اللواء كامل ابو عيسى الإرهاب يضرب في العمق السعودي ضرب الاستقرار والأمن في السعوديه لماذا ولمصلحة من

اللواء كامل ابو عيسى الإرهاب يضرب في العمق السعودي ضرب الاستقرار والأمن في السعوديه لماذا ولمصلحة من
رام الله - دنيا الوطن

عن خطوره الأوضاع التي تعصف وعبر مستجداتها المتلاحقه بالواقع العربي وتأثيراته المصيريه على القضيه الفلسطينية كان لدنيا الوطن هذا الحوار الهام مع مدير المركز الاستراتيجي للسياسات الفلسطينية اللواء الدكتور كامل ابو عيسى وفيما يلي نص الحوار :
س 1 : سيادة اللواء ضرب الاستقرار والأمن الاجتماعي للمملكه العربية السعودية لماذا ولمصلحة من ؟
ج 1 : ضرب الاستقرار الأمني والاجتماعي في السعودية على أسس مذهبية وطائفيه مؤشر خطير يدل على دخول دول مجلس التعاون الخليجي في دائرة الاستهداف الأمريكي والإسرائيلي المباشر وهو استهداف يتم تنفيذه بحسب أجندة خطه خارطة التقسيم المعدة والمعتمدة وهي الخطه التي تحدثت عنها كوندوليزا رايس
بوضوح صريح لا يقبل التأويل ومن ثم أشارت اليها هلاري كلينتون في مذكراتها والتي اعتبرت ان ما جرى في مصر في ثوره الثلاثين من يونيو وما نتج عنها من متغيرات على صعيد الحكم جعل منها أي من مصر عقبه كأداء في وجه المشروع الأمريكي المتعلق بالخارطة الجغرافيه والسياسية للشرق الاوسط الجديد وان دول الخليج هي الحلقه الأضعف والتي يمكن من خلالها وبعد ضرب استقرارها وتمزيقها الى مجموعه كبيره من الإمارات المتناحره العوده مجدداً للانقضاض على مصر وعليه فان الغياب المفاجئ للملك عبد الله بن عبد العزيز وما تلاه على صعيد الترتيبات الوراثية للحكم داخل الاسره الحاكمه وتولي الملك سلمان بن عبد العزيز لمقاليد الحكم لم يكن نتيجه للوفاق المعهود والمتعارف عليه في التقاليد السعودية للاسره المالكه فهناك امراء تم إقصائهم واخرين تم القفز عن أحقيتهم في الولايه الوراثية وكما يبدو فإن عاصفة الحزم وما تلاها من تداعيات على صعيد الصراع السعودي اليمني المفتوح على كل الاحتمالات كان يهدف وبالدرجة الاولى الى تحشيد امراء الاسره الحاكمة ضد الأخطار والعدو الخارجي ولستر وتبريد الخلافات على الصعيد الداخلي الا ان تعثر عاصفه الحزم وعدم قدرتها على انجاز مشروعها الاستراتيجي في اليمن وبالسرعه المطلوبة والمرغوبة اتاح الفرصه المناسبة للانقضاض على الداخل السعودي والعودة به الى صراع الأمراء والطوائف وبحسب المخطط المعد في المشروع الأمريكي للتقسيم وعمليا فان توالى الانفجارات الدمويه والارهابية في عمق وفي مساجد المملكه العربية السعودية وتحت مسمى ويافطه العداء للشيعة ليس اكثر من ضربه البدايه لحرب مذهبية تجعل من التفتيت والتقسيم واقعا وشرا لا بد منه .
