نتنياهو،،والكتل الإستيطانية وحدودها

نتنياهو،،والكتل الإستيطانية وحدودها
آمال أبو خديجة
من يتجول في أراضي الضفة الغربية والقدس المحتلة تشده الأنظاار لقمم الجبال وأودية السهول وما تربع عليها من بنيان مرصوص يلف الأرض الفلسطينية وينهب خيراتها ويقطع أوصالها كوحش إستلهم ضحيته فانقض عليها يأكل أعضاءها كل يوم دون أن يبالي أن لا حق له فيها وأن لا ضمير إنساني يوقفه .

وحش الإستيطان الممتد ملء ناظريك حتى تستشعر في كل لحظة أنك مغصوب في حقك من غرباء الأرض جاءوا يسرقوا لقمة عيشك ولحاف بيتك وبسمة أملك، يأخذون أنفاسك وزرعك ليبقوا لك العظام في جسدك تذوب من شدة القهر والمعاناة والنضال من أجل إسترداد ما تستحق .
يأتي اليوم رأس الوحش معبرا عن كرمه الزائف مدّعيا مد يد السلام من جديد والنية الإنسانية الزائفة كي تعيش بعض من كرامتك ، يدّعي أن لا بأس أن نتفاوض على حدود تلك المستوطنات القاتلة لهذا الشعب المعذب منذ نكبته الأولى وما يمكن أن يضمه لكيانه منها وما يمكن أن يوسعها عليها .

أي حدود يتحدث عنها وهو في الأصل لا يملك شرعية وحق الوجود فيها، وهو مغتصبا لما لا يستحقه ،أم هو التغابي السياسي أو اللعب في العقول وإستخفاف النفوس أم هو التحايل والتلاعب لتبرير المواقف أم إظهار صورة مزورة للعالم تحمل معنى السلام في النيات الباطلة ، أم هو أخذ مزيد من مضيعة الوقت والتلاعب في أعصاب الفلسطيني .

نحن لا نريد أنصاف الحلول ولا قطعة مقسومة لأجزاء متفرقة ولا أوهام تباع لا تحقق لسنوات ، نحن لا نريد من يملي علينا ما نستحقه من حقوقنا وما يحق له أن يسلبه عنوة منا، نحن لا نريد من يقسم لنا الحدود ويعطينا الهباء .
نحن نريد منك الرحيل عن الأرض التي دنست حصاها وشربت ماءها ولوثت تربتها ، نريدك أن تقلع رؤوس الأستيطان من أمام أعيننا لنري زيتوننا ورُماننا يُزهر قمم الجبال ، نريد أن تنظف أوساخك وتخرج معها بلا عودة ولا عدوان .
أوسلوا ما زالت بعد عشرين عاما محنطة لم تطبق على أرض الواقع إلا بما رأيت أن فيه أمنك وراحتك وما كان للفلسطيني فيه خيراً تعاميت عنه وعززت ما يؤدي لسلب حرية الإنسان والأرض الفلسطينية .
أوسلوا كان من المفروض أن تطبق رغم سلبياتها العديدة فتعيد لنا من أرضنا حدود ( 67 ) خالية من المستوطنات الظالمة ومن جدار قتل وحدتها ، تعطي للفلسطيني حرية الحركة والتنقل في داخل دولته المحدودة دون أن نجد حواجز عسكرية ولا جدار يلف الأرض ويقتلع حياتها ويدمر وصل المجتمع الفلسطيني .
أوسلوا كان من المفروض أن تعطي حق القرار في مصيرنا وفي أمننا وفي ترتيب بيتنا دون ضغوط مادية وسياسة لأجل سلب ما تشاء ، كان من الواجب أن تعطينا نصف القدس بشرقها لا أن نحرم من الدخول إليها وتزين سورها بمزيد من إستيطان وسلب لمقداستها .

أوسلوا كان من المفروض أن لا تبقي لنا أسيرا واحدا في سجونكم الظالمة وأن لا تملك حق الإعتقال لأي من أبنائنا ولا أن تدخل إلى حدودنا تدمر وتحاصر ما تشاء وتسلب ما تريد من حقوقنا ، لكن سجونك ملئت مزيد بأسرانا الأبطال ، واستبحت مزيدا حرمة أرضنا ففي أي وقت تأخذ منا ما تشاء دون مراعاة لإتفاقيات ولا مواثيق فكل شئ في شريعتك يستباح .

فأي حدود تنوي الآن أن تفاوض عليها وهل بقي لنا من حدود نمتد عليها ونخرج من كنتوناتنا التي صنعتها لنا وحجزتنا في قضبانها لا نملك حرية الحركة والتنقل داخل بيتنا وسلبت الزيتون و جففت القمح والزعتر .

يكفي تغابي علينا ويكفي إستغلال لمصيرنا وحقوقنا لأجل تحقيق مزيد من مصالح كيانكم وكسب ثقة العالم بكم وأنتم في الأصل لا مكان لكم هنا والأرض لنا والزيتون سيبقى ما بقينا .