد حالات المراجعة اليومية لما يقارب 20 حالة ما بين تجهيز وحقن وعلاج، فى حين يعانى بعض السيدات من التهابات او تكيس على المبايض،ونجح الدكتور برفقة زوجته فى حقن  وحمل 46 حالة ناجحة من بين 100 حالة تم اختيارها خلال خمسة اشهر.

 ونجح الحمل لبعض السيدات بعد اخذ العلاج المناسب لهن، وحملن بشكل طبيعى بدون حقن، فى حين كان علاج الازواج بتحليل السائل المنوى ورفع نسبة النشاط للدرجة المطلوبة للحمل، ويعانى اغلب الازواج من التهابات فى البروستاتا، فى حين حقق بعض الازواج نجاح باهر بارتفاع النسبة بشكل خيالى، واصفا اياها" كرامات من الله".

كما احدث الدكتور اختراق ملموس لدى بعض الحالات المراجعين من فئة الشباب برفع النسبة النشيطة للدرجة المطلوب بعدما كانت صفر، وذلك بمتابعة الزوجين لدى الاخصائين كل فى مجاله.

ومن بين الحالات الناجحة كانت لشباب لم ينجبوا منذ اكثر من عشرين سنة، وقام بعضهم بتبنى اطفال، ولم يصدقوا انفسهم لحظة اعلان الدكتور عن نجاح العملية وبدء الحمل، سرعان ما تحولت العيادة لفرح ممزوجة بزغاريت النساء بعد مشوار طويل من التعب لمحاولة الانجاب.

 وتابع السحبانى لدنيا الوطن" الحقن يتم عن طريق سحب العينة من الزوج فى المختبر، بعد متابعة الدكتورة للبويضة ووصلها لحجم معين واعطاء السيدات ابرة تفجير بعد المتابعة عن طريق جهاز الترا ساوند داخل الرحم، ويتم وضع العينة فى ابرة حقن داخل الرحم بنظام حقن طبيعى".

 وما زال السحبانى يستقبل حالات كثيرة يتم اختيارها من بين مجموع الحالات،  داعيا الاطباء للقيام لخطوات مماثلة مجانية لمساعدة المواطنين فى قطاع غزة.

ونصح السحبانى الرجال بالوقاية خير من العلاج، وذلك باجراء فحص للشباب ما بين سن 17-18 للسائل المنوى فى المختبرات لانه مرأة الجهاز التناسلى، وبالامكان التعرف على اى مشكلة قبل التعمق فيها، مثل كشف الالتهابات وتحليل السائل المنوى ومعرفة نسبة النشاط لرفعه للمستوى المطلوب، لتجنب مشاكل اسرية واجتماعية وضغوط نفسية مستقبلية قد تصل للطلاق.

فيما نصح الشبان المتزوجين الغير منجبين للانتظار بعد الزواج لمدة عام كامل، لان البويضة تنتظر التلقيح لمدة 24 ساعة داخل الرحم ليوم واحد فى الشهر، كما وجه حديثه للرياضيين بعدم المكوث طويلا داخل الساونا وتجنب تعاطى هرمونات التيستوستيرون بدون وصفة طبية.

كما وجهت الدكتورة لاريسا السحبانى نصائحها للسيدات اللواتى يعانين من عدم انتظام فى الدورة الشهرية بضرورة متابعة الاطباء للمعالجة لتسبب ذلك بخلل داخل الرحم قبل الزواج، وقد يظهر ذلك علامات لالتهابات بشكل عام فى الرحم والانابيب ويتوجب علاجها لانها تعمل على انسداد جزئى، وعدم تناول اى عقاقير بدون وصفة طبية.

واختتم السحبانى حديثه بان  الدراسات اظهرت ان اغلب مشاكل الانجاب لدى الرجال بنسبة 40% ولدى النساء بنسبة40% ويشترك الزوجين بنسبة 20% من المشاكل المشتركة، فى حين يمتنع الرجال عن زيارة الاطباء للعلاج، ويعلل ذلك بوجود الخلل لدى النساء، وهذا خطأ كبير يتوجب علاجه من الطرفين.