الكرت الأحمر يتحول إلى اللون الأسود في وجه إسرائيل ..!!

الكرت الأحمر يتحول إلى اللون الأسود في وجه إسرائيل ..!!
بقلم/ عاهد عوني فروانة

قد يكون من الصعب ان يحظى القرار الفلسطيني المقدم الى الاتحاد الدولي لكرة القدم لطرد اسرائيل من الفيفا نتيجة ممارساتها العدوانية بحق الرياضة الفلسطينية بالموافقة نتيجة حاجته الى ثلثي أصوات كونجرس الفيفا البالغ عددهم أكثر من 200 اتحادا، إلا ان الصحف الاسرائيلية تناولت الموضوع باستفاضة، مما يدلل على مدى اهمية هذا المشروع وما احدثه من حراك على الساحة الرياضية العالمية ووصل الى الجانب السياسي، وذلك لأن الممارسات التي تقوم بها دولة الاحتلال بحق الرياضة الفلسطينية واستخفافها بالقانون الدولي في هذا المجال ناتج عن قرار سياسي وامني اسرائيلي يعيق تنقل اللاعبين ويحرمهم من المشاركات الدولية، إلى جانب استهداف عدد كبير من الرياضيين ومنشآتهم الرياضية واعتقال عدد آخر، بالإضافة الى السماح لأربع فريق تتبع للمستوطنات المقامة على اراضي الضفة الغربية بالمشاركة في البطولات الرياضية داخل دولة الاحتلال.

وفي هذا الصدد يقول الكاتب الاسرائيلي ران ايدليست في صحيفة معاريف بمقاله تحت عنوان "بطاقة سوداء في وجه اسرائيل": "في نهاية هذا الشهر من المتوقع أن يقوم «الفيفا»، اتحاد كرة القدم العالمي، باتخاذ قرار حول فرض عقوبات على دولة إسرائيل بسبب إساءة معاملتها للاعبي كرة القدم الفلسطينيين، خاصة الذين لم تسمح لهم بالخروج من غزة... توجد لديّ فكرة واضحة هي كيف كنت أريد أن أرى نتائج التصويت: العقوبات. هذه هي الطريقة الصحيحة لتعليم المؤسسات، المتوقع منها أن تخترق الحلقة القومية الضيقة لصالح الإنساني العام وأن نكون الاوائل الذين يعارضون مقاطعة الرياضيين – الامر الذي لم يحدث. هذا فقط سبب واحد جيد من اجل محاولة توضيح ليس فقط للمؤيدين واللاعبين والموظفين، ولكن ايضا للجمهور الاسرائيلي كله، أن منع النشاطات الرياضية من جانب اسرائيل يضر ايضا بالرياضيين الإسرائيليين".

ويتابع ايدليست وهو يلوم رئيس اتحاد الكرة الاسرائيلي عوفر عيني: " إن صمت الاتحاد هو محاولة لا تقل فظاظة عن تجاهل عامل السياسة الاسرائيلية في الرياضة الفلسطينية. «لا نتدخل في الاعتبارات الامنية»، أضاف عيني، وكان على حق. هذا بالضبط هو السبب أن «الفيفا» طُلب منه التدخل، ويقول الرجوب لهم في محادثة ما «الكرة في ملعب نتنياهو، اذا طردوكم فعليكم اتهام أنفسكم، وعليكم التعامل مع هذه القضية».

ويوضح ايدليست مظاهر العنصرية التي وصلت اليها الرياضة في اسرائيل من خلال تسليطه الضوء على نادي بيتار القدس المعروف بعنصريته الفظة تجاه العرب، ويقول: "خوفا من أن يقوم «الفيفا» بعمل ما عليه عمله، ومقاطعة كرة القدم الاسرائيلية، فقد تمت محاكمة بيتار القدس بعد مباراته مع فريق بلدية كريات شمونة. في الدقيقة الـ 83 سجل احمد عابد هدفا وأشار بإصبعه إلى فمه لمشجعي بيتار. كان رد مشجعي بيتار عاصفة من الشتائم المعروفة بقوة لم يسبق لها مثيل. كل من شاهد المباراة عليه المطالبة ليس فقط بالعقوبات المعروفة وهي تقليص نقاط وما أشبه.. هذا مجرد بطاقة حمراء، هنا يجب اعطاء بطاقة سوداء. شيء اكثر دراماتيكية. هذا لا يخص عائلة بيتار وحدها، تنظيم مشجعيها، بل يخص كرة القدم الاسرائيلية التي تعيش بسلام مع ظاهرة بيتار منذ سنوات".

