إهانة الكوفية الفلسطينية .. وذم القيادات الفلسطينية

إهانة الكوفية الفلسطينية .. وذم القيادات الفلسطينية
كتب غازي مرتجى
انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة تصميم ملابس على شكل "الكوفية الفلسطينية" وبعض من ارتداها وصممها اعتبر تصميم ملابس مُستوحاة من الكوفية الفلسطينية جزء من اعادة احيائها وتخليد المعاني السامية للكوفية ورمزيتها!

لكن الغالبية العظمى من المواطنين ترى في تصميم ملابس قد تكون "غير مناسبة" على شكل كوفية فلسطينية نوعاً من الازدراء لرمزية الكوفية ومحاولة لطمس الثقافة الفلسطينية التي عُرّفت بالكوفية المرقطة التي ارتداها ابو عمار .


آخر تلك التقاليع هو تصميم مواطنة اسرائيلية لـ"ميني جيب" على شكل الكوفية الفلسطينية وهو قمة في الانحطاط ما لم تقف الجهات الرسمية بحزم أمام تلك المخططات المشبوهة .

إنّ تقزيم صورة "الكوفية" لتصل حد الميني جيب يُعتبر إهانة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى , كيف لا وهذه الكوفية ارتداها شهيد شهداء الشعب الفلسطيني ابو عمار وأصبحت رمزاً للتحرر والنضال مقرونة بعلامة النصر الشهيرة .

تزامنت "حركات" تصميم الملابس المزخرفة بالكوفية بحملات أصبحت مُعتادة لتشويه الرموز التاريخية الفلسطينية فبدءاً من ياسر عرفات مروراً بصلاح خلف وابو جهاد والشقاقي واحمد ياسين , يُحاول بعض مُحبي الظهور الطعن في نضال رموز الشعب الفلسطيني واستساغوا تلك المهنة والطريقة للوصول الى حالة جدال سفسطائي لا يجب الخوض فيه أصلاً ..

تطورّ الهجوم على شهداء الثورة الفلسطينية نحو الخوض في أحقية بعض الصحابة -الخلفاء الراشدين- من كونهم خلفاء للرسول او عدمه بل وُصف أحد الخلفاء بأنه "فاسد" ..!

الأمة التي بلا تاريخ ليس لها مستقبل , وفي بلاد "الغرب" يُقدسّون تاريخهم رغم مروره بفترات "سوداء" ولا تزال حُمى الأصل والنسب والحسب في تلك البلاد قائمة نظراً لاحترام هذه الشعوب لرموزها وعدم العمل على تشويهها , فوحشية هتلر مثلاً لا تمنع الألمان من ابداء اعجابهم بقائدهم واعلان معارضتهم لبعض اجراءاته دون الخوض في عمليات تشويه ممنهجة تفقد قيمة الوطن أولاً قبل الشخص .

انّ الجهات المختصة وحركة فتح على وجه الخصوص مطالبة باطلاق حملة توعية ضخمة لاعادة الزخم لـ"الكوفية" والوقوف بوجه المخططات التي من الواضح انها "مرسومة بدقة" لوأدِها ومحاسبة كل من يحاول العبث بالتاريخ الفلسطيني المليء بالصفحات ناصعة البياض .

تقزيم الكوفية فاستسهال ذم قيادات الشعب الفلسطيني وتشويه تاريخهم وصولاً الى تحقير حقب تاريخية هامة سواء عربياً او فلسطينياً كل هذا لن يؤدي إلا إلى فقدان أهمية الوطن بل وربما انتهاء القضية الفلسطينية ..