سياسة الحرق الكنسية

سياسة الحرق الكنسية
بقلم : الدكتور عصام الخضراء
طبيب فلسطينى مقيم فى النمسا


فى كتاب تاريخ البشرية الأسود يصف المؤرخ الألمانى، "هانز دولنجر" الديانة المسيحية ، يصفها بأنها دين متعطش للدماء صفحة ( 276)،لأنه وباسم هذا الدين دارت ومازالت تدور الحروب الطاحنة حيث تم عبر مئات السنين ردع وسحق ملايين الكفار والهراطقة بالسيف والنار.

أعلن البابا "أنوسنس الثامن" فى العام 1484 بموجب مرسوم كنسى تحذيرا عن وجود سحرة متآخين مع الشيطان يقطنون فى مناطق عديدة من المانيا والنمسا .

صرفت المكافآت المالية، صرفت لكل من يدل على ساحرة ويخبر عنها ويقوم بتسليمها لمحاكم التفتيش حيث يتم تعذيبها بوحشية لانتزاع اعترافات منها تفيد بأن الساحرة جامعت الشيطان ومن ثم يكون الحرق مصيرها المحتوم.

هذا مادفع الفيلسوف الدنماركى " سيرين كيركيجارد" أن يعلن فى العام 1813 بأن الديانة المسيحية ماهى الا اختراع ووحى من الشيطان.

ويقول المؤرخ أنه يوافق على هذا الكلام ولايعترض عليه، وخصوصا عندما يقرأ مدونات كنسية تمتدح بطريارك كنيسة مدينة "ترير" الالمانية، الذى احرق جميع نساء قريتين كاملتين ولم يسلم من بطشه غير اثنتين فقط.

أما فى النمسا فيروى المؤرخ النمساوى  " مانفرد شويخ"  أنه خلال الفترة الواقعة بين العام 1485 والعام 1740 تم حرق خمسة الاف ضحية معظمهم من النساء برعاية واشراف الكنيسة.

ويبدو فى الصورة "ابونا" وهو يهدد امرأة ترزح تحت التعذيب، ويتوعدها بأن جسدها سيبدو شفافا بحيث تعبره أشعة الشمس.

وفى فيينا كانت وحتى العام 1868 تنفذ أحكام الاعدام فى الحى العاشر فى موقع اسمه " الحائكة على الصليب".

أما فى الاسلام فقد ذكر المفكر العراقى هادى العلوى فى كتابه " التعذيب فى الاسلام"، أن الحرق غير معروف وغير مألوف لا فى زمن الجاهلية ولا فى الاسلام، باستثناء هشام بن عبد الملك الذى اباحه خلال الفترة (690-744).