" لقاء نسوي في قلقيلية" لمناقشة التحديات التي تواجه المدينة

" لقاء نسوي في قلقيلية" لمناقشة التحديات التي تواجه  المدينة
رام الله - دنيا الوطن
عقد اليوم مركز التعليم البيئي/ الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة – بيت جالا- وبلدية قلقيلية لقاء للمنتدى النسوي البيئي بمقر البلدية، وفتحت أربعون من الناشطات النسويات حواراً مع رئيسها عثمان داود، وعضو المجلس البلدي خالد جبر، وناقشن التحديات البيئية التي تواجهها مدينتهن. وحضر اللقاء ممثلون من المؤسسات الرسمية وفعاليات قلقيلية.

وتولت الناشطة النسوية نهاية عفانة إدارة النقاش، وذكرت في مستهله أن بوسع النساء تقديم العديد من الحلول والإبداعات للمجتمع، وتغيير الحال البيئي الصعب في تجمعاتهن، إن توفرت الإرادة.

وقال داود في معرض رده على المشاركات في الحوار التفاعلي إن الهم البيئي في قلقيلية يوجع القلب، ويستنزف موازنة البلدية، التي توظّف 70 عاملًا لتنظيف الشوارع وحدها صباح مساء، فيما يعمل 24 على جمع النفايات من المدينة، ما يكبد المجلس البلدي خسائر فادحة تصل إلى مليوني شيقل سنويًا، عدا عن التحديات المكلفة الأخرى.

وتطرق رئيس البلدية إلى الصعوبات التي يفرضها الاحتلال، جراء جدار الفصل العنصري، الذي قلص مساحة المدينة إلى نحو 9 آلاف دونم، بعد أن كانت ممتدة على 30 ألف دونم، فيما لا تجد البلدية مكاناً لإقامة مكب للنفايات، وفي وقت تنتج المدينة نحو 50 طن منها يوميًا، وسط رفض الاحتلال فتح ممرات للمياه العادمة بجدار الفصل، ما يخلق كارثة بيئية.

وأكد داود أن الواقع البيئي الصعب المفروض على المدينة، يحول حياة المواطنين إلى جحيم، ويهدد شجرة البرتقال التي تتخذها البلدية شعارا لها منذ تأسيسها القرن الماضي. ورحب بمبادرة "التعليم البيئي" تأسيس المنتدى النسوي، مشيرًا إلى ضرورة أن  تخرج النساء بمبادرات تغير هذا الواقع في 22 تجمعًا على طول المحافظة.

وأعرب داود عن استعداد البلدية لدعم المبادرات الخضراء وتشجيعها، حاثًا المركز والناشطات النسويات على اعتبار البيئة قلقًا يحمل العديد من الأبعاد الوطنية والاقتصادية والحياتية، وتمس كل شرائح المجتمع.

بدوره، أشار المدير التنفيذي لـ"التعليم البيئي" سيمون عوض أن المركز شرع منذ العام الماضي في إطلاق منتديات نسوية وطلابية، لتشجيع المنخرطين فيها على تبني مبادرات تغير الواقع القاسي الذي تعانيه البيئة الفلسطينية، ويوفر للقيادات النسوية والطلابية فرصة التواصل مع المسؤولين المحليين، وتؤسس لثقافة المشاركة، كما تعيد الروح الغائبة إلى العمل التطوعي.

وأضاف أن المركز أسس منتديات في نابلس وطولكرم وطوباس وبيت لحم وجنين وقلقيلية، تضم ناشطات نسويات ومبادرات وطلبة جامعات، ونفذ العديد من الأنشطة الخضراء لمناسبة يوم البيئة، وعقد تدريبات على مهارات بيئية مختلفة، وأطلق سلسلة محاضرات تثقيفية حول أنفلونزا الطيور، وغرس الأشجار. وينظم الآن سلسلة حوارات مع المسؤولين المحليين في عدة محافظات، في محاولة للتوصل إلى حلول للتحديات، وتحفيز النساء على المشاركة المجتمعية.

وذكرت عضو ركن المرأة بقرية حبلة نادرة خروب، إن البيئة بحاجة إلى تنفيذ مبادرات تبدأ بالأطفال، وتستهدف كل فئات المجتمع. فيما أشارت المربية ختام عفانة إلى أهمية أن تعالج المنتديات النسوية تراجع الثقافة البيئية لدى المواطنين، من خلال تقديم نماذج عملية لأحياء نظيفة في المدينة. وتطرقت مديرة المدرسة العمرية ريم عبد الحافظ إلى ضرورة الانطلاق بمبادرات لتعليم الأطفال فرز النفايات، والعائد الممكن الحصول عليه منها.

وقال ممثل محافظة قلقيلية محمد أبو الشيخ أن على المنتديات العمل مع المؤسسات الرسمية، وممارسة حملات تدعو إلى تطبيق القانون بحق منتهكي البيئة. واستعرض  المهندس عمار غانم من مديرية الصحة ما تفرضه النفايات الطبية من تحديات، وما تستوجبه من طرق آمنة للتخلص منها.

وتحدثت ممثلة وزارة العمل إيثار بدران حول سبل تفعيل المبادرات البيئية في المدارس، وتحفيز الطلبة على نقلها إلى الواقع. والترويج لثقافة التدوير، وإعادة استخدام إطارات السيارات في تجميل البيئة بدل حرقها.

وأشارت سهاد هاشم ممثلة الإغاثة الطبية إلى ضرورة أن تراعي البلدية إيجاد مساحات خضراء، لاستعمالها كمتنفس للأطفال في المدينة المحاصرة. وذكرت الناشطة سهام عيسى أن التحديات البيئية بحاجة إلى توعية وتثقيف من الأخطار المترتبة عليها، ومن المهم أن تبدأ المنتديات بالتثقيف والتوعية على نطاق واسع. واقترحت المهندسة هناء جعيدي أن تبدأ المنتديات بحملات للحفاظ على الموارد الطبيعية، وتقلل من الاستهلاك.

وقال المنظمون إن المنتدى النسوي سيشرع بالعمل في المدينة وتجمعاتها، ضمن  مبادرات تركز على استخدام المهارات البيئة في كل مجالات الحياة، والانطلاق نحو التجمعات القريبة ورياض الأطفال، لتكون صديقة للبيئة، وتشرع في مهمة تربية بيئية في سن مبكر للصغار.