أم الفحم: وقفة احتجاجية لمناهضة قتل النساء

رام الله - دنيا الوطن
تظاهرت، أمس الأربعاء (27/5)، نحو مائتي امرأة من مناطق مختلفة في البلاد، عند مدخل مدينة أم الفحم، احتجاجًا على جرائم قتل النساء والعنف الممارس ضدهن، يأتي ذلك في إطار جمعية "كيان"- تنظيم نسائي ومنتدى جسور النسائي القطري، اللذين يعملان ضمن مشروع: مناهضة جرائم قتل النساء، ونشاطات مكثفة حول تمثيل النساء في أماكن اتخاذ القرار.

وأبرز عناوين الوقفة الاحتجاجية: "كفى ارفضي العيش في كفن مؤجّل"، وبين الشعارات الأخرى التي رُفعت: "صمت المجتمع شرعية للاستمرار في القتل"، "الصمت عن الجريمة جريمة"، "قُتلت لأنها امرأة.. قتلها لأنه مجرم – اليدان يدا قاتل والصمت صمت مجتمع- صمتك تصريح قتل".

وقالت إحدى المشاركات في التظاهرة، خضرة عبد القادر عسلي: "جئت من كفر قرع، لأشارك في التظاهرة، لأنّ المرأة لها الحق في العيش، وهي تقتل بدون سبب، أو لأسبابٍ تافهة، ولا تحظى بحقوقها الشرعية والمدنية، لذا قررنا الوقوف لتقديم رسالة للمجتمع، كي يقف معنا ضد القتل وممارسة العنف، وأنا كوني أنتمي لمنتدى جسور أحاول أن أقدّم رسالة لمجتمعي، للذين يتوقفون لحظة واحدة أثناء سفرهما، ويشاهدوننا ونحنُ نصرخ ضد القتل، علّهم يعوون معنى الجريمة وضرورة مكافحتها، جئتُ كغيري من النساء مستاءً مما يجري ضد النساء، وكنتُ شاهدة على جريمة في بلدتي إذ قتلت سيدة من قبل أقربائها، وتركت ورائها طفليْن لا ذنب لهما سوى أنهما ضحايا عنف ضد النساء، محزن ما يجري، وعلينا قلع جذور هذه الظاهرة من مجتمعنا".

وشارك الشاب كرم أحمد من أم الفحم، بالوقفة الاحتجاجية ضد قتل النساء، وكان في السابق قد انضم إلى دورة لمناهضة قتل النساء بشراكة كيان وبلدتنا، وقد اكتشف معطيات مؤلمة ضد قتل النساء، لذلك جاء ليرفض القتل بكافة أشكاله، ويرفض استضعاف المرأة، واستغلالها و"اعتبارها امرأة ضعيفة غير قادرة، بل على العكس، هي إنسانة، ولها دورها ومكانتها ويجب أن ندعمها لتستطيع أن تُنافس الرجل علميًا ومهنيًا، فهي كائن بشري قوي ومبادر، وهي جزءٌ شريك في المجتمع".

·        عن نشاطات كيان

منذ بداية عملها كجمعية - دأبت كيان – تنظيم نسوي على تعزيز نشاطها وتحديدًا مع النساء في الحقل، كونّهن يتعرّضن لإجحافٍ مجتمعي يتجلّى بأكثر من أسلوبٍ، بدءًا من "العنف" بكافة اشكاله  وصولاً إلى القتل، قتل النساء لكونهن نساء، وجاء عمل كيان، مختلفًا عن عمل جمعيات أخرى، وقد وضعت في رأس أجندتها خلق تنظيم نسوي يتعامل المجتمع فيه مع المرأة بصورةٍ عادلة، ليس فيه تمييز جندري، ويتعامل بشكل متساو مع الرجل والمرأة، بصورةٍ حقيقية، ويتم منحها الحق في بناء الذات، والتعبير عن حقها في تقرير مصيرها، وحقها على جسدها، لكنّ المختلف في التعامل مع النساء، أنّ الاستثمار  بهن كان في الحقل، وكان من الضروري لضمان الاستدامة، لتوجِد "كيان" نساء قياديات في مجتمعنا، قادرات على تحمّل المسؤولية، وانتزاع حقوقهن على المستوى المحلي والقطري، ومن خلال التشبيك بين المستويين، تمّ بلورة مجموعات في الحقل.

• الوقفة الاحتجاجيّة

في الحقيقة أنّ النساء لا يقتلن يوميًا بمفهوم قتل حقهن بالعيش، لكنهن في كل ساعة أو لحظة معرّضات للقتل ولفقدان حقهن بالحياة، فكل لحظة تقتل النساء بأساليب متعدِّدة، بدءً بمنعها من التعبير عن مشاعرها وأفكارها وحرمانها من حقها بالتعبير عن ذاتها، ومن حقها على جسدها وتقرير مصيرها، بدءا بكتمان مشاعرها وافكارها وحرمانها من حقها بالتعبير عن ذاتها ووصولا إلى حرمانها ومنعها من حقها على جسدها ومن تقرير مصيرها.

• عن الوقفة!

تحدثت منى محاجنة، مركّزة العمل الجماهيري في كيان  قائلة: "قرّرت النساء في منتدى جسور النسائي، أن يكون لديهن كل عامٍ فعالية قطريّة عامة، إضافة إلى المؤتمر السنوي، يأتي ذلك بمبادرتهن وقيادتهن، وقد رأين أنّ لهن دور في محاربة ظاهرة قتل النساء، خاصةً وأنّ المجتمع في حالة نكران لهذه الظاهرة التي تهدّد أمن وأمان النساء، وبالتالي تهدّد أيضًا النسيج الاجتماعي إذا لم نعمل جاهدًا للحد منها في المنتدى، وهذه السنة تقرّر خوض الموضوع في الحقل، وعادةً تشارك النساء من الجمعيات وليس من الحقل، لكنهنّ قررن هذا العام إقامته في منطقة لا تجرى فيها في العادة، واعتبار الوقفة بمثابة تحدٍ خاصةً أنها تقام في منطقة المثلث وأم الفحم تحديدًا، لاعتباراتٍ سياسيّة واجتماعيّة ولأنّ هناك مخاوف كثيرة، قررنا قبول التحدّي وإجراء الوقفة".

• كيان وبلدنا يواجهان موضوع قتل النساء!

قامت جمعية الشباب العرب- "بلدنا" و"كيان" - تنظيم نسويّ بإجراء بحث ميداني يفحص مواقفَ الشبيبة الفلسطينية من ممارسات العنف والتي يتمثَّلُ أوجها في ظاهرة قتل النساء في المجتمع الفلسطيني.

وهدف البحث الوصول لمفاهيم العنف و"الشرف" كما هي متداولة بين أبناء جيل الشبيبة، وذلك من أجل بناء قاعدة يرتكز عليها مشروعٌ خاص يتم تمويله من قبل الاتحاد الأوروبي، والذي يعمل على مناهضة جرائم القتل والعنف ضد النساء، من خلال العمل المشترك بين الشبيبة والنساء في المجتمع.

التعليقات