التعاون الإسلامي: نزع الشرعية المزعومة لخطابات الهيمنة والإرهاب والتطرف

التعاون الإسلامي: نزع الشرعية المزعومة لخطابات الهيمنة والإرهاب والتطرف
رام الله - دنيا الوطن
عقد وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، أمس الأربعاء، على هامش الدورة الثانية والأربعين لمجلسهم والمنعقدة حاليا في الكويت، جلسة خاصة لشحذ الأفكار بعنوان: الاستراتيجية الفعالة لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف والإسلاموفوبيا.

وألقى الأمين العام للمنظمة، إياد أمين مدني كلمة افتتاحية استهلها بأسئلة كبرى حول الإرهاب أبرزها: من أين جاء كل هذا العنف وكل هذه الشرور؟ وما الذي فعلناه بأنفسنا جميعا وبالعالم الذي تسوده العولمة حتى نسمح للتطرف العنيف واحتقار حقوق الإنسان الأساسية لينمو ويضرب بجذوره العميقة؟
ودعا الأمين العام إلى نزع الشرعية المزعومة لخطابات الهيمنة والاحتلال والإرهاب والتطرف التي تحاول إضفاء الشرعية على أعمالها العنيفة والتضليلية باسم الدين والإيديولوجيا أو مزاعم التفوق الثقافي، معتقدا أن مواجهة الإرهاب لا يمكن أن تتم بالوسائل الأمنية والعسكرية وحدها، بل ينبغي وضع الخطط العلمية لمعالجة الجوانب المتعددة لظاهرة الإرهاب، وذلك بفهم السياقات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تولد الظروف التي تؤدي إلى تفشي الإرهاب والتطرف العنيف.
وأشار إلى تأكيد منظمة التعاون الإسلام على ضرورة البحث في الفاعلين الخارجين المحتملين الذي يخترقون الجماعات الإرهابية والمتطرفة لخدمة أجنداتهم السياسية.

وفيما يتعلق بظاهرة الإسلاموفوبيا، أوضح مدني أن ما يثير القلق هو ارتفاع وتيرة الإساءة للإسلام وتحقير معظم رموزه المقدسة، مجددا دعوة المنظمة المجتمع الدولي لاتخاذ تدابير عملية وتوافقية للتصدي لهذه الظاهرة.

وشهدت الجلسة مداخلات من وزراء الخارجية ورؤساء وفود الدول الأعضاء المشاركة في الدورة الحالية لمجلس وزراء الخارجية.

وخلصت الجلسة إلى أنه يتعين على منظمة التعاون الإسلامي والدول الأعضاء التأكيد على الموقف الذي مفاده أن على الجميع أن يقر بالمظالم التاريخية التي وقعت في حق الشعوب التي عانت من الاستعمار ويعتذر عنها ويعمل على تصحيحها، وأن إنكار حق الشعوب في تقرير المصير في حالات الاحتلال الأجنبي الحالية يجب أن ينتهي.

وطالب المشاركون بالعمل في مناطق النزاعات الطائفية لبلورة نموذج جديد لمواجهة القضايا ومعالجتها من خلال معالجة الأسباب الكامنة وراء العنف الطائفي ومحاولات تسييس الخلافات المذهبية والتركيز على المذاهب باعتبارها هوية أساسية وشن حملات لتحويل المسلمين من مذهب إلى آخر.

ودعوا إلى إجراء دراسات جادة لفهم الكيفية التي ساهمت بها التغطية الإعلامية الطائشة وذات البعد الأيديولوجي في تعميق الهوة بين الأديان والثقافات والأعراق والجماعات العرقية، علاوة على كذلك تحليل نشوء الإرهاب الإلكتروني من خلال استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الجديدة من قبل الجماعات الإرهابية. 

التعليقات