العودة إلى السجن ...

العودة إلى السجن ...
رفح – خاص دنيا الوطن – محمد جربوع

تصوير – عبد الرؤوف شعت

فتحت السلطات المصرية معبر رفح البري، أقصى جنوب قطاع غزة، صباح اليوم بشكل استثنائي وذلك باتجاه واحد لعودة العالقين فقط في الجانب المصري بعد إغلاق دام أكثر من 75 يومًا.

فالإغلاق المستمر والمتواصل لمعبر رفح خلف معاناة كبيرة للمواطنين الراغبين في السفر، معظمهم مرضى وطلبة وأصحاب إقامات وحاجات إنسانية مختلفة. 

رحلة شاقة


الحاج أبو نبيل شعت (77 عامًا) أحد العالقين الذين تمكنوا من العودة إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري، قال لـ مراسل "دنيا الوطن" :"كنت في رحلة علاجية في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومن ثم قدمت إلى جمهورية مصر للعودة إلى أسرتي في قطاع غزة؛ لكنني بقيت عالقاً في الجانب المصري لأكثر من 50 يومًا بسبب إغلاق معبر رفح."

وأضاف ويظهر على وجهه آثار مشقة السفر "الوضع مأساوي جدا، جرجت من غزة للعلاج في مستشفيات دولة الإمارات وتوقعت أن تأخذ فترة علاجي مدة شهر لكنني في الحقيقة بقيت عالقا لمدة تزيد عن ثلاثة أشهر وهذا أمر سيء خاصة أنني رجل مسن."

وتابع شعت بصوت يملئه الحزن والألم :"العالقين في الجانب المصري عانوا ويلات إغلاق المعبر ونفذت أموالهم بعد طول مدة إغلاقه ومنهم أصبح ينام في الأماكن العامة لعدم مقدرته على استئجار بيت بسبب نفاذ أموالهم." 

ومضي بالقول "يجب علي قادتنا الوقوف في صف واحد لوضع حد لتلك الأزمات الملقاة على عاتق المواطن فقط، فنحن عانينا خلال رحلة سفرنا واصفاً اياها بـ (الرحلة الشاقة المحفوفة بالمخاطر)."


وطالب شعت قادة الشعب الفلسطيني بضرورة التوحد من أجل حل جميع الخلافات وتخطي الأزمات التي تفاقم معاناة أبناء شعبنا الذين يعانون ويلات الحصار منذ أكثر من ثمانية أعوام.

467 عالق عاد فقط ..!

وقالت وزارة الداخلية عبر الفيسبوك: "احصائية العمل على ‫#‏معبر_رفح‬ البري اليوم الثلاثاء 26/5/2015 أمام حركة وصول العالقين .
- تم اغلاق البوابة المصرية للمعبر الساعة 10:00مساء .
- وصول "467" مسافر عالق الى الصالة الفلسطينية من المعبر .
- وصول "40" شخص من مرحلين السجون الى الصالة الفلسطينية من المعبر ."

وقال أبو صبحة على صفحته على مواصل التواصل الاجتماعي "فيس بوك" إنه "حتى الآن من تمكن من العودة إلى قطاع غزة فقط 171 شخصا والسبب أن شبكة الحاسوب في الجانب المصري لا تعمل".

وأوضح أنه من المتوقع نوم المئات من المسافرين في الصالة المصرية من العبر بانتظار عمله يوم غد، منبها إلى أن "كارثة" كانت ستلحق بالمسافرين بسبب تعطل شبكة الحواسيب حال كان تم فتحه في كلا الاتجاهين.

غير مجدي

ومن جانبه أوضح مدير معبر رفح خالد الشاعر لـ مراسل "دنيا الوطن" أن "فتح المعبر باتجاه واحد هو أمر غير مجدى بالتزامن مع الأعداد الكبيرة من المسافرين المسجلين لدي هيئة المعابر والحدود والتي وصلت عددهم إلى أكثر من 15000 ألف مسجل." 

وأضاف " لا يمكن أن تحل أزمة المواطنين الراغبين في السفر بفتح المعبر باتجاه واحد، فلا بد من فتح المعبر في كلا الاتجاهين أمام حركة المسافرين من وإلى قطاع غزة."

وكشف الشاعر عن علاقة هيئته مع الجانب المصري واصفا إياها بالعلاقة الجيدة حيث تم التواصل معنا وإبلاغنا بفتح المعبر لمدة يومين باتجاه واحد لعودة العالقين. 

وأشار إلى أن هناك العديد من المرضى الذين يعانون من أمراض خطيرة ومزمنة ينتظرون فتح المعبر في كلا الاتجاهين كي يتمكنوا من السفر للعلاج بالخارج. 

وبين الشاعر أن عدد المسجلين للسفر من الحالات الأكثر حاجة للسفر وصل إلى أكثر من 15000 مسجل، منهم 3000 مريض نصفهم مرضى سرطان، وأكثر من 2500 طالب سيفقدون مستقبلهم التعليمي، وعدد من الزوجات العالقات تقطعت بهن السبل مما أدى لتشتت عائلاتهن، بالإضافة إلى من فقد مستقبله بانتهاء إقامته.
 

وطالب السلطات المصرية بالعمل على تخفيف من معاناة المواطنين بفتح معبر رفح بكلا الاتجاهين لإنقاذ حياة المرضى وكي يتسنى لجميع المواطنين ممارسة حياتهم بشكل طبيعي.

ويشار إلى أن السلطات المصرية أعلنت أول أمس عن فتح معبر رفح يومي الثلاثاء والأربعاء بشكل استثنائي لعودة العالقين في الجانب المصري.