"الفكّة" .. أزمة تتكرر سنوياً بغزة

"الفكّة" .. أزمة تتكرر سنوياً بغزة
غزة - خاص دنيا الوطن - حنين حمدونة
مع اقتراب قدوم شهر رمضان المبارك من كل عام تتجدد أزمة من نوع جديد تضاف إلى الأزمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في قطاع غزة المحاصر منذ ثماني سنوات.

فتعسر تدفق "الفكه" لقطاع غزة  واحتجاز التجار لها  يجدد شح القطع المعدنية في مقتبل شهر رمضان ويحرم الكثيرين من تسيير أعمالهم  .

 و تحمل المواطنة إيناس عوض (24عام)  ورقة نقدية بقيمة خمسين شيكل في أحد أسواق مدينة غزة وتعرضها على التجار  مطالبةً إياهم (فكها) وقالت لمراسلة دنيا الوطن "سألت قرابة العشرة تجار عن فكه وكل محاولاتي باءت بالفشل  "

وأكدت عوض أن أكثر ما أثار دهشتها هو رفض محلات صرافة النقود تبديل  الخمسين شيكل بورقتين من فئة العشرين شيكل وعشرة شيكل كقطة حديدية ،موضحةً إصرارها على الحصول على العشرة شيكل الفكه لكي تعطيها لسائق السيارة  الذي سيرفض بشدة تصريف  خمسين شيكل لها  .

أزمة الفكه 
لا تعتبر جديدة على أسواق غزة ،فهي تتكرر كل عام في مقتبل شهر رمضان المبارك وذالك لاحتجاز التجار للقطع النقدية المعدنية لديهم وبكميات كبيرة ليسهلوا التبادل التجاري مع زبائنهم .

ويقول محمد عويص صاحب محل للصرافة في مدينة غزة "أزمة الفكه تبدأ قبل رمضان بأربعة شهور وتصل لذروتها في الشهر الفضيل،مشيراً  إلى أن البنوك لا تعطي القطع الحديدة في هذه الفترة إلا لزبائنهم المقربين" 

في حين تتفاقم مشكلته كتاجر عملة حين يفتقد القطع المعدنية في فترة ذروة الأزمة ،فهو لا يملك رأس مال كبير يمكنه من تخزينها ،مبيناً أنه يلجأ للحصول على بعض القطع النقدية من المخابز ومحطات بيع المحروقات،مستدركاً قوله بأن جميعهم يرفضون إعطائه "الفكه "حالياً.

وطالب عويص بزيادة الرقابة على توزيع العملة في قطاع  غزة وتفعيل دور وزارة الاقتصاد برقابة أصحاب المحلات الذين يحتجزون العملات المعدنية ، أو زيادة تدفقها من إسرائيل للحد من المشكلة وتلبية احتياجات المواطنين .

وأفاد أن عدم وجود القطع الصغيرة من العملة يقطع رزقه في شهر رمضان ويوقف عمله بيد أن 400شيكل تكفي لتسير عمله ، في حين هناك محلات تحتجز ألاف الشواكل  ،موضحاً أن الأمر مرتبط بضخامة رأس المال .

 وقال طارق شحادة صاحب مخبز أن أزمة الفكه تظهر قبل رمضان بثلاثة شهور وتستمر لأخر يوم في رمضان موضحاً أنه لا يستطيع تخزينها لأنه يتحاج كميات كبيرة جداً لا يستطيع تخزينها ،لهذا يرتبط الأمر بكمية الفكة التي يجلبها الزبائن يومياً .

وأرجع الخبير الاقتصادي ماهر الطباع سبب ظهور هذه المشكلة للتعسر في تدفق العملة من إسرائيل  بسبب الحصار المفروض على القطاع منذ قرابة التسع سنوات ،الأمر الذي أظهر مشكلات متعددة ورفع نسب الفقر والبطالة لأكثر من 55% في قطاع غزة.

وأردف قائلاً أن انتهاء العام الدراسي  وتوقف عمل" الكنتين المدرسي" الذي تصله يومياً قرابة 2000شيكل يضعف دورة الفكه في الأسواق  ، مفيداً أن الأزمة تنفرج  بعد تخلي التجار عن الفكه المحتفظين بها لتسير أعمالهم في أخر أيام شهر رمضان.