فيديو يرصد معاناة الطلبة… طولكرم: مدرسة "ذكور إكتابا" لا تصلح للدراسة على الإطلاق؟!

فيديو يرصد معاناة الطلبة… طولكرم: مدرسة "ذكور إكتابا" لا تصلح للدراسة على الإطلاق؟!
رام الله - خاص دنيا الوطن - تقرير وتصوير همسة التايه
رغم إصراره على نقل أبنائه وتسجيلهم في إحدى مدارس مدينة طولكرم لتحقيق بيئة تعليمية أفضل لكليهما، إقتنع المواطن مؤيد بلالطة مؤخرا بضرورة إبقائهم في مدرسة ذكور إكتابا الأساسية، ومواصلة تلقيهم لتعليمهم في المدرسة القريبة من منطقة سكناهم، وذلك بعد محاولات عدة من قبل مدير المدرسة  الأستاذ أحمد رجب للتأثير عليه بضرورة إكمال أبنائه تعليمهم في مدرسة الضاحية لأن دوام الحال من المحال.

ومع أن عملية نقل أبنائه لمدارس طولكرم تشكل عبئا ماديا ونفسيا عليه، وإرهاقا لكليهما في فصلي الشتاء والصيف، إلا أن مؤيد بلالطة رئيس مجلس الآباء بالمدرسة، يحاول جاهدا البحث عن بيئة تعليمية صحية وآمنه لأبنائه للحفاظ على مستواهم وتحصيلهم العلمي، والذي قد يتراجع في حال بقائهم في المدرسة  الحالية والتي تفتقر لكل مقومات المدارس على حد قوله.

وبلغة متذمرة وملامح تنذر برفض الواقع الحالي للمدرسة، استعرض بلالطة الوضع القاسي والصعب الذي يعيشه الطلبة من الصف الأول ولغاية السابع الإبتدائي في مدرسة ذكور اكتابا من حيث صغر مساحتها وضيق ساحتها واكتظاظ صفوفها. قائلا:" المدرسة لا تصلح للدراسة على الإطلاق ".

وخلال فترة إنهماكه وتركيزه مع معلمه لتدوين معلوماته الخاصة بحصة اللغة العربية، رفض الطالب قصي ملحم من الصف الأول البقاء رهين درسه خلال تواجد كاميرا دنيا الوطن، بل فضل الحديث عن أمنياته بأن ينتقل لمدرسة أخرى تتوفر فيها كافة إحتياجاته :" بحب مدرستي..  بس بحب أدرس بمدرسة يكون فيها كل اشي .. لأني مش عارف أتحرك بالصف... الولاد بحدي ومحشور كثير ومتدايق منهم .. بظلهم ملزقين فيي بالصف وبطلع خطي بالكتابة مو واضح". هذا ما قاله الطفل قصي وكأنه يريد أن يوصل رسالة مفادها أنه غير مرتاح في الفصل جراء الإكتظاظ .

ولم تكن مطالب واحتياجات الأستاذ محمود المهدي معلم الصف الأول بالمدرسة ببعيدة عن الطالب قصي الذي أكد افتقار المدرسة،التي تعاني من ضيق الغرف الصفية واكتظاظ الطلبة، إلى الساحات الملاعب والتي من خلالها يستطيع الطالب تنفيذ مختلف الأنشطة والبرامج المختلفة. مؤكدا أن افتقارها يؤثر على نفسية الطالب . لافتا إلى أنه والمعلمين كافة يقومون بتغيير جلسات الطلبة بأوضاع مختلفة وبشكل دوري في الفصل، بحيث يجلس كل ستة طلاب على طاولتين، وذلك لعدم توفر الحيز الكافي للطالب لأخذ راحته وحريته.

وأكد الأستاذ المهدي أن ارتفاع درجات الحرارة إنعكست سلبا على الطلبة داخل الغرفة الصفية  التي يجلس فيها حوالي 40 طالب، والتي تحتاج لتهوية ومنفس أكبر، حيث سجلت حالتي إغماء جراء الضغط النفسي الناتج عن الإكتظاظ وعدم تجديد النفس رغم فتح الشبابيك . مطالبا الجهات المعنية ووسائل الإعلام تسريع إنشاء وبناء مدرسة جديدة ذات مواصفات نموذجية.

ونظرا لتلقيه شكاوى عدة من قبل الأهالي عن افتقار المدرسة للعديد من الخدمات والمطالب الضرورية بالإضافة إلى ملامسته وتعايشه المستمر لواقع حال المدرسة، استعرض أسامه ملحم أمين سر حركة فتح ـ منطقة إكتابا المعاناة الحقيقية التي يعيشها أبناء ضاحية إكتابا جراء صغر مساحة المدرسة وافتقارها للساحات والملاعب والمرافق الضرورية .

