الاول من نوعه فى الشرق الاوسط:"مهندسون" يخترعون نظاما لحل ازمة الازدحام المرورى بغزة

الاول من نوعه فى الشرق الاوسط:"مهندسون" يخترعون نظاما لحل ازمة الازدحام المرورى بغزة
غزة -خاص  دنيا الوطن-اسامة الكحلوت
تولد ابداعات شباب قطاع غزة من قلب الازمات التى لا تنتهى بل تتزايد باستمرار، والتى انطلق من خلالها المهندسين نادر زقوت وعبدالله عنان وخالد سكيك وابراهيم عبد البارى، وجميعهم من طلبة جامعة الازهر بغزة بتخصص هندسة ميكاترونكس، نحو العالمية باختراع جديد يعتبر الاول من نوعه فى الشرق الاوسط ليحل ازمة الازدحام المرورى بغزة.

وانطلاقا من ازدحام الشوارع العامة بالسيارات المتواجدة على جوانب الطرق، اخترع المهندسين مشروع كراج سيارات ذكى لتخزين السيارات بشكل اوتوماتيكى ، من خلال توقف السيارة امام النظام ويقوم صاحب السيارة بطلب غرفة خاصة لسيارته، ومن ثم يتم ادخالها واصطفافها بشكل عامودى .

ويعمل هذا النظام بشكل دائرى يستوعب كل السيارات بداخله ويقوم بعملية تخزين عمودية لها، وأضاف زقوت " يوفر هذا النظام مساحة ارض كبيرة لتخزين السيارات بشكل عمودى، بوجوده على مساحة صغيرة لا تتعدى 30 متر مربع، وفى حال استيعاب اكثر من نظام على الدونم الواحد قد يستوعب عدد كبير من السيارات ".

ويعمل النظام على اجهزة خاصة ومواتير تستوعب داخل النظام ستة سيارات للنظام الواحد، فى حين قد تتسع سعة التخزين لـ 16 سيارة فى حال تم تجهيز النظام لذلك، ويكون التخزين بشكل عمودى لا يؤثر على مساحة الارض.

ويحل النظام مشاكل السير واصطفاف السيارات على جنبات الطريف بحسب حديث زقوت، وتابع" من الممكن ان يتم بناء ووضع هذا النظام  فى الاماكن المزدحة لاتاحة الطريق امام السيارات الاخرى ووضعه امام الابراج السكنية".

وشاهد زقوت خلال رحلته الى رومانيا قبل عدة اعوام نظام مشابه يتم استخدامه هناك بوضع السيارات بداخله وبسعة تخزين اكبر قد تصل الى 100 سيارة على مساحة صغيرة.

وعن الية عمل هذا النظام قال زميله سكيك لدنيا الوطن " يوجد فى النظام واجهة امان وتحكم عبر شاشة ذكية تتيح لصاحب السيارة اختيار الغرفة الفارغة ليقوم بوضع سيارته فيها بعد نزول الغرفة للبوابة الرئيسية، ويقوم بطلب سيارته عند الحاجة بالضغط على نفس الرقم، ويقوم النظام بمنح صاحب السيارة ورقة امان تتيح له طلب السيارة مرة اخرى".

واشار سكيك ان المشروع تم تصميمه من خلال برنامج متخصص بالرسم الهندسى وبتحليل القوى بوضع رقم تقريبى لاوزان السيارات، وتصميم كل غرفة حسب الوزن المناسب للسيارة بوزن 2 طن لكل سيارة، ويحمل النظام ما يقارب 15 طن من السيارات المتواجدة داخله بالاضافة لمنح قدرة تحمل اضافية.

اما زميله عنان تحدث عن بعض العوائق التى واجهتهم خلال تصميم هذا النظام قائلا" واجهتنا مشاكل كثيرة خلال فترة الانجاز منها عدم وجود حديد من مكونات المشروع، وقمنا بشراء كل المعدات بدون مساعدة من احد، واضطررنا لوضع قطع خشبية بديلة للحديد داخل النظام لعدم توفرها لنصل للنجاح المطلوب، والعمل لاكثر من ثلاثة اشهر فى حين وضعنا الخطة الاولية لانجازه خلال اسبوعين،وقمنا بصناعة اجهزة النظام يدويا بشكل كامل ".

واضاف عنان  ان النظام قد يعمل بنظام ربحى فى حال تم تصميمه كمشروع استثمارى، ويتم التعامل مع اصحاب السيارات من خلال ورقة خاصة تطبع له من النظام تحدد له المبلغ المطلوب منه او المتبقى له فى حال كان التسديد بشكل الى.

كما تصل تكلفة المشروع الى 30 الف دولار لانجازه ليتسع الى 6 سيارات، بتوفير مساحة ارض كبيرة واستخدام واجهته كلوحة اعلانية.

ولفت زميلهم عبد البارى انه يتمنى تمويل المشروع  والنظام لتصميمه داخل قطاع غزة للتخفيف من ازمة السير فى الشوارع، حيث تم استخدام انظمة مشابهة لنظامهم فى اوروبا لتخزين سياراتهم.

وتابع لدنيا الوطن " تنتج بعض الشركات الاوربية قطع هذا النظام وتورده لدول هناك لتجميعها واستخدام هذا النظام، واخترعنا هذا النظام بغزة من امكانيات بسيطة بامكانها حل اشكاليات كبيرة فى السير، كما قمنا بتطوير واضافة خصائص كثيرة عليه كوسائل الامان من الحرق والتلف، بالاضافة لدخول السيارات بكلمة سر خاصة بكل سيارة، ولا يتم السماح للسيارة بدخول الغرفة الخاصة فى حال تواجد اطفال بداخلها، وذلك من خلال وجود جهاز استشعار لتاكيد وجودها بشكل سليم وبدون مشاكل" .

وتزداد ازمة السير فى قطاع غزة يوما بعد يوم بعد ازدياد الكثافة السكانية وعدم تجهيز طرق جديدة تستوعب اعداد السيارات الكثيرة التى يتم ادخالها باستمرار للقطاع، فى حين ان القطاع بحاجة لمثل هذه المشاريع التى تحل ولو جزئيا مشكلة الازدحام المرورى .