س 2 : امريكا تعلن عن تأييدها لعاصفه الحزم السعودية في اليمن وتتفاوض سرا مع القيادات الحوثية في عمان وتقف ضد داعش في العراق ولا تعادي داعش والنصره في سوريا كيف تفسر لنا هذه التناقضات في الموقف الامريكي ؟
ج 2 : الامور هنا واضحه وليست بحاجة الى تفسير فطالما ان الجميع وكلا حسب موقعه ومصالحه المهددة يجد نفسه مرغما او طواعية بوعي او بدون وعي يعمل في اطار استراتيجية الفوضى الخلاقه الامريكية وهي الاستراتيجية القائمة اساسا على نشر الفوضى والحروب الداخلية على اسس طائفية ومذهبية وعرقيه في عموم المنطقة العربية فان سياسة الرقص على الحبال الأمريكية قادرة على استيعاب الشيئ ونقيضه في نفس الوقت وهي سياسة يدركها وللأسف جميع الخصوم المتناحرين في المنطقة ويقبلون بها لاعتبارات تتعلق بالبقاء والمصالح والكينونة المهددة وعلى سبيل المثال أمريكا لا تعارض النفوذ الإيراني في العراق وتجد نفسها تقف ضد هذا النفوذ في سوريا ولبنان وأمريكا تنظر بعين الرضا لنشاط داعش في سيناء ضد الجيش المصري ولا تمانع في ان يكون لداعش موطئ قدم في ليبيا في حين انها لا تقبل بوجود داعش في الأردن وعلى الحدود السوريه والاردنية المشتركه مع اسرائيل ولهذا ولذلك فان اشعال النيران من قبل داعش في داخل البيت السعودي لن يغضب امريكا طالما ان الامر سيصب في نهاية المطاف لصالح مشروع التقسيم المذهبي والطائفي والعرقي وعلى قاعدة استبدال الخطر الاسرائيلي بالخطر الايراني وللاهميه فان الدعوه السعودية من قبل الملك سلمان بن عبد العزيز لإنشاء تكتل سني في مواجهة إيران والمد الايراني في المنطقه سيؤدي في نهايه المطاف الى إلغاء الصراع العربي الإسرائيلي والى نفي أي امكانيه لقيام تكتل عربي ولو في حدوده الدنيا ضد إسرائيل وهو الأمر الذي سيؤثر سلبا على مستقبل الامه العربيه والقضيه الفلسطينية .
س3 : هناك حديث واجتهادات تتحدث عن امكانيه التوقيع على اوسلو "2" بسبب الأحداث التي تعصف بالواقع العربي فهل هذا ممكن ؟
ج 3 : القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس ابو مازن تتابع باهتمام وقلق شديد التدهور المستمر في الوجود الفاعل للكيانية العربية المهددة بالعديد من الأخطار المصيريه وهي تعمل جاهدة على توحيد الجهد العربي الداعم للقضية الفلسطينية وعمليا فان الحديث المتمادي عن دوله غزة او عن اوسلو "2" لا يستجيب لطموحات الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنيه المشروعة ولا اعتقد بان هناك أية فرصه لتمرير مثل هذه الحلول على الرغم من الانهيارات المتلاحقة في الموقف العربي وللأهمية فان المسألة الخطيرة والتي تستدعي الاهتمام تكمن حاليا في موقف الحزب الجمهوري الأمريكي والذي يتخلى علنا في برنامجه الانتخابي الجديد عن حل الدولتين وفي تردد الاداره الامريكية الحالية عن اتخاذ خطوات إجرائية ملموسه لنجاح حل الدولتين المهدد بالزوال من قبل حكومه اليمين الصهيوني المتشدد في اسرائيل وعمليا فان الحفاظ على الذات وعلى قاعدة توحيد البيت الفلسطيني وانهاء الانقسام البغيض وتداعياته المدمره على صعيد الكيانية الفلسطينية يجب ان يكون على راس جدول الاهتمامات الفلسطينية وباعتبار ذلك خشبه النجاه التي يمكن بها الخروج بسلام من ويلات المحن التي تعصف بالواقع العربي من المحيط الى الخليج وهي محن لن تأتي الا بالمصائب والويلات على الشعب الفلسطيني في حال بقائه على هذه الحاله المقيته من التشتت والانقسام وعلى الجميع ان يدرك بان المشروع الوطني الفلسطيني لن يرى النور في دوله مستقله وذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقيه بدون قطاع غزة وان غزة لا مستقبل لها ولا امل بدون المشروع الوطني الفلسطيني او خارجه .