انها قصة الطفل لؤي ومستشفيات غزة

انها قصة الطفل لؤي ومستشفيات غزة
** المقالات المنشورة تُعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة ان تُعبّر عن رأي الموقع .

بقلم: سميح خلف

 بداية لا ادري من أين ابدأ ؟؟ والى اين انتهي في ظل تردي الخدمات والمسؤوليات في مستشفيات قطاع غزة وعلاقة الاطقم الطبية وعلى رأسها الاطباء وتعاملهم مع جمهور المرضى .

لا ادري لمن نوجه تلك الرسالة وهذا المقال وهذه المشكلة التي تعتبر نموذجا ً متكررا ً لسوء الخلق والمعاملة التي يستخدمها بعض اطباء غزة تجاه المرضى وتجاه حالات طارئة وملحة قد تفقد صاحبها حياته ، هل نوجه مقالنا هذا الى وزير الصحة في حكومة التوافق او وزير الصحة السابق في حكومة حماس ومن هو المسؤول عن مستشفيات غزة فعليا ً وعمليا وليس نظريا ً ، اهي حكومة التوافق ووزيرها ورئيس وزائها ؟ ام شيء اخر ؟ّ !

نفهم ان غزة بكل مكوناتها المؤسساتية هي مركب معقد ونفهم ان هناك موظفين واطباء وغيره من المهن الأخرى لا يتقاضون رواتبهم للأزمة القائمة بين السلطة في رام الله وحماس في غزة، ولكن وبالشكل التخصيصي فإن سلك الصحة وموظفيه هم تحت لائحة العمل الانساني والاخلاقي ، وخاصة ان هناك من الاطقم الطبية من فقدت حياتها مضحية بأرواحها في الحروب التي وحهت ضد قطاع غزة من الاحتلال .

ولكن ثمة مستجدات على سلوك العاملين في مجال الصحة والمستشفيات والمستشفيات الخاصة التي يمارس فيها الاطباء سلوك " البزنسة " على المرضى ، فكل شيء اصبح غير معقول من اخطاء طبية اخرها وليس اخرها مشكلة " نعمة" التي اطاح بحايتها اهمال الاطباء واخطائهم ، ومشكلة هذا المريض التي كانت اخر منشوراته على الفيسبوك وهو مريض بالسرطان قال " اذا مت وفقدت حياتي ففهموا انها من الاهمال الطبي واجراءات التحويل للعلاج ، وقضى هذا المريض حياته بعد ساعات من كتابة منشوره .

النموذج الصارخ لعدم الانسانية لبعض اطباء الصحة والذين يتقلدون مواقع هامة في اماكن عملهم هي قصة الطفل " لؤي محمد عبد العزيز البشيتي " .. قصة طويلة من الألم والمعاناة التي قد يفقد حياته فيها كما فقدها اربع اخوة سابقين له من الاهمال الطبي وعدم التجاوب في قسم التحويلات العلاجية ، لو كان لهذا الطفل وزير او ذو شخصية من المقامات العليا التي يتحدثون عنها لما بقي ساعة واحدة في حالته التي يعيش فيها الآن ، ولكن يبدو ان ليس للفقراء نصيب في الخدمات التي يتمتع بها ابناء واقارب واصحاب ذوي المقامات العليا .

الطفل لؤي بعد جهد جهيد تم تحويلة الى اسرائيل لزرع نخاع واثناء علاجه في اسرائيل تملصت وزارة الصحة وقسم التحويلات من تغطية علاجه ، هذا الطبيب الاسرائيلي الذي قال سأواجه السلطة وسأزرع النخاع للطفل وسنخصم من الضرائب الممنوحة للسلطة ، وفعلا ً زرع هذا الطفل النخاع ونجحت العملية .

المأساة ان هذا الطفل تعرض لنكسة مرضية في غزة ليس لوالده سواه بعد ان فقد ابنائه السابقين نتيجة هذا المرض ، وليس له الا الله ثم هذا الطفل !

ذهب به والده الى مستشفى الاقصى وهو مثل جثة هامدة من شدة المرض ، مستشفى الاقصى قال ليس لدي اسرة ! وقام بتحويله على مستشفى النصر لعمل صورة اشعة للقلب نتيجة تعطل اجهزة التصوير في مستشفى الاقصى ، مستشفى النصر وقسم التحليل قال لماذا اتيت الى هنا ! .... " احنا ناقصين ! " قال له والد الطفل الاجهزة في الاقصى معطلة .

محاولات الاب باءت بالفشل ثم عاد لمستشفى الاقصى مرة اخرى واخد تحويلة من جديد الى مستشفى الرنتيسي للاطفال .. للأسف الشديد كانت العجرفة والسلوك الغير سوي من مسؤول مستشفى ونائب مدير عندما رفض قبول الطفل الى المستشفى بناءا على التحويلة ، وكما قلنا ان حالة الطفل خطيرة جدا ً ، الدكتور(....) في مستشفى الرنتيسي لم يتجاوب مع الحالة الانسانية على الاقل اذا لم يتجاوب مع التحويل ، فقال له والد الطفل اعتبر نفسك مكاني وحالة ابنك في مثل هذه الحالة ماذا ستفعل ... قال له الدكتور(.....) .. " ما بحط نفسي مكانك " !

ما هذا التعالي وهذه العجرفه وهل يليق بطبيب  يتحدث مع اهالي المرضى بهذا السلوك والاسلوب غير مراعي الحالة النفسية والانسانية لأوليات الامور او عوائل المرضى او المرضى نفسهم .

انني اترك هذا الامر الى وزير الصحة اينما كان واينما هو موجود واين تكون ايكونته في رام الله او في حكومة حماس فالشعب الفلسطيني تائه بين هذا وذاك والمسؤوليات تائهة بين هذا وذاك ولذلك نحذر ان حالة الطفل ليست هي الحالة الاولى والاخيرة ، ولا يوجد أي مبرر وطني او انساني تجعل الكثير من العاملين في مجال الصحة يمتطعون سلوك الاهمال ومعاملة المرضى بعنف والاستهتار بالاحالات الانسانية وحالات الطوارئ التي قد تفرض على الدكتور على ان يقوم بالحالة العلاجية ولو كان في الشارع !

ملاحظة : تم حجب الأسماء والصفات المذكورة في المقال