وأضاف: "في ظل 2015 لاتزال مدرسة ذكور اكتابا تعاني من أكبر مشكلة وهي عدم وجود مدرسة نموذجية للذكور، خاصة وأن الحالية غير لائقة ومبناها القائم يعاني من الرطوبة العالية وتسريب المياه في فصل الشتاء بالإضافة إلى عدم وجود تهوية كافية داخل الصفوف".

وأكد أمين سر فتح ـ منطقة إكتابا على ازدياد أعداد أهالي الضاحية الذين يفضلون نقل أبنائهم إلى مدارس طولكرم لضمان وضع تعليمي أفضل في ظل عدم توفر بيئة تعليمية وصحية آمنة في مدرسة ذكور إكتابا الحالية، مشيرا إلى عدم توفر الإحتياجات والمطالب الضرورية للطلاب فيها.

وأشار إلى الإكتظاظ في الفصل الواحد والذي ساهم في تدني مستوى التحصيل العلمي لدى الكثير من الطلبة. مطالبا الجهات المعنية والوزارات المختلفة بأخذ موضوع المدرسة على محمل الجد والتسريع ببناء مدرسة تليق بالطلبة والمعلمين وأهالي الضاحية على حد سواء.

 بدوره، أكد أحمد رجب مدير مدرسة ذكور اكتابا الأساسية أن المدرسة قديمة لا تتوفر فيها ساحة تستوعب كافة الطلاب، ولا تحتوي على مرافق مناسبة وغرف للرياضة والفن وتفتقر للمكتبة العامة، مشيرا إلى أن مساحة الغرفة الصفية لا تزيد عن 25 متر مربع وبعضها يحتوي على 40 طالب وتحديدا الصف الأول، مستعرضا المشاكل التي تواجه الطلبة جراء الإكتظاظ في الساحة التي لا يتجاوز عددها ال 200 متر والذي ينتج عنه إصابات بين صفوف الطلبة يتم نقلها للمستشفى جراء الحركة والإحتكاك الدائم .

وعن الأضرار التي تلحق بالطالب وتحصيله العلمي، قال مدير المدرسة أن الطابق الأرضي بالمدرسة لا يصلح للتدريس نهائيا كونه يطل على الشارع مباشرة، فالمشتتات كثيرة جراء حركة المارة والسيارات وغيرها، مشيرا إلى أن اكتظاظ عدد الطلبة في الفصل والحاجة للتهوية في ظل الرطوبة العالية لا يسمح بإغلاق الشبابيك على الإطلاق وهذا بالتالي ينعكس على الطلبة وتركيزهم وقدرتهم على الإستيعاب.

وأشار إلى أن شبكة الكهرباء الحالية للمدرسة قديمة ومتهالكة وذات خطورة كبيرة، مبينا أن المدرسة يغذيها "سلك" واحد 2.30 أمبير وهذا لا يتناسب وضغط الكهرباء خاصة وأن غرفة الحاسوب تحتوي على 17 جهاز حاسوب ناهيك عن الإنارة فعند إضاءة جميع الغرف الصفية فالشبكة لا تحتمل الضغط، لافتا إلى أن الرطوبة تؤثر سلبا على دهان المدرسة وتحديدا في الطابق السفلي .

واستعرض المشاكل والروائح الكريهة التي تصدر من المرافق الصحية مهما كانت الصيانة لهذه المرافق. قائلا:" هذا مزعج ".وأضاف:" لا يوجد مكان لمشارب المياه الا بالقرب من الوحدة الصحية".. آملا  من الجهات المعنية والمسؤولة المساعدة في حل إشكالية المدرسة وايجاد حلول مشتركة ما بين التربية والتعليم والمجلس القروي بمساعدة مجلس الآباء والمجتمع المحلي والمباشرة ببناء مدرسة جديدة خاصة وأن هنالك متبرع تبرع بقطعة أرض موجودة بمنطقة تخدم ضاحيتي اكتابا وشويكة ومدينة طولكرم وتقلل من الإكتظاظ.

من جهته، لفت ماجد ملحم رئيس مجلس قروي اكتابا إلى وجود تقصير من قبل وزارة التربية والتعليم في متابعة موضوع المدرسة التي لا يتوفر فيها الساحات والملاعب وتعاني غرفها الصفية من التصدع ناهيك عن مشاكل شبكة الكهرباء والصرف الصحي قائلا:" أن المدرسة لا تصلح للدراسة ".

وطالب بضرورة إعطاء المدرسة الإهتمام الكافي كغيرها من مدارس المحافظة والعمل الجاد من أجل بناء مدرسة بديلة وبأقصى سرعة ممكنة ، لافتا إلى أن وضع عراقيل أمام المتبرع عند اشتراطه تسمية المدرسة ء يتسبب في تراجع المتبرع عن التبرع بمساحة الأرض.

