صور: معرض تشكيلي بخانيونس يعرض وجوه انسانية بكافة انفعالاتها

صور: معرض تشكيلي بخانيونس يعرض وجوه انسانية بكافة انفعالاتها
رام الله - دنيا الوطن
تجابه الجميع بلوحاتها، وترى أن لوحة الفنان هي سلاحه، وأنها بتجسيدها  للحالات الإنسانية عبر الوجوه تسعى إلى المساهمة بقسطها الفني والإنساني في محاولة تبديد واقع الاغتراب المزمن والغربة المستفحلة.

تحاول الفنانة صفاء أنور من خلال معرضها الذى اقامه لها مركز ثقافة الطفل بخانيونس جنوب قطاع غزة وحمل اسم "خلجات" الى أن تزيح الطبقات المتراكمة على الوجوه والنفوس، تلك التي قد تشكل أقنعة ومتاريس حاجبة لما وراءها ، تستكمل رحلتها إلى أعماق الإنسان لرسم وجهه المفترض أو الظاهر أو المقنع على طريقتها.

الفنانة انور قالت : لوحاتى عبارة عن بورتريهات لوجوه انسانية بكافة انفعالاتها ،مشيرة الى ان الاشخاص وطرق تفاعلاتهم في البيئات المختلفة من اكثر المواضيع التى تجذب انتباها ،لتشكل من خيوط تعابيرها ومزجها بالخيال والتجريد الحياة بتناقضاتها بأحزانها وافراحها، متمنية ان يكون المعرض صرخة تعيد للإنسان كرامته وحريته ودوره الطبيعي في الحياة .

واشادت انور بالدور الكبير لوالدها الدكتور انور العبادسة الذى رعى موهبتها ووفر لها كافة اشكال الدعم المعنوي والمادي ،كما اثنت على مركز ثقافة الطفل لاحتضانه  المعرض وتوفير تلك المساحة للفنانين الشباب لإظهار مواهبهم وابداعاتهم .

وشاركت الى جانب صفاء انور الفنانة التشكيلية نجلاء ابو نحلة ،في معرضهما الذى احتضنته اروقة المركز الثقافي احد مراكز جمعية الثقافة والفكر الحر ،وحضره نخبة من متذوقي الفن وكوكبة من الفنانين والمهتمين وحشد من المجتمع المحلى ومؤسساته ،و ضم حوالى 41لوحة فنية .

واختارت كل فنانة التعبير عن خلجاتها بطريقتها الفنية الخاصة ،فالتشكيلية ابو نحلة جسدت فكرتها بلوحات قاتمة وحالمة متنوعة الاحجام والاشكال وظفت في بعضها الزخرفات الخشبية المعشقة بالتطريز التراثي بألوان صاخبة مفعمة بالجرأة والحركات ،فيما اختارت التشكيلية.

الفنانة نجلاء ابو نحلة تقول ، "خلجات هو رسالة اردت من خلاله ايصالها بشكل فنى تأكيدًا على دور الانسان بصفة عامة والمرأة محور الكثير من لوحاتي بصفة خاصة ، في بناء المجتمع ،وتحرره ،ورفضا للتهميش التي يتعرض له .

كما برعت ابونحلة في تجسيد الانثى الفلسطينية والتي استخدمتها احيانا لترمز لفلسطين والقضية والهوية وربطها الماضي بالحاضر بشياكة فنية وظفت خلالها الخشب المعشق بالمطرزات التراثية والوان الاكريلك ، فأخذت طابعا انسانيا ووجدانيا عبثيا صاخبا في بعض لوحاتها وهادئة حالمة في اخرى ،لتشكل التناقض بين الواقع والحلم .

وقال حسام شحادة مدير المركز الثقافي ": الفنانتان استطاعتا ان تحملنا بتشكيلاتهما اللونية المنوعة الغوص في خلجات الانسان بإبداع وتميز وقوة في طرح المواضيع التى تنوعت بين الصخب والرقة اللونية ، لتعبر عن تناقضات النفس البشرية والواقع المرير والحلم بغد افضل "،مشيرا الى ان الكثير من اللوحات لامست احساس ووجدان الواقع الفلسطيني وخاصة التى عبرت عن قتامة الواقع وعبقرية المحاولة ، عن تلك الإرادة التي تجعلنا نستمر في الحياة، أبعد من حدود اللحظة الراهنة، وأعمق من إشارات السطح الخارجي.

واوضح شحادة ،الى ان المركز يسعى لاحتضان المواهب ورعايتها واقامة المعارض لها لدعم وإثراء الثقافة البصرية المعاصرة في المجتمع الغزى وتعزيز الفن في وجدان المجتمع لاحداث الاختراق في الوعى الإنساني بقضاياه الوطنية وتجذره بأرضه وهويته ،من جانب ، وإتاحة الفرص للعديد من المواهب الشابة ،ومنحهم حقهم  الطبيعى بتوفير المساحة والامكانيات لدعم مواهبهم وابداعاتهم .