"السيلفي" .. للعلاج النفسي

"السيلفي" .. للعلاج النفسي
رام الله - دنيا الوطن-أسامة الكحلوت

انتشرت خلال السنوات القليلة الماضية موضة جديدة فى اوساط المواطنين وخاصة الشباب وهى تصوير" السلفى " بالتقاطهم صور ذاتية لانفسهم  او مقاطع فيديو من خلال عدسات هواتفهم الخاصة وصولا للكاميرات الفوتوغرافية.

ويقوم صاحب الصورة بنشر صوره مباشرة على شبكات التواصل الاجتماعى ، بعد التقاطها فى عدة اماكن جذابة او فى مناسبات اجتماعية او فى اماكن العمل برفقة الاصدقاء والاحبة والاهل .

وشرح الاخصائى النفسى الدكتور يوسف عوض الله ، تفاصيل ابعاد هذه الموضة قائلا " باعتقادي سوف يأتي يوم يصبح فيه تصوير " السلفي " أداة أساسية في الطب الحديث بشكل عام وفي الطب النفسي بشكل خاص، إذ يمكن التعرف على صور المريض وحالته " .

وتابع لدنيا الوطن " لا أنكر لعل الاعتياد عليها بصورة مفرطة من الممكن أن يكون علامة من علامات المرض و لعلي أقصد " نوع من النرجسية المرضية" و هي حب الذات، لكن لماذا لا نفكر من زاوية أخرى ؟ و هي كيف يمكن استثمار " السيلفي " في خدمة البشرية؟ ".

وأشار إن الصور وأشرطة الفيديو تستخدم حاليا في معظم مجالات الطب حيث يتطلب طب العيون وثائق، و كذلك في الأمراض الجلدية تكون ذات قيمة عالية، وأمراض الروماتيزم،  وكذلك لتتبع الجروح و الحروق و تطور زوال الالتهاب، ومختلف التخصصات الجراحية.متسائلا ماذا لو طوعنا السيلفي في المجالات المذكورة سابقا ؟

وأكد عوض الله إن معظم الأطباء لديهم هواتف ذكية  ولا شك أنها ممكن أن تكون جزء من العمل لتحسين التواصل مع غيرهم من المهنيين الصحيين، للوصول إلى المعلومات ، و أحيانا يتم إرسالها إلى أطباء آخرين عندما لا تكون الحالة متوفرة في ذلك الوقت للتشاور.

ويرى عوض الله ان توفر الكاميرات في الهواتف الذكية اضاف للمرضى القدرة على توثيق أنفسهم، وفيما يتعلق بالطب النفسي من الممكن أخذ معلومات من المرضى من خلال تصوير " سيلفي ".

وقد تكون هذه المعلومات ذات أهمية كبيرة للطبيب النفسي بهدف المساهمة في وضع التشخيص ومن ثم العلاج وفي أحيان كثيرة بهدف التشاور المهني بين الزملاء، مضيفا "  من خلال خبرتي أعتقد جازمًا أن تصوير السلفي يحسن التواصل بين الطبيب والمريض. كما وأوصي زملائي أن يعتمدوا هذه الصور و تسجيلات الفيديو في السجلات الطبية الإلكترونية".

واستعان عوض الله خلال عمله بصور السلفى حينما كشف مريض نفسي يعاني من الاكتئاب النفسي عن بعض الصور التي التقطها بنفسه " سيلفي " و كان يصور نفسه بشكل يومي مرتين مرة في الصباح و مرة في المساء، حيث افادته هذه الصور في استقراء لغة الجسد و تعابير الوجه .

واضاف "  قد تكونت لدي قناعات عن سير العملية العلاجية و عن تطور الإكتئاب و كنت قادرا على ربط تسلسل الأحداث و ربطها بالظروف النفسية الاجتماعية التي مر بها المريض خلال الفترات التي كنت أعقد له فيها جلسات العلاج النفسي، ولن أنسى والد الطفل حينما أحضر لي مقطع فيديو كان قد صوره لابنه وهو في حالة "النوبة الصرعية الكبرى " .

واستطاع عوض الله من خلال هذا المقطع استقراء الحالة بوضوح ووضع العلاج المناسب، بالاضافة لمقاطع الفيديو الذى صوره والد الطفل حيث يعاني من اضطراب " فرط الحركة و تشتت الانتباه " وكان حينها قادرا على معرفة المواقف التي تثير استفزاز الطفل و نوبات الغضب لديه.

وأقترح عوض الله أن يتم تسجيل جلسات العلاج النفسي التى يقوم بها المريض النفسي ذاته و ذلك من أجل استرجاع ما تم الحديث عنه خلال الجلسة و تذكر الواجب البيتي والمهام المطلوبة للتنفيذ من قبل المريض النفسي".

 

وقد التقط فى الاونة الاخيرة الكثير من زعماء العالم صور شخصية لانفسهم بـ " السيلفى " ، مثل الرئيس الامريكى باراك اوباما ورئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون .

كما توقف المؤتمر الاقتصادى المصرى الذى اختتم قبل فترة قصيرة فى شرم الشيخ لدقيقة بعدما دعا الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى المشاركين فى التصميمات من فئة الشباب للحضور الى المنصة والوقوف بجانبه ، حيث قام الشباب بالتقاط صور سيلفى لهم مع الرئيس ، واضاف الموقف طابع شبابى على المؤتمر .

وتبقى صور السليفى اخر صرعات الموضة فى الجيل الحديث من الهواتف الخلوية ، وعادة يومية يمارسها المواطنين فى حياتهم ، الا انها قد تكون ذات بعد علاجى ومراقب شخصى للانسان حال تعرضه لاى وعكة صحية ، لتساعد فى علاجه .