الاثنين القريب: الإعلان عن انطلاق تلفزيون "فلسطين 48

رام الله - دنيا الوطن
استضاف السيّد رياض الحسن – رئيس مجلس الإدارة في الوكالة والمشرف على الإعلام الرسمي الفلسطيني، مدير هيئة الإذاعة والتلفزيون صحافيون من فلسطينيي الـ 48.

وتطرق الصحافيون خلال اللقاء الصحافي إلى أهمية ودور القناة الجديدة "فلسطين 48"، التي ستنطلق مطلع شهر رمضان المبارك لتبث من مدينة حيفا، جميع القضايا الاجتماعية والسياسية والثقافية من الداخل الفلسطيني.

لماذا جاء هذا القرار بافتتاح تلفزيون إسرائيلي لفلسطينيي الـ48؟

جاء القرار متأخرًا، لم يأتِ مبكرًا، كان يجب أن نفكّر بذلك منذ وقتٍ، وكنّا نتوقع أن هناك من يهتم من فلسطينيي الـ48 بإيجاد وسيلة إعلاميّة فضائيّة فلسطينيّة، تعكس آراء واهتمامات ومشكلات ونضالات وصبر وعذابات شعبنا في الداخل، لكن للأسف انتظرنا طويلاً ولم يحدث هذا، كانت هنالك محاولات مشكورة من عدة جهات، طبعًا لتأسيس فضائيات ووسائل إعلام محلية، لكن لم تنجح، ما نجح هو بعض الصحف، وبعض المواقع الالكترونية، وهي الأكثر رواجًا، لكن كفضائية لم يحدث ذلك.

ما الجديد الذي سيقدّم في الفضائيّة الفلسطينية؟

كل ما يُقدّم هو جديد، لأنّ هذه أول تجربة ولم يسبق وجود فضائية أخرى، وليس هناك الآن فضائيات أخرى منافسة لنا، لذلك، كل ما سيقدّم هو جديد، الهدف الرئيسي من هذه القناة سيكون أن تعكس اهتمامات وتطلعات شعبنا في الداخل، وأن تعيد اللحمة ما بين مكوّنات الشعب الفلسطيني، سواء من كان منه في الشتات في الخارج أو من كان في أراضي الضفة وغزة والقدس أو من كان في أراضي الثمانية وأربعين، هذه ليست صوت منظمة التحرير، لأهلنا في الداخل، هذه صوت الداخل، إلى الداخل وإلى الخارج وإلى الشتات، بمعنى آخر ستلعب هذه الفضائيّة دور رئيسي، هي الربط ما بين كُتل ومكونات الشعب الفلسطيني على اختلاف المناطق الجغرافية التي يتوزع عليها.

كيف ستكون آلية العمل، أين سيكون مقر الاستوديوهات؟

لن يكون شيء من الضفة الغربية على الإطلاق، كل ما سيبث على هذه القناة، سيكون من الداخل، مائة بالمائة، لن نبث شيئًا له صلة هنا، وستعتمد كامل المعايير كمحطة في الداخل، لن نتدخل فيها، سيكون هناك هيئة إشرافية من بعض الشخصيات الثقافية والفكرية والسياسية من أهلنا الداخل، ستشكل لجنة استشارية تُشرف على هذه القناة وتتابعها تراقبها عن كثب، وترسُم بوصلتها السياسية والثقافية والفكريّة.

هل مِن إجابة كيف سيتم التعامل مع الخلافات الداخلية؟

لن نتعامل مع هذه الخلافات، هناك شيء أكبر من الخلافات، هناك قضية شعب، هناك قضية مصير هذه الفضائية هي مساحة أو فضاء مفتوح للاحتكاك بين الآراء، سيكون لكل الآراء حصتها على هذه الشاشة، لتختلف، نحنُ شعب وطبيعي وموزعين لاتجاهات وسياسات مختلفة، ومشاريع مختلفة، لا بأس في ذلك، ولن يضير عملنا الوطني، ورغم هذه الخلافات لاحظنا في الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة كيف تمّ تشكيل قائمة عربية موحّدة للكنيست وكانت هذه خطوة متقدمة جدًا استطاع الجميع الاتفاق على هذه القائمة، فلما لا نتفق أن نتحاور أيضًا على شاشة هذه الفضائية، لا مانع أبدًا.

كيف ستتم مسألة التمويل؟

بالتأكيد هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية، وجدت الحلول لهذا الموضوع، وليس هناك أي قلق لدينا من هذا الموضوع على الإطلاق، نحنُ لا نخوض مغامرة، هذا عملٌ مدروس وموفّر له كل الاحتياجات.

إنّ تمويل فضائية الـ48 سيكون جزءً من تمويل الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، بمعنى آخر لو توقف التمويل عن تلفزيون فلسطين وقناة مباشرة وقناة رياضية أو الإخبارية يمكن أن يتوقف عن الـ48، طالما التلفزيون كهيئة مستمرة، قناة 48 مستمرة، ولها الأولويّة على ما عداها أيضًا، وستكون هناك مصادر أخرى للتمويل ولكن يجب أن نفهم أنّ البث لا يُربح، في البث هناك دائمًا خسائر وتضحيات في هذا الموضوع، لكن نحنُ لم نؤسِس قناة تجارية، ولا ربحية ولا نهدف للربح على الإطلاق.

