اعادة صياغة المنظومة العربية الاقليمية سبباً رئيسياً:"النسور" يتخوف من أوسلو 2 .فهل ستصبح واقعاً ؟

اعادة صياغة المنظومة العربية الاقليمية سبباً رئيسياً:"النسور" يتخوف من أوسلو 2 .فهل ستصبح واقعاً ؟
رام الله - دنيا الوطن - احمد العشي
 أعرب رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور عن خشيته من أن تتفاجأ بلاده بمفاوضات إسرائيلية فلسطينية سرية تفضي إلى اتفاق "هزيل" على غرار أوسلو.

وقال  النسور في تصريحات أمام النواب الذين خصصوا جلساتهم خلال اليومين الماضييْن لبحث خطة وزير الخارجية الأميركي جون كيري: إن المملكة ترفض نشر أية قوات أردنية غرب نهر الأردن والبحر الميت.

وأوضح رداً على أسئلة النواب الكثيرة في ما إذا كان الأردن في صورة المفاوضات الجارية، أن لا معلومات ما إذا كانت هناك تجاوزات، مؤكدا على الرئيس محمود عباس وكبير المفاوضين صائب عريقات تعهدا بإطلاع الأردن على كل ما يدور داخل غرف المفاوضات وانه لن يتم تقديم اي اقتراح الى الجانب الاسرائيلي قبل اطلاع الأردن عليه.

وأكد النسور على ضرورة إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية يشمل كافة الملفات الخاصة باللاجئين والقدس والحدود والأمن والمستوطنات والمياه مع مراعاة المصالح الأردنية العليا.
ولفت المحلل و الخبير السياسي ان تحركات كيري في المنطقة توقفت تقريبا، موضحا ان الولايات المتحدة الامريكية سمحت للاوروبيين من تحت الطاولة ببذل الجهود لاستمرار المفاوضات، معللا ان الولايات المتحدة فشلت في اعادة ملف التسوية بين الفلسطينيين والاسرائيليين، لافتا الى انه بسبب ذلك بدأت وزيرة خاريجية الاتحاد الاوروبي بالتحرك في المنطقة في محاولة منها لدفع الطرفين لاستئناف المفاوضات.

في سياق تلك التصريحات غريبة التوقيت أكد البرفسور ناجي شراب الخبير و المحلل السياسي ان مخاوف الاردن التي جاءت في تصريحات رئيس الوزراء عبد الله النسور حول تكرار تجربة اوسلو بين الفلسطينيين و الاسرائيليين تأتي في سياق ان اسرائيل لم تلتزم باتفاقات اوسلو السابقة على الرغم من نقاط الضعف التي تضمنتها الاتفاقية، مشيرا الى ان الاردن طرف اصيل بالنسبة لمستقبل القضية الفلسطينية و مستقبل المفاوضات مع اسرائيل، حيث ان هناك لاجئون فلسطينيون متواجدون في الاردن.

وقال شراب لـ"دنيا الوطن" :حتى في حال قيام اي كينونة سياسية فلسطينية في الضفة ستنعكس تداعياتها على الاردن، لذلك فمن المنطلقات البشرية و الجغرافية و الامنية فان الاردن يتخوف من تكرار تجربة اوسلو و عدم التزام اسرائيل بالاتفاقات الموقعة خصوصا مع حكومة يمينية متشددة".

وأضاف: "الاردن من الانظمة السياسية المفتوحة التي تتعرض لاستهدافات كثيرة سواء من الداخل او من الخارج وبالتالي فان هناك تخوفات اردنية مما قد يقوم بها المجتمع الدولي ضدها"، موضحا ان هذه الاتفاقات اصبحت في حكم الميتة ولم تعد موجودة او قائمة، مرجعا السبب في ذلك الى اسرائيل التي تعمل على افشالها.

وفي السياق ذاته اكد ان تصريحات النسور جاءت في الوقت و اللحظات المصيرية التي تمر بها القضية الفلسطينية، لافتا الى ان هناك تحولات على مستوى الاقليم العربية مثل اعادة صياغة المنظومة الاقليمية العربية على اساس وضع سياسي جديد، مشيرا الى ان الاردن لن تكون بعيدة عن هذه التحولات.

وقال شراب: "هناك حديث يدور عن ضغوطاط اوروبية لممارسات او لاعادة المفاوضات مع الجانب الفلسطيني، فالاردنيون يتخوفون من ههذ المفاوضات التي قد تتم بعيدا عن اي مشاورة او دور اردني، فالاردن يدرك بان هذه اللحظة هي التي تتعرض فيها القضية الفلبسطينية لحالة من الانصهار و التذويب".

و اضاف: "التخوف الحقيقي للاردن هو ان يكون الاردن هو الوطن البديل لفلسطين و ان تكون امتدادا للدولة الفلسطينية، و تأتي التخوفات الاردنية في اللحظات التي يزداد فيها الحديث عن هذه الخيارات خصوصا مع حكومة يمينية لكودية لا تؤمن بالدولة الفلسطينية، بالاضافة الى التصريحات الاخيرة في اسرائيل التي قولم بان من غور الاردن الى البحر هي ارض اسرائيلية بالكامل وبالتالي هذا نفي للدولة الفلسطينية وبالتالي فان البديل للدولة الفلسطينية هو الاردن ومن هنا تأتي التخوفات الاردنية".

وفي السياق ذاته اشار البروفيسور شراب ان االحل الدائم لا ينطبق على الحالة الفلسطينية، موضحا ان المفهوم العادل و الدائم بالنسبة للدرن هو قيام دولة فلسطينية في اطار حدود 67 و ايجاد حل لمشكلة اللاجئين وفقا لقرارات الشرعية الدولية.