كشفت الكثير:سيدة المسرح الفلسطيني ميساء الخطيب لـ"دنيا الوطن":الحكومة اهتمت بالأمن على حساب الثقافة

كشفت الكثير:سيدة المسرح الفلسطيني ميساء الخطيب لـ"دنيا الوطن":الحكومة اهتمت بالأمن على حساب الثقافة
رام الله - خاص دنيا الوطن - نرمين العشي
يعتبر الفن هو الإرث الحقيقي والحضاري للامم، به تفتخر وتتنافس ،ويتحدد مدى قيمة الفن من خلال انعكاسه على ثقافة المجتمع سلبا أو ايجابا.

 ولا نغفل في هذا المقام الفن المصري لأنه بمثابة الدافع الحقيقي لنشأة الفن في جميع الدول العربية لسبب رئيسي وهام أن مصر كانت الرائدة في هذا المجال بين الدول العربية .

 فلسطين بكل ما فيها من معاناة وألم تحاول أن تخلق لنفسها مكانة في عالم الفن سواء كان سينمائي او مسرحي او تلفزيوني الخ...

وبهذا الصدد "دنيا الوطن" تحاور فنانة فلسطينية قديرة وتعتبر سيدة المسرح الفلسطيني السيدة ميساء الخطيب

من هي ميساء الخطيب ؟
ميساء الخطيب فلسطينية من بلدة اسمها الخالصة من اصبع الجليل ..اهلي هُـجروا عام 48 الى لبنان .. وفي لبنان تزوج ابي من أمي .. ولدت في مخيم تل الزعتر وعشت في المخيم لغاية عمر 15 سنة حتى وقوع مجزرة تل الزعتر ..

خرجنا من تل الزعتر  الى  الشتات عشت في اوربا وبلاد كثيرة حول العالم الى ان تحقق جزء من الحلم بالعودة الى جزء من وطن ما زال غير محرر .. على امل ان نرجع الى بلادنا الى قرانا .. انا مؤمنة وايماني عميق ان لم ارجع انا فابنتي غزل ستعود الى بلدها يافا او الى قريتي الخالصة .. بالنهاية طفلتي يجب ان تعود الى بلدها الاصلي .. اقامتنا برام الله مؤقتة اسكن في رام الله لكن انا بنت الخالصة ..وانا متأكدة من ذلك هذه حتمية تاريخية ..

 مين اقرب الى قلبك سميرة ام ميساء ؟ ولماذا ؟
ميساء .. لان من اطلقه على اقرب الناس الى قلبي " الحكيم جورج حبش " حتى اهلي بالبيت ينادون على باسم ميساء .. وهذا الاسم يعني لي الكثير ..

فلسطين مليئة بالاحداث السياسية والاجتماعية .. لماذا لم تزدهر الدراما لغاية الآن ؟
هذه اشكالية كبيرة والحديث فيها يطول .. والسبب الاساسي غياب المؤسسات من بداية تأسيسها وحتى السلطة  لم تولي اهتمام كبير بالعكس .. اقل شيء في حياتنا السياسية والاجتماعية والثقافية هو الاهتمام بهذا الجانب بالتحديد .. لم يدركوا من بداية تشكيل اول حكومة لغاية الان كم هي مهمة الثقافة بحياة اي شعب في العالم .. واعطوا في المقابل الاهتمام الاكبر للجانب الامني .. لذلك نجد ان اغلب ميزانية السلطة موجهة للجانب الامني ..وليس لاي جانب اخر .. لا تعليمي ولا ثقافي .. ومثال على ذلك .. اعتقد ان ميزانية الامن 32% بينما ميزانية الثقافة .0003% !! وكانت سابقا .0002% .. ويتم انفاق هذه الميزانية البسيطة جدا لا توزع على الاعمال الفنية.. بل على كل ما يتعلق بالثقافة من وزارة لـ رواتب موظفين ولـ دعم الاعمال الفنية الخ ...

عند غياب الدعم المعنوي والمادي من قبل الحكومة  وتكون الثقافة اخر همها فمن الطبيعي ان يكون من الصعب ترسيخ الثقافة بين الأطفال .. والقصة اصبحت جهد فردي لبعض الفرق كم هي قادرة تصمد على الارض من دون دعم حكومي حتى تستطيع تأدية رسالتها ..في النهاية نحن نحمل رسالة ونحن نؤديها من خلال الفن ..سواء كان مسرح او سينما او تلفزيون ..اي نوع من انواع الفن ..نحن نحفر في الصخر ونؤمن بأن رسالتنا يجب ان تصل سواء بدعم او بدون دعم .
 
المسرح صعب جدا .. لماذا اخترتيه ؟
لانه اصعب الفنون .. لسبب كتير بسيط  على الخشبة وان تؤدي تتلقي ردة فعل المشاهد  فورا ..هل دخلت لأحاسيسة ام لا ..هل وصلت الرسالة ام لا ؟ هذا نراه مباشرة .. على المسرح يجب ان تخرج المشاعر صادقة في الاداء  .. لانه لا يوجد مجال للخطأ والتكرار  كما يحدث امام الكاميرا !! يجب ان يكون الممثل بقمة الصدق حتى يصل الاحساس للجمهور ..

