جامعة بيت لحم تعقد منتدياً تشاورياً حول تطوير تعليم التمريض في فلسطين

جامعة بيت لحم تعقد منتدياً تشاورياً حول تطوير تعليم التمريض في فلسطين
رام الله - دنيا الوطن
انطلاقا من أهمية تطوير مهنة التمريض في فلسطين وتماشيا مع خطتها التنموية الشاملة عقدت جامعة بيت لحم بالتعاون مع وزارة الصحة الفلسطينية ومنظمة الصحة العالمية المنتدى التشاوري الأول من نوعه في فلسطين حول تطوير تعليم التمريض في فلسطين.

وقد حضر المنتدى الدكتور محمد رزق مدير مديرية صحة بيت لحم والدكتورة أمل أبو عوض نائب مدير عام التعليم الصحي في وزارة الصحة الفلسطينية ممثلين عن الوزارة، بالإضافة الى ممثلين عن منظمة الصحة العالمية وعدد من المستشفيات والمؤسسات التعليمية التي تمنح شهادات في التمريض.

وقد ادار المنتدى كريس فيزاندير مستشار نائب الرئيس الأعلى لجامعة بيت لحم، الذي افتتح المنتدى بعرض سريع للبرنامج  والية العمل في المنتدى.  وقد افتتح المنتدى بالنشيد الوطني الفلسطيني ثم كلمة تقديمية من عميدة كلية التمريض والعلوم الصحية في جامعة بيت لحم مريم عوض تحدثت فيها عن أهمية عقد هذا المنتدى في الجامعة وأهمية تطوير تعليم التمريض وتطوير الكوادر التمريضية لتصبح قادرة على مواجهة التحديات والمسؤوليات بمسؤولية عالية. 

ثم تلاها الأخ الدكتور بيتر براي نائب الرئيس الأعلى للجامعة والذي أوضح ان هذا المنتدى يأتي ضمن خطة الجامعة الاستراتيجية التنموية.  وقال براي "لقد قامت الجامعة بتنظيم لقاءات سابقة لتطوير مناهج كلية العلوم ومعهد ادارة الفنادق والان جاء دور كلية التمريض، فنحن بصدد تطوير مناهجها لتوائم التطور العلمي الحاصل حتى يخرج الطلاب جاهزين بشكل افضل للعمل في الميدان، ويقدمون خدمة أفضل للمرضى."

وقد قسم المنتدى الى ثلاث محاور رئيسية قدمها كل من الدكتورة أمل أبو عوض والدكتورة اسماء الامام والدكتورة رند سلمان ثم عقبت عليها عميدة كلية التمريض في جامعة بيت لحم مريم عوض.  وقد دار نقاش بعد جميع المداخلات اداره الدكتور جميل خضر عميد البحث العلمي في جامعة بيت لحم وشارك فيه كمتحدثين للرد على المداخلات عدد من اعضاء الطاقم التدريسي في كلية التمريض والعلوم الصحية في جامعة بيت لحم.

وفي مداخلتها عرضت الدكتورة أمل أبو عوض المعايير الاكاديمية الجديدة لدراسة التمريض ومعايير الجودة التي وضعتها وزارتي الصحة والتعليم العالي بهدف النهوض في قطاع تعليم التمريض.  ومن ميزات هذه الاستراتيجية تطوير العاملين في قطاع العلوم الصحية حيث سيتم الزامهم بأخذ دورات تدريبية لتطوير مهاراتهم.  كما ستركز الاستراتيجية الجديدة بحسب أبو عوض على التعليم الذي يتمركز حول الطالب وليس المعلم.  كما طرحت الدكتورة أبو عوض عدداً من الخطوات التي ستقوم بها الوزارة لتنسجم مع أحدث الاساليب التي تبنتها منظمة الصحة العالمية في العلوم الصحية.

