من الذي يقف خلف التفجيرات : لماذا وصل الإرهاب إلى "المملكة" ؟

من الذي يقف خلف التفجيرات : لماذا وصل الإرهاب إلى "المملكة" ؟
غزة - خاص دنيا الوطن - اياد العبادلة

أسفر تفجير مسجد علي بن أبي طالب في القديح بالسعودية عن مصرع 21 شخصاً وإصابة أكثر من 100 آخرين ,وعلى غير عادته في تبني العمليات والتفجيرات , تبنى تنظيم "داعش" المسؤولية الكاملة حادثة "القديح" ,الأمر الذي طرح عدة تساؤلات حول توقيت وهدف العملية ,بالإضافة إلى علاقتها بالصراع القائم بين الهلال السني والشيعي في المنطقة بعد قصف طيران التحالف الخليجي للحوثيين في اليمن وشدة الضغوط على الرئيس الأسد في سوريا؟.

الهدف والتوقيت

وبالإشارة إلى هدف وتوقيت العملية العسكرية في القديح بالسعودية والتي حدثت في منطقة تقطنها أغلبية شيعية قلل الكاتب والمحلل السياسي د ناصر اليافاوي من أن يكون تنظيم الدولة "داعش" هو المسؤول المباشر عن العملية ,مشيرا إلى أن داعش أصبحت "شماعة" فيما يتعلق بالشأن العربي والسعودي ينسب لها أي عمل من أجل خلق فتنة جديدة في المنطقة.

فيما إختلف الكاتب والمحلل السياسي المقيم في بيروت حسام عرار في رؤيته إلى المسؤولية عن التفجيرات عن د ناصر اليافاوي ,وأشار إلى أن المسؤول المباشر عنها الولايات المتحدة الأمريكية التي تحاول الضغط على السعودية من أجل تسوية الصراع في المنطقة بعد الإتفاق على "إتفاق الإطار" بين الدول الـ"5+1" وإيران .

ونوه إلى أن السعودية اتخذت موقفا من الولايات المتحدة التي استبعدتها من مشروع التسوية الدولية مع إيران ,وزاد الامر أكثر عندما أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن رغبتها تثبيت إيرانا حليفا إستراتيجيا في المنطقة بعد تحقيق حلفائها انجازات ملموسة على الأرض في العراق وسوريا ,الأمر الذي دفع السعودية لمهاجمة الحوثيين في اليمن.

ونوه عرار إلى أن الولايات المتحدة ترغب في تأجيج الصراع داخل شبه الجزيرة العربية وخصوصا في المملكة العربية السعودية من أجل حسم حساباتها الإقليمية جيدا بعدما فشلت في إشعال نار "المنامة" في البحرين ,لافتا إلى خصوبة الصرع في القطيف أكثر من أي مكان آخر في الجزيرة العربية وخصوصا بعد ضرب اليمن.

صراع اقليمي

وبرغم التوضيحات الإعلامية والبيانات الرسمية التي أشارت إلى مسؤولية "داعش" الكاملة عن عملية القديح ,إلا أن اليافاوي نسب المسؤولية عن التفجير لأصابع المخابرات الإيرانية من أجل اشعال فتنة طائفية في المملكة العربية السعودية ونقل ألسنة اللهب إلى عقر دارها من أجل التخفيف عن حلفائها في اليمن وسورية ,مستندا في تحليله على العقيدة الإستراتيجية في المعارك للإيرانيين والتي تتمثل في إنشاء الأحلاف ونقل المعركة إلى أرض العدو.

ووصف اليافاوي بأن ما يحدث في الجزيرة العربية عبارة عن صراع بين "فسطاطين" بين الهلال السني التي تقوده العربية السعودية والهلال الشيعي التي تقوده إيران وكلا يستخدم فيه "مخالبه" في إشارة منه إلى المجموعات المسلحة.

