عامٌ مضى ..!

عامٌ مضى ..!
غزة - خاص دنيا الوطن - اياد العبادلة

في الثاني من حزيران من العام 2014 أعلن الرئيس أبو مازن تشكيل حكومة التوافق الوطني برئاسة الدكتور رامي الحمدلله وضمّت التشكيلة سبعة عشر وزيراً استقال أحدهم بعد أقل من عام لتُصبح وزارة الستة عشر .. وهي الحكومة السابعة عشر في تاريخ الحكومات الفلسطينية منذ اتفاق أوسلو  ,حيث جاءت بعد سلسلة تفاهمات بين حركتي فتح وحماس ولجنة خماسية افرزها المجلس المركزي التابع لمنظمة التحرير بلورت اتفاقاً استند على اتفاق القاهرة أطلق عليه البعض "تفاهمات الشاطيء"  ,وهدف تشكيل الحكومة إلى التحضير لاجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية ,والعمل على دمج الوزارات والمؤسسات الفلسطينية  ,وفك الحصار عن غزة وأضيف إليها "اعادة إعمار غزة" بعد الحرب.

ما الهدف من انشائها ؟ وماذا انجزت ؟ وإلى أين سيكون مصيرها؟

الهدف من إنشائها

وفي لمحة عامة عن بدايات تشكيل حكومة الوفاق الوطني قال الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو أن الحكومة ولدت بمهام محدودة من أجل التحضير للإنتخابات العامة الرئاسية والتشريعية وإنهاء ملف الإنقسام ورفع الحصار عن قطاع غزة.

وأشار إلى أن الحكومة منذ بداية عملها واجهت صعوبات كبيرة عند تشكيلها بسبب عدم الترحيب الدولي والإقليمي والرفض الإسرائيلي ,لافتا إلى أن دورها برز بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عندما تم تثبيتها كجزء من الحل في المفاوضات الغير مباشرة في مصر ,مشيرا الى ان الجميع قبل بها بما فيهم اسرائيل أن تكون حكومة التوافق جزء من الحل وأيضا تم ققبولها من قبل كافة الأطراف الفلسطينية بما فيها حركة حماس من أجل أن تدير كافة الملفات وعلى رأسها المعابر وإعادة الإعمار بقطاع غزة.

وأشار عبدو إلى أن الفلسطينيين لم يغتنموا هذه الفرصة ولم تُمكن حكومة الوفاق الوطني خلال عام من تحقيق المهمات الت أوكلت إليها وفشلت في تحقيقها لافتا إلى أنه لم يتم انتخابات ,والانقسام زاد تعقيدا ,وملف إعادة الإعمار لم ينجز ,واصفا اياها بأنها حكومة أشبه ما تكون بالحكومات السابقة.

بينما فرق الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف بين دور الحكومة في قطاع غزة والضفة الغربية ,لافتاً إلى أن هناك فرق كبير .

وأشار الصواف إلى أن حكومة الوفاق فشلت في كل الأهداف التي أقيمت من أجلها وأبرزها إزالة آثار الإنقسام ,لافتا إلى أن الذي حدث هو تعميق للإنقسام.

الانجازات

وعن انجازات حكومة الوفاق الوطني بعد مرور عام على تأسيسها أشار إلى أن كل المعطيات تؤكد على ان ليس هناك جديد على صعيد الملف الفلسطيني التي بات يعاني من اهمال اقليمي ودولي والخطر الأكبر هو ان يحول الى ملف لا قيمة له في ظل الصراعات الإقليمية بعد أن كان حاضرا في كل المواقف ,داعيا القيادة الفلسطينية إلى أن تتنبه لهذا الخطر التي من شأنه أن يلحق ضرر بالقضية الفلسطينية.

وحذر الجميع من خطر اهمال الملفات الأساسية وخصوصا فيما يتعلق بحصار غزة وانهاء الإنقسام.

ورأى الكاتب والمحلل السياسي الصواف أن حكومة الوفاق قدمت إنجازات في الضفة الغربية لا يستطيع أحد إنكارها بينما في قطاع غزة لم تقدم شيء ملموس يذكر ,بل عملت على تعميق الخلافات وتفاقم الإشكاليات الأمل الذي أدى إلى فشلها.

الحكومة إلى أين؟

وحول ما يثار عن مستقبل حكومة الوفاق الوطني في ظل الفشل الذريع الذي منيت به بعد مرور عام على تأسيسها رأى عبدو أن الحكومة الحالية سواء إستمرت بشكلها الحالي أو أدخل عليها تعديلات فليس من المتوقع أن تقوم بعمل يؤدي الى اختراق كبير في جدار الإنقسام والإشكاليات المطروحة ,مشيرا الى أن الجهود تتطلب إرادة سياسية ليست فقط  من الحكومة  بل من كافة القوى السياسية والوطنية وخاصة "فتح وحماس".

وعن مستقبل الحكومة رأى الصواف أن حكومة الوفاق بات أمامها خيار واحد إما أن تقوم بدورها أمام الشعب الفلسطيني أو تتنحى جانبا وعلى القوى الوطنية والإسلامية أن يبحثوا عن البديل الذي يتناسب مع متطلبات الشعب الفلسطيني.

يشار إلى أن الحكومة التي شكلت في الثاني من يونيو عام 2014 شملت كل من التالية اسماءهم :"رامي حمد الله: رئيس الحكومة ووزير الداخلية , رياض المالكي: وزير الخارجية , سليم السقا: وزير العدل ,زياد أبو عمرو: وزير الثقافة ونائب رئيس الوزراء,محمد مصطفى: وزير الاقتصاد الوطني، ونائب رئيس الوزراء (مستقيل) , شكري بشارة: وزير المالية، ووزير التخطيط , عدنان الحسيني: وزير شؤون القدس , رولا معايعة: وزيرة السياحة والآثار , جواد عواد: وزير الصحة , خولة شخشير:وزير التربية والتعليم والتعليم العالي , علام موسى: وزير الاتصالات والنقل والمواصلات ,مفيد الحساينة: وزير الأشغال , شوقي العيسة: وزير الزراعة والشئون الاجتماعية ,هيفاء الأغا: وزيرة المرأة ,مأمون أبو شهلا: وزير العمل ,نايف أبو خلف: وزير الحكم المحلي ,يوسف دعيس: وزير الأوقاف والشئون الدينية, علي أبو دياك: أمين عام مجلس الوزراء".