وزارة الثقافة واللجنة الوطنية لإحياء ذكرى النكبة في محافظة طوباس ينظمان ندوة

رام الله - دنيا الوطن
نظمت وزارة الثقافة في محافظة طوباس والأغوار الشمالية، بالتعاون مع اللجنة الوطنية العليا لإحياء الذكرى السابعة والستين للنكبة ندوة ثقافية بعنوان:( الحياة الثقافية في فلسطين قبل النكبة وبعدها)، في قاعة مدرسة بنات طوباس الثانوية، بحضور عبد الله دراغمة وبشار بني عوده من محافظة طوباس، وطاقم مكتب الثقافة، وأعضاء من المجلس الاستشاري الثقافي، وممثلي المؤسسات الرسمية والأهلية، وحشد من المدعوات والمدعوين، والمهتمين بالشأن الثقافي .
وألقى عبد الله دراغمة كلمة نقل فيها تحيات اللواء ربيح الخندقجي محافظ محافظة طوباس والأغوار الشمالية، مشيرا ً إلى أهمية إحياء ذكرى النكبة؛ حتى تظل حاضرة في أذهان الأجيال،متمنيا ً تحقيق حلم الشعب الفلسطيني في العودة والحرية وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
ورحب مدير الثقافة عبد السلام عابد الذي أدار الندوة بالحضور، وأشاد بجهود الدكتور احمد حامد الذي تخرجت على يديه العشرات من الأجيال الجامعية،ومشيرا ً إلى مؤلفاته الثقافية التي تربو على خمسة وأربعين كتابا ً، وباعتباره رئيسا ً لمجمع اللغة العربية الفلسطيني، ومشاركا ً فاعلا ً في الأنشطة الثقافية التي تنظمها وزارة الثقافة.
وأوضح الدكتور أحمد حامد في الندوة: أن فلسطين كانت وما تزال مكان صراع دائم على مدار التاريخ، ولم تتمتع بالأمن والسلام والاستقرار، ورغم الاحتلال البريطاني ووعد بلفور والصراعات المحتدمة إلا أن فلسطين شهدت نهضة اقتصادية قبل عام 1948م، كما أن الحياة الثقافية تطورت قبل النكبة، من حيث زيادة عدد المدارس، وظهور الصحف والمجلات والمطابع، وتمتين العلاقات الثقافية بين فلسطين والبلدان العربية، وإحياء التراث العربي والاهتمام باللغة العربية، بحيث تتواءم مع متطلبات العصر الحديث، وظهور المجامع اللغوية في سوريا ومصر، ومشاركة فلسطين في عضويتها من خلال إلقاء المحاضرات الأدبية و اللغوية والثقافية فيها، وأوضح حامد أنّ فلسطين شاركت في نهضة الحياة الفكرية في عالمنا العربي، وكانت القدس ويافا وحيفا وصفد وغزة وغيرها من المدن مصادر إشعاع ثقافي، حيث ظهر العديد من الأدباء والشعراء، وعلماء التاريخ والفقه والسياسة، ممّن اغنوا المكتبة العربية، إضافة إلى إنشاء المكتبات العامة والخاصة، وكانت فلسطين ملتقى الأدباء والشعراء والساسة العرب قبل العام 1948م، وبعد النكبة عاش الشعب الفلسطيني ظروفا ً قاسية دفعت بالمثقفين منهم إلى إكمال دراساتهم في الجامعات العربية والغربية.
وتحدث الدكتور حامد عن إسهامات أدباء فلسطين ومثقفيها في الحياة الثقافية العربية في مصر وسوريا ولبنان والعراق والأردن ودول الخليج العربي، ومنهم من تشبثوا بالوطن، وظلوا مقيمين فيه فأنتجوا ثقافة المقاومة، وأشار إلى أن الفترة الواقعة ما بين عام 1948م إلى عام 1967م تعد من أصعب الفترات التي مرت على الشعب الفلسطيني، وأشار إلى انتعاش الحركة الثقافية، وظهور أدب المقاومة على أيدي أدباء جدد مثل: محمود درويش،و توفيق زياد، وسميح القاسم، وفدوى طوقان، وغيرهم.
وأوضح الدكتور حامد انه ورغم ظروف الفقر التي عانى منها الشعب الفلسطيني إلا أن المتعلمين منهم التحقوا بالجامعات العربية، وحرصوا على إكمال دراساتهم، فأجادوا وأبدعوا ومن هؤلاء: قدري طوقان، واسحق موسى الحسيني، وأكرم وعادل زعيتر،وخيري حماد وغيرهم الذين أسهموا في تفعيل المجامع اللغوية والعلمية، إضافة إلى أن الكتاب والمؤلفين الكبار في التاريخ والعلوم والآداب كانوا منتشرين في الجامعات العربية كلها من المحيط إلى الخليج. ومع ظهور منظمة التحرير الفلسطينية في أوائل الستينات قوي الشعور الوطني، وعكف الأدباء والمثقفون الفلسطينيون على إظهار الهوية السياسية والثقافية والحضارية للشعب الفلسطيني .
وفي نهاية الندوة، جرى نقاش ثقافي بين المحاضر والجمهور .