وانا احب المسرح لاني بالاصل راقصة فنون شعبية  لمدة ثلاثة عشر عاما .. وخشبة المسرح تعني لي الكثير ..

ممثل المسرح مميز دائما .. وقيمته كبيرة .. لكن ما بياخد حقه ؟
حسب الممثل نفسه .. وماذا يريد من وراء المسرح  .. فأنا اريد من وراء المسرح  ايصال صوت فلسطين للعالم .. كل مسرح له طبيعته المختلفة .. فانا لا استطيع ان افرض على مسارح العالم ان تقدم اعمال تراجيدية مثل الاعمال التي نقدمها في فلسطين ..لسبب بسيط لانه لا يشعر بهذه المعاناة ..لذلك لن يقدم تراجيديا سيقدم كوميديا .

 نحن نلجأ الى نوعين على المسرح .. تراجيديا وكوميديا بداخل التراجيديا ..نحن نضحك بكاء على حالنا ..او نبكي ضحك على حالنا .. اخر اعمالنا لفرقة المسرح الشعبي  اسرق اقل رجاءا .. تتحدث المسرحية عن الفساد وفيها كوميديا .. وهي كوميديا نابعة من مأساة  نعيشها !! .. ونحن لا نعمل كي احصل على جوائز .. هذا اخر همي .كمسرح شعبي ايضا هذا اخر همنا، نحن لدينا رسالة ونريد أن تصل، ونحن معنيين ان تصل داخل البلاد قبل الخارج .

وهذا لا يعني اننا اذا شاركنا بالهرجانات  وحصلنا على الجوائز اننا سنرفضها بالعكس !! نحن نشارك باسم فلسطين وعندما نحصل على جوائز لا تكون لسواد عيوننا .. بل لان هناك عمل فلسطيني قدم واستحق الحصول على جائزة ..

وفي الايام القادمة ساذهب الى تونس لتكريمي هناك وهذا لأجل فلسطين وليس من اجل ميساء الخطيب ..

 
هل تعرضت لمحاربة من قبل المجتمع  ؟ ورفضهم لمهنة التمثيل ؟
انا من اكثر الممثلات الفلسطينيات حظا في الدنيا لسبب بسيط ان اكبر داعم لي لخوض هذه التجارب عائلتي الصغيرة ومن ثم عائلتي الكبيرة، لم اتعرض لاي اشكالية لانني ممثلة مسرح او تلفزيون ، ويمكن السبب ان عائلتي متفتحة وايضا فلسطينين.

  ولان رسالتي من خلال خشبة المسرح دائما فلسطين، لذلك هم احترموا عملي، و هناك من تعرضن لمشاكل اجتماعية واسرية وضغوطات هائلة وهناك  من تركت وهناك من استمرت، انا اشعر بالدعم بكل من حولي من الاهل والاصدقاء..

وأذكر أن اثناء الحرب على غزة عام 2009  قدمنا عمل اسمه الضوء الاسود ..في القاعة التي تتسع لـ 700 مشاهد كان هناك 1200 مشاهد !! وذهبنا الى نابلس كان هناك 800 مشاهد ..في البرد القارس يخرج الناس لمشاهدة عرض مسرحي لدعم غزة فهذا انجاز ..


ما هي الادوار الفنية التي تعتزي بها ؟ ولا زلتِ تذكريها ؟
لا يوجد عمل لي نسيته، كل عمل عملته احببته سواء مسرح او تلفزيون.
اغنية محمد عبده لبيك يا امي لبيك  اثرت بي كثيرا، انا احب اعمل عن المخيمات لانه يجب تسليط الضوء على حياة الاجي في المخيم  لا زال يعيش على الفتات..

 ما هي اخر اعمالك الفنية ؟
احضر لمسلسل عن الانتفاضة الأولى مع المخرج يوسف الديك " صراع الارادات " عبارة عن 30 حلقة .. اتمنى ان يصل للناس والمسلسل يحكي عن سلبيات الانتفاضة الاولى قبل ايجابياتها بما فيها العملاء والمناضلين والامهات  والعائلات وكل ما يتعلق بالانتفاضة الاولى، وهو عمل درامي ضخم لم يتطرق اليه احد من قبل .

 
كلمة اخيرة للجمهور الفلسطيني 
على قدر دعمكم لنا نستطيع ان نعطي ..نحن بدون الناس ولا شي ..التفاف الناس حول الفرق المسرحية والاعمال الفنية هو من سيعطي ديمومة لهذه الاعمال وليس فقط المسرح ..

 الفضل الاول والاخير لفلسطين .. فلسطين اللي عملت ميساء الخطيب ..
 

 



 




التعليقات