مؤلم رحيل سوريتي ..كأبي

مؤلم رحيل سوريتي ..كأبي
رام الله - دنيا الوطن
بقلم الكاتبة السورية: مها الشومري

قلبي يعتصر ألماً، لا أستطيع الدخول إليه لأربت على كتفه وأهدأه، كالرسوم ثلاثية الأبعاد، لا تستطيع أن تدخل صميمها  أو تلمسها فتكتفي بالنظر إليها والشعور بها.

لا زلت أنتظر رائحتها النقية كل صباح، كانتظاري لرائحة معجون حلاقته.

لا زلت أغصُّ وفي مقلتاي دمعة كلما سُئِلت عن أحوالها، كذِكر اسمه بعد رحيله.

لا زلت أحاول التأقلم مع غيابها، كمحاولتي الفاشلة للتعود على غيابه.    

أحلامي المتكررة فيها، وتفكيري الذي يوهمني أنني أعيش كابوساً سأستيقظ منه، كالكابوس الذي يلاحقني منذ أن أيقظني الله أول يومٍ دون وجوده في البيت.

أَرَقُ أفكار، ارتفاع في درجات محاولة استيعاب الواقع، ألم دائم في القلب يرافقه ذاكرة موجعة.

أعاني أعراض الفقدان.

كل يوم يمضي وكلي أمل أن أستيقظ وأجدهما على قيد الحياة، وكل ما مضى حلم لا أكثر.

أتمنى لو أهديتها نجاحا قبل أن أهديها رثاء، كأمنيتي لو كتبت له كلاما فَرِحَت به عيناه قبل أن أهديه لذكراه.

فرحي في كل مكان كان يُخبِّئ في زواياه ظلمة، ظهرت بعد رحيلهما، إنها ظلمة الحنين.

كل ماحققت نجاحا تمنيتها هنا، كفرحي غير المكتمل بعده.

ليت، علَّ، عسى.

كم تلخص هذه الأدوات حياتنا كيف أصبحت كلها أمنيات وبعضها مستحيل (كعودته يوما ما)

حلمي أن أستيقظ وأراها كما كانت، كحلمي بأن أستيقظ و  يستقبلني بابتسامته التي أحسد صباحات كثيرة على استقبالها.

ليتها ترجع ويستقبلني ترابها الآمن، كاستقباله الدافئ عند عودتي للمنزل.

طال غياب سوريتي، كغياب أبي.

مؤلم رحيل سوريتي، كأبي.