اما براك رابيد فكشف في مقاله بصحيفة هارتس تحت عنوان: "إسرائيل تنتقل إلى الهجوم بعد التحرك الفلسطيني في الفيفا".. التحركات التي تقوم بها دولة الاحتلال من اجل منع التصويت على القرار، حيث "تدير وزارة الخارجية الاسرائيلية في الاسابيع الاخيرة حملة سياسية على مستوى العالم في محاولة احباط عملية فلسطينية لتجميد عضوية اسرائيل في الاتحاد الدولي لكرة القدم- الفيفا. محادثات مع وزراء الرياضة ورؤساء اتحادات كرة قدم في اكثر من مئة دولة، معلومات تجرم لاعبي كرة القدم الفلسطينيين، والتي تتهمهم بالمشاركة في الارهاب وحملة "تشهير" ضد رئيس اتحاد كرة القدم الفلسطيني جبريل الرجوب، هي فقط جزء من هذه الحملة".

ويتابع: "في 31 اذار عقد مدير عام وزارة الخارجية نسيم بن شطريت جلسة حضرها عديد من المشاركين ومنهم رئيس اتحاد كرة القدم الاسرائيلي عوفر عيني، ومندوبين عن منسق الاعمال في المناطق وجهات اخرى، وذلك من اجل الاعداد لإحباط الخطوة الفلسطينية او النجاح في التصويت اذا فشلت كل الجهود لمنعها. في نهاية النقاش ارسلت برقية سرية الى سفراء اسرائيل في شتى ارجاء العالم واعلن بها عن "التجنيد الكامل لكل الممثليات". وطلب من الدبلوماسيين الاسرائيليين "لاستغلال علاقاتهم وقدراتهم الشخصية والمهنية" من اجل احباط هذا المسعى".

ويحاول رابيد ان ينحو الى الجهة الشخصية في القرار الفلسطيني من خلال التأكيد على ان "الرجوب يقوم بتحريك هذه العملية من خلال دوافع سياسية داخلية، ليس لها علاقة مطلقا بكرة القدم، بالنسبة للرجوب فان كل موضوع كرة القدم هو مجرد منبر سياسي.. وفي اطار الجهود لإحباط المسعى الفلسطيني في الفيفا اعدت وثيقة "تشويه" ضد الرجوب تحتوي على معلومات عن نشاطات وتصريحات مناوئة لإسرائيل من بينها تصريحات تقترب من التحريض على العنف".

ويوضح رابيد مدى خطورة القرار الفلسطيني " سيكون هنالك تداعيات خطيرة لتجميد عضوية اسرائيل في الفيفا، واشد بكثير من الضرر الذي سيلحق بفرق كرة القدم الاسرائيلية. ان خطوة كهذه، حسب رايه، من شأنها خلق سابقة ستشجع القيام بخطوات مشابهة في المنظمات الدولية الاخرى وتسريع فرص مقاطعات على اسرائيل".

من كل هذا يتبين لنا مدى الخطورة التي بات يستشعرها قادة الاحتلال من الخطوة الفلسطينية في الفيفا، والتي ان لم تحظ بالأغلبية الا انها تشكل مصدر ازعاج كبير لها لما كشفته من عنصرية دولة الاحتلال وممارساتها العدوانية بحق الرياضة الفلسطينية، وهو يخشون ان تشكل هذه الخطوة بداية لحملة فلسطينية منسقة في كافة المنظمات الدولية من اجل ملاحقة دولة الاحتلال في كافة المحافل الدولية من اجل انهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية ووقف اعتداءاتها بحق ابناء شعبنا الفلسطيني.