الخيانة الزوجية على مواقع التواصل الاجتماعي : رأي الدين والطب النفسي ! .. فيديو

الخيانة الزوجية على مواقع التواصل الاجتماعي : رأي الدين والطب النفسي ! .. فيديو
غزة - خاص دنيا الوطن-من أمنية أبو الخير
تطور هائل في المنظومة التكنولوجية ومواقع التواصل الإجتماعي اكتسح العالم بأسره، ليغيّر موازين الحياة ويحول العالم إلى قريةٍ صغيرة بكل بساطة وسهولة, وكما أنّ العولمةَ تُصدّر التقنية فإنها أيضاً تُصدّر الأزمات, فكما حَمل هذا التطوّر في جعبته من إيجابيات حمل أيضا الكثير من السلبيات خاصة في تلك المجتمعات الشرقية المنغلقة على ذاتها والتي لا تحمل ثقافة ذلك التطور، وطرق التعامل معه.

الخيانة الزوجية على مواقع التواصل الاجتماعي، هي إحدى تلك السلبيات التي يعاني منها العالم أجمع, والتي جاءت مع التطور الهائل للتكنولوجيا؛ لتعطي الزوج الخائن أو الزوجة الخائنة وسائل حديثة وذكية لممارسة أفعالهم وخياناتهم بغطاءٍ وسرية تامة، فكل شئ يحدث في غرف صغيرة تسمى بغرف الدردشة الخاصة، او عبر كاميرات تريك ما تريد دون أي تعب أو عناء.

إحصائيات حديثة لبعض الدول الغربية كانت صادمة،  فدراسة لمحامين بريطانيين أظهرت أن واحدة من كل سبع حالات طلاق سببها فيس بوك وتويتر، وأكّدت دراسة أخرى أعدّتها مؤسسة لندنية تسمى "مؤشر الانترنت العالمي" على برنامج واحد فقط وهو "تيندر" لتسهيل لقاءات أشخاص يبحثون عن شركاء فاكتشفوا أن 30 % من الباحثين عن علاقات على هذا البرنامج متزوجون من الأصل، ودراسة أخرى تعلن أن 65 % ممن أقاموا علاقات افتراضية عبر الانترنت حاولوا الالتقاء بالطرف الآخر واقعيا. 

أما بالنسبة لقطاع غزة فآخر الإحصائيات أعلنتها شركة الاتصالات الفلسطينية والتي أظهرت أن 42.2% من سكان قطاع غزة لديهم خدمة انترنت في البيت، وأن 75% من أفراد الأسرة يستخدمونه لمواقع التواصل الاجتماعي بغرض التعارف، وأن 76.5 % يستخدمونها بغرض الألعاب والتسلية و62.0 % بغرض الإتصال الهاتفي في فلسطين للعام 2014.

هذه الإحصائيات الكبيرة لقطاعٍ يعاني من حصار مطبق منذ أكثر من تسع سنوات، بالإضافة إلى وضع إقتصادي ونفسي متردي، هذا عدا عن كونه مجتمع محافظ ومنغلق على ذاته، تحكمه مجموعة من القيم والعادات والتقاليد المقيِّدة والضاغطة بشكل أو بأخر، كل تلك الظروف مجتمعة دفعت الكثير من الغزيين للتعامل مع مواقع التواصل الإجتماعي بشكل سلبي وضار.

الشاب (ن . د) من قطاع غزة متزوج منذ عامين ونصف فقط ولديه طفل لم يبلغ عامه الأول بعد، ومع ذلك لديه الكثير من الصديقات على مواقع التواصل الاجتماعي ويراسلهم بشكل دائم وبعلم زوجته، هذا عدا عن ارتباطه بعلاقة خاصة بفتاة أمريكية الجنسية وقد وصل الأمر بينهما للتفكير الجدي من قِبَله بالارتباط بها يوماً ما واتخاذها كزوجة ثانية له على حد قوله.

اعترف (ن) لدنيا الوطن قائلا: "بدأ الموضوع كصداقة على موقع الفيس بوك، ومع مرور الوقت تحول الأمر إلى اعتياد واهتمام بشكل كبير إلى أن انتهى الأمر بعلاقة حب تربطنا وهي تعلم أنني متزوج وعندي طفل، وزوجتي تعرفها ولكن لا تعرف طبيعة العلاقة التي تربطنا، تعتقد أن الأمر مجرد صداقة ".

وأكد الشاب الغزي أن أغلب أصدقائه المتزوجين يعيشون قصص مشابهة، ويقيمون علاقات خارج إطار حياتهم الزوجية مع اختلاف الدافع، وأن توافر وسائل التواصل الاجتماعي بهذا الشكل وسهولة استخدامها ورخص ثمنها هي من أكثر الأمور التي شجعتهم على بناء تلك العلاقات.

تواصلت "دنيا الوطن" مع الأخصائي الاجتماعي والنفسي الدكتور فضل أبو هين للوقوف على أبعاد الموضوع في قطاع غزة ونسبة انتشاره ليوضح لنا أنه لا يوجد أي احصائيات أو دراسات حول الموضوع نظراً لكونه موضوع حساس ومرتبط بعمق العائلة والأسرة.  

