حرب قصيرة جدا لتمرير التفاهمات؟!!

حرب قصيرة جدا لتمرير التفاهمات؟!!
بقلم الأستاذ الدكتور رياض علي العيلة

أن الوضع الذي نعيشه نحن سكان قطاع غزة...من ظروف اقتصادية قاسية... من حصار مستمر مفروض منذ تسع سنوات....وارتفاع أعداد البطالة... من خريجي الجامعات... والعمال... التي تمتد إلى مختلف شرائح المجتمع.....إضافة إلى الضرائب المتنوعة التي تفرض على أصحاب الأعمال وتصل في النهاية إلى جيوب المستهلك ..التي لا وجود لمعظمها في القانون الأساسي؟!!..

فمنذ اليومين السابقين ويعيش مواطنو قطاع غزة حالة من " الإزعاج" التي تحدثه  "الزنانات" طائرات الاستطلاع الإسرائيلية التي تحوم في سماء غزة !!...على الرغم من الإمكانات الذاتية التي تملكها المقاومة ... إلا أن تلك "الزنانات" لم تغادر سماء القطاع !!... ربما لأنها في نزهة صيفية ... وخاصة مع اشتداد الحر وارتفاع درجات الحرارة...لتفقد أحوالنا الاقتصادية... وربما لتحيق أهداف خاصة بهم؟!! وكيف تسير عملية الأعمار...والتي أتحفنا البنك الدولي في تقريره الذي نشره مؤخرا وأكد على وصول قطاع غزة من مواد البناء ما قيمته مليار دولار للأعمار!!...ولازالت مراكز الإيواء مزدحمة بالمشردين والمهجري...الذين ينتظرون أعمار بيوتهم التي دمرت خلال عدوان يونيه 2014؟!!

على الرغم من أن حكومات الكيان الإسرائيلي السابقة لا تختلف عن حكومة نتنياهو الحالية.. إلا أن ما يميزها أنها مكونة من أحزاب يمينية شديدة التطرف...وتمثلها حسناوات إسرائيل؟!!...والمعروف عن الحسناوات بشكل عام أنهن لا يصادقن التطرف!! ...ولكن حسناوات الاحتلال اللواتي هاجرن من بلدانهم  مسقط أبائهن وأجدادهن إلى بلادنا ...يصبحن من أفراد عائلة شديدي التطرف وخاصة ما نسمعه عن وزيرة العدل الإسرائيلية  إيليت شاكيد (من حزب البيت اليهودي) التي أصبحت وزيرة بسبب مواقفها العنصرية التي دعت فيها إلى "الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني"...حتى مقارنة مع رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق ارئيل شارون ...فهي أشد تطرفا وعنصرية منه!!...ومن قبله مناحيم بيغن زعيم منظمة الأرغون ...ولكن اليوم تستبدل حكومات الاحتلال رجالها العنصريين...بحسناواتهم العنصريات...في وزارات الخارجية والعدل وغيرها..

هل أن شق الطرق...وإعادة ترميم الأنفاق...وبناء معسكرات التدريب...والتدريب.....تحت سمع وعيون قوات الاحتلال الإسرائيلي المقابلة... فقط ويخاطبونهم من خلال نشر الصور والفيديوهات لعمليات تدريب رجال المقاومة بالصحافة والفضائيات الإسرائيلية بقولهم موجودون؟!....والتقاط صور التدريب ونشرها في وسائل الأعلام من قبل كمرات جيش الاحتلال...كل ذلك يشكل مقدمة لخوض "حرب قصيرة جدا" شبيهة بحرب 2012...لمنح الشرعية للدخول في مفاوضات لتحقيق وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه من خلال الوفود المتعددة التي دخلت قطاع غزة عبر معبر بيت حانون.. الوفود الدولية والأوربية والعربية وربما الفلسطينية...

هل ستكلل تلك الجهود بالنجاح... وتقام دولة قطاع غزة المستقلة... وتبقى المعابر البرية مغلقة ويستعاض عنها بالمنافذ البحرية والجوية ...وينفذ مشروع شق الممر البحري (غزة-قبرص) وتسليم أدارته للمراقبة الأمريكية الأوروبية في غزة والإسرائيلية بغطاء قبرصي!! ويذكرنا بقبرص التي شهدت اغتيال فتحي الشقاقي...ومن قبله بعض قادة المقاومة...ومقترح مشروع لإنشاء مطار تشرف عليه المنظمة الدولية، وكان عندنا مطار شبه فلسطيني على الأقل...والمشاريع تقترح من هنا وهناك...بهدف استمرار الانقسام...والانزياح لفكرة قيام دولة في قطاع غزة وسلخها بشكل تام عن باقي الوطن والقضية الفلسطينية!!

هل حان الوقت لتوقيع الاتفاق على هدنة مؤقتة لخمس سنوات أو...؟! وتنفيذ صفقة التبادل للأسرى ( جثت أو أحياء) وهذه المرة ربما تكون مباشرة وبدون وسيط أو وسطاء!!

نأمل أن لا يتم خوض "حرب قصيرة جدا" شبيهة بحرب 2012...لمنح الشرعية للدخول في مفاوضات مباشرة لتحقيق وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه من تفاهمات ودردشات!!...