وثائق مراقبة البوليس السياسي لـ " حسن البنـا " في كتاب جديد

رام الله - دنيا الوطن
يكشف كتاب " الاخوان فى ملفات البوليس السياسي " الذي صدر مؤخراً عن الهيئة العامة لقصور الثقافة للزميل الكاتب / شريف عارف سكرتير تحرير " المصري اليوم " ، وتقديم الكاتب الكبير / وحيد حامد عن وثائق جديدة لمراقبة البوليس السياسي للمرشد العام للاخوان حسن البنا خلال حقبة الاربعينيات من القرن الماضى لوجود شكرك حول اتصاله بضابط بالمخابرات البريطانية .

ويرصد الكتاب الوثائقى الجديد مراحل  تأسيس التنظيم الدموي الخاص لجماعة الاخوان المسلمين ونشأة ثقافة الاغتيالات ، وعدد من العمليات التى نفذها التنظيم ضد الابرياء في النصف الاول من القرن العشرين.

 يقول الكاتب الكبير في تقديمه للكتاب  " حكى المرحوم حسن البنا في مذكراته الاصلية وقبل أن تتدخل فيها جماعة الاخوان  بالحذف والاضافة ، حكى عن الشيخ الازهري امام المسجد في الاسماعيلية ، الذى كان يمنعه من القاء الدروس في المسجد لأنه لم يكن أزهرياً ، ولم يكن لديه الالمام الكامل بأمور الدين. والمعروف عن الاستاذ حسن البنا أنه كان يعمل مدرساً في مدرسة الزامية ( مدرس خط ) بمدينة الاسماعيلية ، حيث تخرج من دار العلوم ..ولم يستسلم " البنا" لهذا المنع أو يقبل به فعمد الى تقديم كتابين في الفقه الى امام المسجد هذا هدية منه لعله يلين ، ولكن ظل الحال كما هو عليه، فكانت الخطوة التالية " للبنا " رحمه الله ..هو أنه أقام وليمة ودعا اليها هذا الشيخ الازهرى ..أذكر هذا الأمر الذي ذكره مرشد الجماعة الاول في مذكراته ، حتى أدلل على انتهازية التفكير لدي الجماعة وأن فكرها من فكر مؤسسها ، من لاتستطيع السيطرة عليه من خلال عقله عليك بالسيطرة عليه من خلال معدته ، والأمر فى كلا الحلتين ما هو الا رشوة سواء كانت كتاباً أو أكلة دسمة..ويبطل الزعم بأنها على سبيل الهدية لأن لها مواصفات أخرى أهمها أن تكون بلا غرض أو بقصد الحصول على منفعة ..وهكذا نرى أن مؤسس الجماعة وضع لها المنهج الواجب اتباعه في مسألة تحقيق المصالح ..فمساعدة الفقراء والمحتاجين لم يكن يوماً ما في تاريخ الجماعة من أجل الدين أو العمل الاجتماعى والانسانى ، بقدر ماهو عمل دعائى من شأنه تحقيق شعبية أو جماهيرية ، ولا حرج على الاطلاق لدى الجماعة من أن يكون هذا العمل الدعائى منطلقاً تحت رايات الدين وادعاء التقوى والايمان

ويقول مؤلف الكتاب الكاتب شريف عارف ان كل «أوهام الكفاح المسلح» تحولت إلى حقائق فى عقول الإخوان فقط - خاصة الشباب - حتى إنهم اضطروا لتصديقها فى النهاية، من كثرة الأساطير التى نسجت حولها، فى الوقت الذى كان هناك شبه إجماع بين المؤرخين والمعاصرين لتاريخ الإخوان على أن العمليات التى قامت بها الجماعة - سواء أعضاء التنظيم الخاص أو الشباب- خلال فترة الأربعينيات كانت عمليات غير منظمة أفقدت الإخوان الكثير من رصيدهم لدى الجماهير!

ويكشف الكتاب عن أربعة وثائق خطيرة - تُنشر لأول مرة - حول علاقة جماعة الإخوان المسلمين ببريطانيا وأجهزة مخابراتها وسفارتها بالقاهرة خلال فترة حرب فلسطين عام 1948، وتلقى «شعب الإخوان» أوامر لتنفيذ عمليات تخريبية فى مصر، بهدف زعزعة الأمن والاستقرار خلال فترة الحرب.

تأتى أهمية الوثائق فى أن جميعها يدور خلال عام «الجدل الإخوانى»، وهو عام ١٩٤٨ الذى شهد اتهاماً للإخوان المسلمين بالهجوم على أملاك اليهود المصريين، واغتيال الخازندار، وحرب فلسطين، إضافة إلى تصاعد التوتر مع الدولة إلى ذروته باغتيال رمز الدولة ورئيس الوزراء محمود فهمى النقراشى فى نهاية العام نفسه.

هذه الوثائق تفتح باباً جديداً من الجدل حول علاقة الجماعة بالغرب، وشكوك أجهزة الأمن المصرية فى تحركات المرشد العام للجماعة الشيخ حسن البنا نفسه..

 

 

التعليقات