ويضيف الدكتور أبو الهين أن هناك علاقة واضحة وجليّة بين مواقع التواصل الاجتماعي والعلاقات التي تقام خارج إطار الزواج، وأن انتشار هذة المواقع ورخص ثمنها من أكثر الامور المشجعة لاستخدامها سواء بالإيجاب أو بالسلب, ومن يحدد طبيعة الاستخدام هذا هو الإنسان نفسه.
 
ويردف الدكتور فضل قائلاً: "في عيادتي الآن يوجد حالتين أدت بهم مواقع التواصل الاجتماعي إلى خيانة أزواجهن وانتهى الأمر بالطلاق، على سبيل الذكر وليس الحصر وفي حقيقة الأمر يوجد عشرات الآلاف من الحالات ولكن لا يوجد جرأة للتحدث عن الأمر، ومن يأتي لنا يأتي بعد وقوع الطلاق".

وأكد الدكتور الاجتماعي فضل أبو الهين لـ "دنيا الوطن" أن الحالة النفسية التي يعيشها الانسان هي التي تؤدي به إلى الخطأ وإقامة علاقات مع أشخاص وهميين على مواقع التواصل الاجتماعي, والفراغ العاطفي وفتور العلاقة الزوجية هي أهم تلك الحالات النفسية والمزاجية.

السيدة (م) 35 عاماً من قطاع غزة، يعمل زوجها لساعات طويلة ولا يعود إلى البيت الا لتناول طعامه والنوم ثم الخروج مرة أخرى للاتقاء بأصدقائه، هذا التغيب الطويل عن البيت وشعورها بالفتور العاطفي والإهمال من قبل زوجها دفعها للدخول في دوامة الأسئلة والبحث عن الأسباب.  

أوضحت (م) لدنيا الوطن "كنت أسئل حالي طول الوقت  أنا مش حلوة في عينه! بطّل يحبني! بحب بنت معاه في الشغل عشان هيك بطّل يهتم فيا ! ممكن عشان أنا ما جبت أطفال! وبقيت في هذا الوضع الى أنا أنشئت حساب فيس بوك لاشغال وقتي ".

سيدة تعاني من الملل والفراغ وغياب لأي دور للزوج بالإضافة لشعورها بالنقص والحرمان وعطشها لأي كلمة تُشعرها أنها أنثى وجميلة ومرغوبة أدى بها كل ذلك إلى التعرف على شاب استمع إلى مشاكلها في البداية ثم تطور الأمر بينهم ليأخذ دور زوجها ويعوضها عن كل ما تريد. 

انتهت حياة تلك الزوجة بمجرد اكتشاف زوجها لخيانتها هذه، وقام بتطليقها دون البحث عن أسباب الخيانة معها، وما إن علم ذلك الشاب عن تلك المشاكل والطلاق أغلق حسابه فوراً واختفى من حياتها، خوفاً من أن يتحمل مسؤوليتها أو تطلب منه الزواج على حد قولها.

"استغلال مواقع التواصل الاجتماعي لإقامة علاقات خارج إطار الزواج مع أشخاص لا علاقة شرعية تربطهم, حرام شرعاً وتشنيع وتقطيع أرحام" هكذا بدأ فضيلة الشيخ الدكتور صادق قنديل حديثة معنا.  

وأضاف فضيلة الشيخ قنديل أن الحل الأمثل في ظل التزايد الهائل والمستمر في هذه البرامج ومواقع التواصل الاجتماعي هو مراقبة الزوج لحساب زوجته وبناته، وجلوس الزوجة بالقرب من زوجها أثناء استخدامه لتلك المواقع.  

وشدد الدكتور قنديل على ضرورة إشباع كلا الزوجين لرغبات بعضهم سواء الجسدية أو العاطفية، وأن تُغني الزوجة زوجها من اللجوء إلى أي وسائل أخرى أو علاقات خارجية، لأن الفراغ العاطفي والرغبة غير المشبعة هي الأسباب الرئيسية التي تدفع أحد الزوجين إلى خيانة الأخر.  

ونصحَ فضيلة الشيخ صادق قنديل الأزواج في حالة أكتشف أحد الزوجين خيانة الأخر عبر مواقع التواصل الإجتماعي أن لا يبدأ من النهاية أي من الطلاق فهناك إجراءات مسبقة كإغلاق الحساب والمتابعة الدقيقة والحديث المستمر بالإضافة للبحث في الأسباب التي دفعت أحدهم للخيانة.  

ولمعرفة رأي الشارع الغزي بالخيانة الزوجية على مواقع التواصل الاجتماعي التقت دنيا الوطن بالعديد من المواطنين المتزوجيين للحديث معهم عن حياتهم وتجاربهم الخاصة ورأيهم في تلك المواقع واستخدامهم لها فكانت النتيجة التالية.