بالصور : صناعة العود في نابلس ...

بالصور : صناعة العود في نابلس ...
رام الله - خاص دنيا الوطن - رحمة خالد
بانسجام وتناغم يعزف على سلطان الآلات، ويتابع إعداد عوده منذ ولادته حتى بث روح الموسيقى فيه ، فالأمل باتساع سوق الآلات الموسيقية  والاهتمام بها كباقي الدول  لا يزال رفيقا لعلي حسنين صانع الأعواد في مدينة نابلس .

فقد ترعرع علي حسنين 53 عاما في بيئة فنية كانت كفيلة بتعليمه العزف على العود منذ صغره فيقول "والدي درس الموسيقى في سوريا وتعلمت العزف على العود أثناء تدريبه بعض الطلبة في بيتنا"، ويتابع " عائلة والدي تشكل بيئة فنية كاملة، فجدتي تمتلك صوتا جميلا وجدي كتب كثيرا من الشعر وهو ما ساعدني على التوجه للموسيقى".

ومن الجدير ذكره أن العود يعتبر الآلة الأساسية في التخت الشرقي وهو ليس وليد هذا العصر بل تعددت الروايات حول ظهوره والتي أرجعته إحداهن للقرن السادس قبل الميلاد عبر العثور على مخطوطة بها سيدة تعزف على العود.

أما بداية مشوار حسنين في صنع العود كانت بمحاولته إصلاح عوده الذي صنع عام 1938 فيذكر حسنين " بحثت كثيرا عن مصلحي الأعواد في فلسطين لكنني لم أجد أحد، وحفاظا على العود أصلحته بنفسي بعد عناء طويل من البحث عن الخلل فيه وبذلك بدأت شيئا فشيئا بتصليح الأعواد " .

ولم تسير حياة حسنين على نفس الوتيرة الموسيقية حيث رفض والده مضيه في نفس المجال والوصول لمرحلة الصناعة بدعوى منه أنها لا تجلب لقمة العيش،  فيقول " أردت مواصلة مشواري مع العود لكن والدي رفض لأن هذه المهنة لا تسد احتياجات الحياة، فدرست التمريض لمدة عامين بالمستشفى الإنجيلي في نابلس، وعملت ممرضا بالسعودية منذ ال1928 حتى عام 1992".

ولم يلبث حسنين في مهنة التمريض طويلا لأن الحنين للعود بدأ يعاركه عام 1992 وعاد ذات العام إلى نابلس وفتح محلا لتصليح العود بالبلدة القديمة ، وبدأ يتردد إلى صانعي العود في مختلف البلدان مثل سوريا وتركيا ومصر والعراق وغيرها لتعلم صناعته، بالإضافة لدورات في بلجيكا وفرنسا.

أما صناعة العود ترتكز إلى الأخشاب المتنوعة مثل خشب الجوز والسيسم والأبانوس وغيرها التي تستورد من دول مختلفة، فيقول حسنين " الأخشاب هي الركيزة الأساسية في صناعة العود حيث تتكون القطعة المحدبة فيه من 15-17 ضلع من الخشب يتم نقعها بالمياه حتى يسهل تشكيلها على الجهاز الحراري".

ويعزي حسنين عدم استخدام الأخشاب المحلية في صنع العود أنها قطعت بطريقة لا تراعي اتجاه الألياف فيها والتي تعتمد عليها الموجة الصوتية أثناء العزف .

أما الوضع الاقتصادي بفلسطين لا يزال سببا رئيسا في عرقلة اتساع سوق الآلات الموسيقية وصناعته فيقول حسنين " الوضع الاقتصادي أحد أهم الأسباب لغياب صانعي العود وازدهار سوق الآلات الموسيقية حيث هناك نسبة كبيرة لديها ذوق فني وموسيقي لكن المادة هي الحاكمة في الوضع الراهن"، ويتابع " سأواصل العمل في هذه المهنة حتى آخر رمق لأنها بمثابة الروح للجسد".

فعلي حسنين  أمل مفعم بسمفونيات الموسيقا عله يصبح كمحمد فاضل العواد من العراق والذي يعد أفضل صانعي العود في الوطن العربي .