لكنكم ترغبون بالربح؟

ممكن أن يكون ذلك، لو توفر الإعلان، فإنّ هذا سيساعد، ويعاد توظيف المالي المتأتي أو الأرباح المتأتية من الإعلان والدعاية يعاد توظيفه في إنتاج وتطوير برامج.

كيف ستتعاملون مع مشاركة شركات إسرائيلية مثل: تنوفا وسائر الشركات الاقتصادية الإسرائيلية؟

على الهيئة الاستشارية أن تجيب، نحنُ لن نفرض آرائنا على هذه القناة، على سبيل المثال: تلفزيون فلسطين لا يستضيف ضباط إسرائيليين أو وزراء ومسؤولين إسرائيليين، هذه القناة ربما تجد من الواجب أن تستضيف مسؤولين إسرائيليين فلتفعل، نحن لن نتدخل في هذا فالمعايير المعتمدة في الداخل هي التي ستُعتمد في هذه القناة لا أكثر ولا أقل.

من هم طاقم العمل؟

من الداخل تمامًا، بواسطة شركات الإنتاج التي تعمل في الـ 48، نحنُ نتعامل مع الشركات وليس مع أفراد، لا نريد أن نوظِّف أحدًا في تلفزيون فلسطين، نحنُ نتعاقد مع المنتجين والشركات المستعدة للمساهمة معنا في تنفيذ السياسات العامة للقناة.

ماذا لو نشأت أزمة، كالتي حدثت بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل حول كل موضوع اقتطاع الضرائب؟

لن تؤثر هذه القضية على سيرورة القناة، فموضوع الإعلام الفلسطيني هو جزء من أولويات السلطة الفلسطينية وحتى لو امتنعت اسرائيل عن رد المستحقات الضريبية للسلطة الفلسطينية لدينا ما يمكننا من الاحتمال ربما عام عامين، نستطيع احتمال ذلك، إضافة إلى مجهوداتنا نحنُ في بعض الموارد الأخرى المتأتية من الدعايات والإعلانات هذا أيضًا يوفِّر لنا رصيدًا يمكننا من المقاومة والاستمرار.

ماذا بشأن قوانين النشر الإسرائيلية والمراقبة المتعلقة بأوامر الجيش أو المحاكم، كيف ستتعاملون هذه التدخلات؟

سيكون البث من خارج إسرائيل، لكن القناة ستلتزم بالقوانين الإسرائيلية بالتأكيد، يجب النظر إلى هذا القناة كما تنظرون إلى هلا مثلاً، أو أي قناة أخرى محلية داخلية، ولن تكون مختلفة، وستكون معاييرها وسياساتها محليّة تمامًا.

أين ستكون مكاتب القناة؟

مقر القناة سيكون في حيفا.

لماذا حيفا تحديدًا؟

هذا ما أتيح لنا، وهي منطقة متوسطة ما بين مختلف المناطق.

هل ستشمل التغطية منطقتي القدس والجولان؟

بالتأكيد، نحنُ لدينا اتصالات مع اخواننا في القدس، نعطيهم مساحة على تلفزيون فلسطين، القناة العامة، وعلى تلفزيون مباشر والبرامج الصباحيّة، وفي الفترات الإخبارية هناك العديد من الفقرا ت التي ستهتم بقضايا القدس. أيضًا سنهتم بأمور اخواننا وأشقائنا في الجولان، وهم يعانون مثلما نعاني ونحنُ معنيون بمشاركتهم وسنحاول أن نعبر عن مشكلاتهم.

هل ستتدخلون في سياق السياسات الداخلية للضيوف أو مقدمي البرامج؟

بالتأكيد، لو خرجت عن السياق فبالتأكيد سنتدخل، فلو حاول أحد أن يجر القناة الى خلاف داخلي فلن نقبل، لو حاول أحد أن يجر القناة لتكون محل صراع غير أخلاقي مثلاً، فلن نقبل، بمعنى آخر أن هنالك حدود وهذا الموضوع واضح، فسياستنا العامة بهذه المسألة معروفة، وهذه القناة ستعبّر عن الشعب الفلسطيني برمته، ليست لفئة ضد فئة، وليست لوجهة نظر ضد وجهة نظر أخرى.

ماذا ستطرحون في المؤتمر الصحافي الذي سيعقد الإثنين القادم؟

لن يكون مؤتمر، وإنما حفل للإعلان عن أول يوم بدء البث.

إذًا أنتم جاهزون للإنطلاق؟

بالتأكيد، نحنُ نعمل خلال الأشهر الثلاثة التي مضت، في التحضير لإطلاق القناة، ونحنُ الآن جاهزون، تحت اسم "فلسطين 48".

ما المواضيع التي ستتطرق لها قناة "فلسطين 48"؟

هي قناة عامة، تبدأ ببرنامج رمضاني، ستبدأ أول يوم بث مع أول يوم رمضان، وهناك العديد من المسلسلات العربيّة التي لم يسبق أن بُثت إنتاج عام 2015، أكثر من مسلسل سوري، وستبث صلوات خاصة بالتراويح وصلاة الجمعة من قرية أو بلد مختلف، سيكون هناك برنامج صباحي، تحوصِل الأحداث السياسية والاجتماعية والثقافية، برامج للأطفال، وبرامج حول المدن والقرى وهناك طيف واسع من البرامج التي تم الاستعداد لبدء البث فيها.

الرسالة المرجوة لهذه القناة؟

"نحنُ شعبٌ واحد".