وعن دورهم كمجلس قروي تجاه المدرسة وتوفير بيئة تعليمية أفضل، قال رئيس مجلس قروي إكتابا:" هناك تعاون مع إدارة المدرسة حيث يتم تلبية كافة إحتياجاتها من تصليح لشبكة الكهرباء ودهان وتركيب برادي وتصليح وتأهيل شبكات الصرف الصحي وترميم المدرسة وغير ذلك لحين إيجاد حلول جذرية للمدرسة .

من جهتها، أكدت نائلة فحماوي مديرة التربية والتعليم في طولكرم على أن الوزارة تهدف إلى تحسين نوعية التعليم لتحقيق مخرجات أفضل، مشيرة إلى أن ذلك لا يتحقق إلا إذا توفرت بيئة تعليمية أفضل ومناخات داعمة وبيئة صحية وهذا ما تسعى له الوزارة. قائلة:" نحن نتحدث عن 137 مدرسة بواقع 41.000 طالب ففي ظل مواردنا المحدودة فإنه من الصعب توفير كافة إحتياجات الطلبة كتربية وتعليم لوحدنا .. فدائما نسعى للتشبيك مع المؤسسات ونطالب بشراكة مجتمعية داعمة للعملية التعليمية على أرض الواقع .

وحول إشكالية مدرسة ذكور اكتابا، أكدت أن المدرسة ضيقة والغرف الصفية مكتظة، حيث أن الإكتظاظ بصف واحد فقط وهو الصف الأول أما باقي الصفوف فمتوسط عدد الطلبة من 20ـ 25 طالب. مشيرة إلى أن المدرسة لا تزال تعاني من ضيق الساحات والمساحة في الغرف الصفية وعدم وجود غرف تخصصية قائلة:" نسعى كوزارة جاهدين ونعمل على دعم بناء مدرسة في هذا المكان، حيث أن الوزارة وقبل ثماني سنوات قامت بافتتاح مدرسة البنات بمواصفات عالية الجودة وهذا يعتبر انجازا كونه خفف من الإكتظاظ والضغط الذي عانى منه الأهالي جراء تسجيل بناتهم بمدارس خارج الضاحية".

وأشارت إلى قيام متبرع بالتبرع بقطعة أرض لبناء مدرسة للذكور في موقع يخدم المدينة، مشيرة إلى أن اشتراط المتبرع بتسمية المدرسة باسم والده وضع عقبات. مبينة أن الوزارة تضع شروطا في حال اشتراط التسمية قائلة:" من شروط تسمية المدارس التبرع بالأرض والبناء على حساب المتبرع".

وأضافت:" في غضون أقل من شهر قمنا بمخاطبة الوزارة للضغط بقبول تسمية القطعة باسم والده حتى لو تم بناؤها من قبل الوزارة أو أي ممول آخر .

وأكدت أن الوزارة تعمل جاهدة لتوفير احتياجات المدارس وتوفير بيئة تعليمية أفضل حيث أنها تنظر لكل المحافظة نظرة شمولية يتم من خلالها تقييم الإحتياجات والتي تخضع لمعايير، مشددة على أنه لايوجد تقصير من قبل الوزارة لكن الإحتياجات كثيرة والموارد المالية محدودة .قائلة:" رفعنا خططنا للوزارة ب12 أولوية لبناء المدارس العام الماضي ولم يدرج اسم إكتابا وذلك لعدم توفر قطعة أرض لكن بعد وجود المتبرع تحركنا بانتظار رد الوزارة".

واختتمت بالقول:" نحن نعلم أن المدرسة تعاني لكن هنالك أولويات واكتابا ليست الأولوية الوحيدة لكننا ننظر لها ببالغ الإهتمام ونبذل جهودنا كافة لتمويل بناء المدرسة والتخفيف من الضغط على الطلبة والأهالي ".

جدير بالذكر، أن مبنى المدرسة أنشىء بداية الستينات بغرفة واحدة وبمعلم واحد من الصف الأول للرابع وفي منتصف الثمانينات تم بناء أربع غرف صفية إضافية للمدرسة  "المختلطة" ذكور وإناث وأصبح التدريس حتى الصف السادس الإبتدائي .

هذا وتحتوي المدرسة الحالية ـ والتي كانت الأرض المقامة عليها ـ بتبرع من المرحوم الشيخ محمد عبد الرحيم ملحم، على 8 غرف صفية بواقع 7 صفوف ويبلغ عدد طلابها 200 طالب من الصف الأول للسابع فيما تبلغ مساحة المدرسة الإجمالية 600 متر مربع مع المباني والساحة والمرافق المختلفة ومساحة الساحة 200 متر.