نتائج شهادات طلاب المرحلة الإبتدائية والإعدادية في حي الشجاعية تتحدى العدوان

نتائج شهادات طلاب المرحلة الإبتدائية والإعدادية في حي الشجاعية تتحدى العدوان
رام الله - دنيا الوطن
من عز الدين ابو عيشة
تعالت أصوات الزغاريد في الشجاعية المنطقة الأكثر تدميرًا في حرب العصف المأكول احتفالاً بنتائج شهادات المدارس، وتزايدت الفرحة بين الطلاب وأسرهم بين ركام تلك المنازل شهدت لياليَ طويلة من السهر بين صفحات الكتب على ضوء الكشافات الكهربائية وأصوات المولدات لتكون النتائج حصد أعلى الدرجات العلمية، لتحقيق حلمهم وتغيير الواقع لتكوين صورة مشرقة عن قطاع غزة.

من بين الركام أثارت حرب العصف المأكول وزعت اليوم المدارس الحكومية والخاصة التابعة لوزارة التربية والتعليم بقطاع غزة نتائج شهادات عام 2014 – 2015 لأكثر من 216 ألف طالب وطالبة، وكانت النسبة لهذا العام أفضل من الأعوام الماضية رغم كل ذكريات ومشاهد الحرب التي لا تفارق خيال الطلاب.

الطالب أحمد جندية في الصف الثاني الإعدادي أحد الناجين من مجزرة الشجاعية عاصر أحداث العدوان على منطقته بحرب العصف المأكول لكنه بعزمه وإرادة قوية تحدى هذه الظروف وحصل على امتياز هذا العام.

روى احمد لمراسلنا تفاصيل تجربته مع الاختبارات: "في كل اختبار أتقدم إليه أتذكر الطريق ونحن نازحين من بيوتنا، ارتبك واجمع أفكاري وأباشر بالحل".

مشاهد لم تفارق ذاكرت الأطفال، ولكن بعزم يخرج احمد من بين الركام ينفض عنه الغبار متجهًا لمدرسته ليستلم شهادته، ويسير منتصرًا رافع رأسه متأكد من تفوقه رغم الظروف وكأنه قائد في معركته منتصر، هكذا هم أطفال غزة بتحد للواقع يتميزون.

وعن فرحة والديه تتحدث أم أحمد لمراسلنا "من الركام صنعنا النجاح، تحدينا الواقع لنخرج جيل لا يكل بتتا، يخطو نحو النصر بدون أي توقف رغم كل العوائق".

وأهديت أم احمد هذا النجاح إلى المقاومة التي لم تتنازل عن الدفاع عنهم أثناء العصف المأكول، واعدتًا إياهم بأن ابنها مهندس ليساعدهم في التخطيط لبدء مرحلة التحرير.

أما الطالبة تسنيم العجلة في الصف الأول الإعدادي من منطقة التفاح حصلت على درجة الامتياز تقول لمراسلنا "لم أكن أتوقع أن فرحة النجاح هكذا سررت كثيرًا لدرجاتي وأدخلت السعادة على والدي رغم أنني كنت أتخيل أحداث الحرب أثناء تقديم الاختبارات النهائية".

وأكدت تسنيم أنه رغم كل صعوبات الحياة ألا أنها تصر على النجاح والتمييز لكي تحقق حلمها، من بين معاناة الحياة التي تحملها وضعف مقومات النجاح في غزة.

وأضافت "من سهر الليالي حصدت النجاح، حيث سهرت علي أمي طوال فترة الاختبارات وقدمت لي الدعم النفسي والمعنوي، وساعدتني في المراجعة".

من جانبها توضح والدتها دور الأسرة في رعاية الأبناء والحفاظ على معنوياتهم ونفسيتهم خاصة في فترة الاختبارات لما لها من اثر كبير على تركيز الطالب في الاختبار.

وتقول لمراسلنا " كنت احرص دائما على توفير بيئة هادئة فترة الاختبارات، ورعاية أطفالي صحيًا وأحرص على تناول الإفطار لما له من دور في التركيز، ولا أنسى أطفالي من الدعاء في الصلاة".

أما مديرة مدرسة الكرامة سوسن كريم تؤكد أن النتائج هذا العام مميزة مقارنة بالأعوام الأخرى رغم كل الصعوبات التي مر بها الطلاب سواء الحرب أو انقطاع الكهرباء وفي ذلك رسالة واضحة على أن الطلاب لا تحدهم القيود، ويبذلون أقصى المجهودات لتحقيق النجاح.

من جانبه بين مدير عام القياس والتقويم والامتحانات بوزارة التربية والتعليم مروان شرف لمراسلنا على أن النتائج كانت مرضية وأعلى معدلات من الأعوام السابقة مثمنًا دور المعلمين في ترويض الطلاب.

وأكد شرف على أن الحروب والأحداث تعمل حافز وإرادة قوية لمتميز وإبداع بين الطلاب حتى لاحظنا انه رغم الظروف الصعبة وفقدان الغالي عليهم يحصدون نتائج مميزة.

وأردف شرف أنه رغم عدم تلقي المدرسين رواتب إلا أنهم لم يقصروا بحق الطلاب وكانوا معطاءين أكثر وهذه النتائج تثبت ذلك.