ولفت إلى أن إيران إستطاعت من خلال تصديرها للفكر الثوري أن تنزع الحوثيين من شيعتهم الأقرب إلى السنة ونقلهم إلى الإثنى عشر "المذهب الإيراني" من أجل تحقيق مآربهم في منطقة باب المندب لإحكام سيطرتها الكاملة على سير التجارة والتحكم في المصالحة الإقتصادية بالمنطقة ,لافتا إلى أن باب المندب يعتبر بمثابة مفاتيح إستراتيجية في المنطقة.

ومن جهته حذر الكاتب والباحث حسام عرار من خلق فوضى اقليمية تكون قاعدتها السعودية ,خصوصا في الوقت التي نشطت منها خلايا مسلحة عديدة قد يعودوا بطريقة ما إليها من أجل أن يتخذوا من جبالها وصحرائها قاعدة للهجوم على الشيعة المتواجدين في القطيف.

وشدد في تحذيره على إستمرار الهجمات في القطيف وأن تصبح ملعبا للأهداف الأمريكية والتي من شانها أن تصل إلى الرياض.

علاقتها بالمنطقة

و حول العلاقة تفجيرات السعودية بما يدور في العراق وسورية من حرب باردة بين المحورين المهمين في المنطقة أكد اليافاوي على أن ظلال الحرب الباردة بين معسكري المنطقة "إيران والسعودية" ألقت بظلالها على السعودية ,مشيرا إلى أن نقل المعركة إلى الأراضي السعودية كان إختبار يؤكد قدرة إيران من تمكنها من إدارة حلقات الصراع جيدا.

وحذر اليافاوي من حدوث المزيد من التفجيرات داخل أراضي المملكة العربية السعودية من أجل تخفيف الضغط عن حلفاء إيران ,لافتا إلى أن الرياض تعلم تماما هشاشة المجتمع السعودي ,خصوصا وان عدد من المناطق تتبع اليمن وتم ضمها إلى السعودية ضمن إتفاق الطائف ,الأمر الذي قد يقود ها إلى التحرك من أجل المطالبة بإستقلالها عن السعودية والعودة للحضن اليمني ,إضافة إلى عدد من القبائل المعارضة لحكم آل سعود.

وحل سرعة إنهيار المنظومة في المملكة العربية السعودية إتفق الكاتب حسام عرار مع الكاتب والباحث د ناصر اليافاوي حول هشاشة المجتمع السعودي وعلل عرار أسباب الإنهيار إلى عدة أبرزها الأراضي اليمنية التي تسيطر عليها السعودية ورغبة سكانها من القبائل بالعودة إلى الحضن اليمني ,زيادة نشاط الحراك الشيعي المطالب بالإنفصال والإستقلال ,وأيضا عودة الصراع على الحكم في المملكة ,والخوف الأكبر والأخطر من زيادة إنتشار الفكر القاعدي والداعشي في المملكة في ظل أن عدد كبير من قيادات التنظيم وداعميه سعوديين.

صراعات قطبية

ولفت اليافاوي إلى أن التفجيرات في المملكة العربية السعودية ترتبط مباشرة بالصراع في سوريا التي هي بمثابة محور صراع أقطاب لإعادة توازن الأقطاب العالمية وأن السؤال الذي يطرح نفسه حتى الآن حول عدم سقوط سوريا يؤكد ذلك ,لافتا إلى أن سوريا تشهد إعادة ترسيم السياسة العالمية من جديد بين أهم محورين "الدب الروسي – الفيل الأمريكي" وأن من يصمد هو الذي سيعيد رسم خريطة الشرق الأوسط من جديد.

الجدير بالذكر أن الشيعة في الخليج ينشطون في حراكات من أجل الإنفصال والإستقلال بدأت قبل أعوام في العاصمة البحرينية المنامة وتصدت لها قوات درع الخليج ومع الهجوم السعودي على الحوثيين في اليمن بدأت تنشط الخلايا الشيعية في القطيف ,الأمر الذي يراه المراقبون أن حالة إستمراره قد تؤدي إلى إنهيار المملكة.

التعليقات