شاهد: صور لفتاة سورية في تركيا تتناول الطعام من القمامة تثير جدلا واسعا

شاهد: صور لفتاة سورية في تركيا تتناول الطعام من القمامة تثير جدلا واسعا
رام الله - دنيا الوطن - وكالات
لليوم الثاني على التوالي، يتواصل في تركيا جدل حاد حول صور ومقطع فيديو لفتاة سورية تتناول الطعام من القمامة في مدينة غازي عنتاب جنوب البلاد.
وفي ظل تعدد الروايات وتضاربها حول الحادثة، اتهمت منظمة مقربة من الحكومة وكالة أنباء معارضة بـ«افتعال الحادثة» بهدف استخدامها في الدعاية الانتخابية ضد حزب العدالة والتنمية الحاكم، في حين اتهم آخرون الفتاة بـ«امتهان التسول ومحاولة استعطاف المارة». الفيديو الذي بثته وكالة «اخلاص التركية للأنباء» والمعروفة بمعارضتها للحزب الحاكم انتشر بشكل واسع جداً على شبكات التواصل الاجتماعي، في حين نشرت صحف تركية معارضة الصورة كمانشرت على رأس الصفحة الأولى، وكتبت: «لستِ أنت من يجب أن يخجل ويختبئ» الأمر الذي أثار ردود فعل غاضبة ومتباينة من الأتراك والسوريين على حد سواء.

يظهر في الفيديو الأول الذي بثته وكالة «اخلاص» فتاة سورية تبلغ من العمر قرابة الـ»22» عاماً تقوم بجمع الطعام من داخل حاوية قمامة في أحد شوارع مدينة غازي عنتاب وتأكل منه مباشرة.
الفتاة وفي حوار مع الوكالة التي زارتها في منزلها المكون من غرفة واحدة متهالكة قالت انها سورية ومتزوجة ولديها طفلين، قتل والدهم في الحرب الدائرة بسوريا وأنها تعمل على جمع الطعام من حاويات القمامة لإطعام أطفالها.

اتهامات للوكالة بـ«افتعال الحادثة»

هيئة الإغاثة التركية IHH قالت في توضيح لها على صفحتها على الفيس بوك أن فيديو وصور الفتاة السورية هو «أمر مدبر يهدف من خلاله الإساءة والدعاية الانتخابية ضد الحكومة التركية».
وقالت الوكالة في التوضيح الذي نشرته: «تواصلت هيئة الإغاثة التركية مع الجهات المعنية والجريدة التي رفضت اعطاء أي بيان أو معلومة عن السورية «أميرة» فيما يقصد منه الإساءة والدعاية الانتخابية ضد الحكومة التركية والمنظمات الأهلية الداعمة للسوريين فنرجو الحذر». ومن المقرر أن تجري الانتخابات البرلمانية في تركيا في السابع من شهر يونيو/حزيران المقبل، وسط منافسة شديدة بين حزب العدالة والتنمية الحاكم وأحزاب المعارضة التي وعد زعيم أكبر أحزابها كمال كليشدار أوغلو قبل أيام بالعمل على إعادة 2 مليون سوري من تركيا إلى بلادهم في حال فوزه في الانتخابات المقبلة.

الفتاة تلقت 250 ليرة تركية وزوجها لم يقتل

وفي تسجيل مصور آخر، ظهر ممثلون عن جمعية إغاثية تركية يحققون مع الفتاة حول صحة الحادثة بحضور المصور الذي التقط المشاهد بحضور زوجها التي ادعت في الفيديو الأول أنه قتل خلال الحرب الدائرة بسوريا.
وفي الفيديو قالت الفتاة إنها تلقت 250 ليرة تركية (قرابة 100 دولار) مقابل تصوير المشهد، وهو الأمر الذي نفاه المصور وقال أنه صورها بالمصادفة ومن ثم قام واثنان من زملائه بمنحها من كل واحد منهم «10 ليرات تركية».
وعندما طلب منها ممثل جمعية (imkander) الإغاثية احضار المبلغ لإثبات تلقيه من المصور رفضت الفتاة ذلك مدعية أنه مخبأ، ومن ثم غيرت أقوالها بأنها سلمته للشرطة، ويظهر ممثل الجمعية وهو يلوم العائلة على امتهان التسول مشيراً إلى أن المؤسسات الإغاثية التركية تقوم بتقديم المساعدات لهم بشكل دوري. ونقلت وسائل إعلام تركية عن جيران الفتاة أنها تعيش مع زوجها الذي يرسلها يومياً للتسول، معتبرين أنها تتقصد أن تظهر وكأنها تأكل من القمامة لاستجلاب عطف المارة، على حد زعمهم.

2 مليون لاجئ

وتقول تركيا انها استقبلت منذ بداية الثورة السورية قرابة 2 مليون لاجئ على أراضيها، وقدمت لهم مساعدات إنسانية بقيمة تجاوزت 5 مليارات دولار، حيث يقيم مئات الآلاف في مخيمات تتمتع بالخدمات الانسانية والصحية والتعليمية، في حين يتوزع الآخرون على المحافظات التركية.
وتتهم منظمات إغاثية تركية بعض اللاجئين السوريين برفض العيش بالمخيمات وتفضيل التسول على ذلك، حيث تعمل هذه المؤسسات بالتعاون مع منظمات سورية على محاربة الظاهرة الذي يقول الغالبية العظمى من السوريين إنها تسيء إليهم وللدولة التركية.

 

التعليقات