"قاطنو الكرافانات" يعيشون في أفران صيفاً وثلاجات شتاءً .. والمعاناة مستمرة ..!

"قاطنو الكرافانات" يعيشون في أفران صيفاً وثلاجات شتاءً .. والمعاناة مستمرة ..!
خان يونس- خاص دنيا الوطن- محمد جربوع 

يُعاني قاطني منطقة الكرفانات التي أقيمت شرقي محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة للمواطنين الذين دمرت منازلهم أثناء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة صيف العام الماضي، من الحرارة المرتفعة بسبب موجة الحر التي ضربت البلاد اليوم.

 وتتأثر فلسطين حسب مواقع الأرصاد الجوية بموجة حر مبكرة ترتفع خلالها درجات الحرارة عن معدلاتها بشكل كبير وتسود أجواء حارة إلى شديدة الحرارة في كافة المناطق، ويستمر تأثيرها لمدة أربعة أيام على الأقل، بحيث ترتفع درجات الحرارة خلال موجة الحر عن معدلاتها بأكثر من 10 درجات مئوية.

معاناة لا تنتهي

يَجلس المسن أبو محمد النجار (53عاما) أحد قاطني الكرفانات في بلدة خزاعة التي تعرضت لوابل من حمم المقاتلات الإسرائيلية خلال العدوان الأخير علي غزة، تحت شجرة هو وأفراد أسرته المكونة من (9 أشخاص) يستظلون بها بسبب عدم مقدرتهم على تحمل الأجواء الحارة داخل الكرفانات.  

وقال لـ مراسل "دنيا الوطن" وجبينه يمتلئ بالعرق من شدة الحرارة :" لم نستطع الجلوس داخل الكرفان بسبب الحرارة المرتفعة داخله، أطفالى غير قادرين على تحمل الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة."

وأوضح النجار أنه شعر بالخوف على حياة أطفاله الصغار بعد أن أصبحت حرارة أجسادهم مرتفعة بدرجة كبيرة، فقام بإخلاء الكرفان كباقي سكان حي الكرفانات. 

وتابع :"على الرغم من الاحتياطات التي قام بها، من خلال شراء عدد من المراوح الهوائية للتخفيف قدر الإمكان من الحرارة المرتفعة لكنه لم ينجح في ذلك، بسبب الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة فهذا فاقم الأوضاع المعيشية لسكان هذه الكرفانات."

 وأشار النجار إلى أن أصحاب الكرفانات عانوا طوال الشتاء من البرد القارص ودخول مياه الأمطار إلآ داخل الكرفانات والآن يعانون من ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير."

وتصنع الكرفانات من مادة حديدية وألواح الزينكو التي تمتص الحرارة بسرعة فائقة، ولا يوجد بها ألواح عازلة للحرارة لذلك تسبب في خلق أزمة لقاطنيها. 

تجاهل مستمر

ولا يتختلف حال النجار عن حال جاره سعيد قديح (45 عامًا) الذي وضع على رأسه قطعة من القماش مبللة بالماء علها تخفف عنه بعض من دراجات الحرارة المرتفعة والمنبعثة من أشعة الشمس الحارقة. 

وأردف قائلا :"منذ انتهاء العدوان الإسرائيلي علي غزة ونحن نناشد المؤسسات الدولية والجهات المختصة أن تنظر إلينا بعين الاعتبار وتعمل من أجل إنهاء معاناتنا التي تتفاقم بشكل يومي، لكن لم نجد أحد ينظر إلي همومنا ويقف علي حجم معاناتنا بشكل جدي، لذلك وصلنا إلي ما نحن عليه الآن." 

واستطرد قديح أن هذه الكرافانات ليس بديلا عن بيوتنا التي دمرها الاحتلال الإسرائيلي فهذه لا لم تحمينا من البرد القارص في الشتاء ولا تقينا من الحرارة المرتفعة في فصل الصيف، منوهًا إلي أنهم يعانون بشكل كبير داخل هذه الكرفانات نظرا لضيقها وعدم تصنيعا بشكل جيد. 

وناشد الجهات المسئولة وحكومة الوفاق الوطني بضرورة وضع حل  لمعاناة قاطني الكرفانات  الذين تتفاقم معناتهم يوميا.