ومن جهتها تحدثت الدكتورة اسمى الامام الاستاذ المشارك ومنسقة برنامج الماجستير في السياسات والادارة الصحية في جامعة القدس عن اولويات تعليم التمريض في فلسطين.  حيث عرضت دراسة قامت بها وزارة الصحة ونقابة الممرضين بالتعاون مع كاريتاس بيت لحم شملت 16 مؤسسة اكاديمية و17 مؤسسة من مقدمي الخدمات الطبية الرئيسية في الضفة الغربية.  تناولت  الدراسة بشكل خاص الى أولويات تعليم التمريض في فلسطين اجريت في العام 2015.  وقد بينت نتائج الدراسة ان عدد خريجي التمريض يفوق حاجة السوق.  لذلك هنالك حاجة ملحة لإعادة تقييم الوضع بالنسبة للتخصصات التي تقدمها المؤسسات الاكاديمية.

وبعد جولة اخرى من النقاش واستراحة قصيرة عاد المنتدى ليلتئم للاستماع الى نظرة منظمة الصحة العالمية والتي مثلتها الدكتورة رند سلمان مديرة المعهد الوطني الفلسطيني للصحة العامة.  وقد تحدثت سلمان عن تعليم التمريض في فلسطين من منظور المنظمة العالمية.  واعتبرت سلمان ان الممرضين هم في الخطوط الامامية للخدمات الطبية.

ثم تحدثت مريم عوض عميدة كلية التمريض والعلوم الصحية في الجامعة عن مستقبل تعليم التمريض في فلسطين والتحديات التي يواجهها. وتحدثت عوض عن مشكلة كون معظم العاملين في قطاع التمريض بانهم إناث وان اللوم يقع عليها عند حدوث أخطاء في معظم الحالات بسبب ذلك والذي هو انعكاس من المجتمع المحيط.

كما عرجت عوض على اساليب التدريس والمناهج التي تدرس واصفة اياها بالبالية وانه وجب تغييرها لتوائم تطور العلم في هذا المجال على مستوى العالم.  وقد نوهت عوض الى ان جامعة بيت لحم بدأت منذ فترة بتحويل مناهجها ليكون تركيزها على الطلاب اكثر من المعلم، بمعنى ان الطالب يساهم بشكل فعال في تعليم نفسه بإشراف المعلم.  كما اشارت الى ادخال التكنولوجيا الحديثة في التعليم كاستخدام اللوح التفاعلي في برنامج العلاج الوظيفي.

وأشارت عوض الى دورات التدريبية التي توفرها الجامعة من خلال معهد الكاردينال مارتيني للقيادة في جامعة بيت لحم حيث تساعد هذه الدورات الطلبة الجدد على تعلم بعض المهارات اللازمة للقيادة واساليب تقديم المحاضرات والدارة النقاش مما يساعد الطلاب على التعبير عن انفسهم بسهولة والقضاء على عقدة الخجل الزائد التي يواجهها العديد من الطلبة في خاصة في بداية حياتهم الدراسية.

كما أعلنت مريم عوض عن ان جامعة بيت لحم تحضر للبدء باستخدام مختبر المحاكاة والذي سيوفر للطلبة فرصة التدريب على دمى متطورة جدا تصدر ردات افعال مدروسة عند محاكاة علاجها مما يسهل على الطلبة معرفة اخطائهم بدل التدريب على المرضى في فترة التدريب.

وقد اوصت عوض بالتعاون على مختلف المستويات.  التعاون بين الجامعات من جهة وبين الجامعات ومزودي الخدمات الطبية والحكومة من جهة أخرى لمنع التكرار وتحسين الاداء في تعليم العلوم الصحية بشكل عام والذي ينعكس بشكل أكيد على المجتمع ككل.  كما دعت عوض الى تعزيز دور النقابة في توفير المعلومات الحديثة للممرضين من أجل ابقاءهم متابعين للتطور مما ينعكس على اداءهم.