جامعة النجاح الوطنية تعقد مؤتمر حالات القتل في المجتمع الأسباب والعلاج من منظور إسلامي وإجتماعي

جامعة النجاح الوطنية تعقد مؤتمر حالات القتل في المجتمع الأسباب والعلاج من منظور إسلامي وإجتماعي
رام الله - دنيا الوطن
عقدت كلية الشريعة في جامعة النجاح الوطنية يوم الأربعاء، الموافق 3/6/2015، مؤتمرها السنوي الدولي الخامس تحت عنوان "حالات القتل في المجتمع: الأسباب والعلاج من منظور إسلامي وإجتماعي وإقتصادي"، وشهدت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر حضور اللواء أكرم الرجوب، محافظ محافظة نابلس ممثّلاً للرئيس محمود عباس، وسماحة الشيخ محمد حسين، المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، والدكتور يوسف ادعيس، وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني، والأستاذ الدكتور ماهر النتشة، القائم بأعمال رئيس جامعة النجاح الوطنية، والدكتور جمال الكيلاني عميد كلية الشريعة ورئيس المؤتمر، إضافة الى عدد من المفتين وموظفي الأوقاف واعضاء الهيئة التدريسية وطلبة كلية الشريعة في الجامعة، واعضاءاللجنة التحضيرية واللجنة العلمية للمؤتمر.

وعقد المؤتمر بدعم من شركة التكافل للتأمين وشركة مصنع الخلود للمفروشات، في مدرج الشهيد ظافر المصري في الحرم الجامعي القديم.

في حين تولى عرافة الحفل الدكتور ناصر الدين الشاعر عضو هيئة التدريس في كلية الشريعة، وعضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر

وافتتح المؤتمر الدكتور الكيلاني بكلمة رحب فيها بالحضور، مشيراً الى خطورة الموضوع الذي يتناوله المؤتمر، حيث طرح الدكتور الكيلاني عدد من الإحصائيات والارقام التي تدل على تزايد حالات القتل في المجتمع الفلسطيني في السنوات الأخيرة خصوصاً لدى فئة الشباب، حيث تأتي جرائم القتل على خلفية الشجارات العائلية وجريمة الشرف في المرتبة الأولى تليها جرائم الإنتحار، مشدداً على ضرورة أن يشكل العلماء والدعاة والإعلام العوامل الأبرز في مكافحة هذه الظاهرة التي تهدد المجتمع، شاكراً ادارة جامعة النجاح وجميع الداعمين والمساهمين في إنجاح هذا المؤتمر.

وبدوره رحب الأستاذ الدكتور النتشة بضيوف جامعة النجاح، مثمناً جهود الباحثين والمهتمين بهذه الظاهرة، منبهاً الى أن الشباب العربي بشكل وعام والفلسطيني بشكل خاص يعاني من مؤثرات سلبية وغزو فكري وبأن هناك حاجة ماسة للإرشاد والتوعية للحد من هذه المؤثرات، مؤكداً أن الأمة مطالبة بوضع استراتيجية قابلة للتعامل مع الشباب ليعودوا لتحمل مسؤولياتهم تجاه مجتمعهم، متمنياً التوفيق والخروج بتوصيات من شأنها الحد من حالات القتل في المجتمع.

اما اللواء الرجوب فقد نقل تحيات الرئيس محمود عباس، مؤكداً دعم الرئيس لمثل هذه المؤتمرات المثمرة التي من شأنها الإرتقاء بالمجتمع، مؤكداً أن الدولة وحدها من تعاقب وفقاً للقانون والدستور وليس من حق اي إنسان أن يقتل إنسان آخر لاي سبب، مشيراً الى أنه يوجد في الغالب أسباب أخرى للقتل على خلفية الشرف، معتبراً أن غياب الوعي والثقافة الذي تتحمل مسؤولياته كل مؤسسات المجتمع يعتبر العامل الأساسي لهذه الظاهرة، داعياً جميع المؤسسات للتعاون من أجل مواجهة كافة الجرائم التي تهدد المجتمع الفلسطيني.

ومن جانبه أكد سماحة المفتي حسين بأن هذا المؤتمر يناقش قضية في غاية الأهمية، موضحاً أن القتل في الإسلام لا يجوز إلا في حالتين: القصاص من القاتل وفق الشرع الإسلامي، وإقامة حد من حدود الله، شاكراً جامعة النجاح وخصوصاً كلية الشريعة على هذا المؤتمر السنوي، مشيراً الى أنه في كل عام يتم تناول قضية في غاية الأهمية.

وبدوره شكر الدكتور أدعيس القائمين على هذا المؤتمر لإختيارهم هذا الموضوع في هذه الفترة بالذات، معتبراً أن جرائم القتل باتت ظاهرةً في المجتمع الفلسطيني بعد تزايد حالات القتل بشكل كبير في السنوات الأخيرة، كما طالب الدكتور دعيس بأن يكون هناك قانون فلسطيني يطبق أقصى عقوبة ممكنة على من يرتكب مثل هذه الجرائم وفقاً للشريعة الإسلامية، وتمنى الخروج بتوصيات وقرارات سديدة من هذا المؤتمر، مؤكداً ان وزارة الأوقاف ستحترم وتلتزم بكل ما يصدر عن المؤتمر.

وتخلل المؤتمر تكريم لرعاة المؤتمر وجميع المشاركين فيه تقديراً لجهودهم في إنجاح المؤتمر.

ويسلط المؤتمر في هذا العام الضوء على ظاهرة القتل في المجتمع الفلسطيني نظراً لتزايدها في السنوات الأخيرة، حيث تناول المؤتمر عدّة محاور كان من أهمها: القتل على خلفية شرف العائلة من حيث الأسباب والعلاج والقوانين العقابية لها، الإعدام بين الشريعة والقانون، دوافع الإنتحار وسبل الوقاية منها، القتل لأسباب إقتصادية وإجتماعية، التعاطي الإعلامي مع قضايا جرائم القتل في المجتمع الفلسطيني.

في حين تركزت اهداف المؤتمر اهداف المؤتمر على التواصل العلمي بين العلماء والباحثين، وتواصل العلماء والجامعات والمؤسسات العلمية مع المجتمع ومشاكله وقضاياه واهتماماته، إضافة الى تعزيز الوعي الفردي والجماعي بأهمية النفس البشرية وضرورة المحافظة عليها وسبل مواجهة كل ما يتهددها، والخروج برؤى واضحة وقرارات محددة، تحاول تقديم معالجات عميقة للأبعاد المتعلقة بالمؤتمر ومحاوره. وقد أوصى المشاركون في ختام المؤتمر بعدد من التوصيات كان من أهمها التأكيد على تقوية الوازع الديني لدى فئات وأفراد المجتمع، واتخاذ اسلوب الحوار وسيلة للتفاهم بين الافراد.

كما اوصى المشاركون في المؤتمر بضرورة ان يلعب العلماء والدعاة دورا بارزا في هذا المجال، وكذا وسائل الاعلام لأهميتها في القاء الضوء على الاسباب والمشاكل والعلاج لمثل هذا الموضوع.

كما اكد الباحثون على ضرورة تعديل بعض مواد القانون بما يتناسب مع حجم الجريمة ليكون رادعا وزاجرا لمرتكبيها.