الحقبة الأسدية

الحقبة الأسدية
بقلم : الدكتور عصام الخضراء

طبيب فلسطينى مقيم فى النمسا


2500 عام أمضاها السوريون تحت حكم الغرباء الى ان تمكنوا بعد اجلاء اخر مستعمر فرنسى فى العام 1946 من حكم بلادهم بأنفسهم .

ابتداء بالاحتلال الفارسى الأول فى العام 531 قبل الميلاد "ق.م" فى ظل الدولة الساسانية تبعه الاحتلال الأغريقى بقيادة "الاسكندر المقدونى" فى العام 333" ق.م" ليستلم زمام الأمور فى سورية قائده العسكرى "سلوكيوس" ويؤسس عاصمة انطاكيا.

وبعد ذلك جاء الرومان، الذين احتلوا سورية فى العام 64 "ق.م" قبل الميلاد ثم انتقلت الأمور الى بيزنطة بعد تقسيم الإمبراطورية أعقبه الاحتلال الفارسى الثانى فى العام 540 ميلادية بقيادة "كسرى الأول"، الذى دمر وسحق مدينة حلب ونهب انطاكيا وافاميا.

أعاد "كسرى الثانى" الكرة فى العام 613 ميلادى فدمر دمشق، غير أن هرقل البيزنطى استطاع فى العام 628 ميلادى من طردهم من سورية ليلقى هو نفسه بعد ثمانى سنوات نفس المصير نتيجة الفتح العربى.

تعاقب الأمويون، العباسيون، السلاجقة، الأزيكيون، الأيوبيون، المماليك، الأتراك، ومن ثم الفرنسيون، تعاقبوا جميعا على حكم سورية.

بعد استقلال سورية فى العام  1946 سادت البلاد فترة انقلابات عسكرية، استمرت حتى العام 1958 نتيجة الجهل والغرور والثقة بالنفس المبالغ فيهم.

وبعد القضاء على الوحدة مع مصر وصل حزب البعث الى السلطة وتربع الرئيس حافظ الأسد على عرش سورية لحوالى اربعين عاما، شهدت سورية خلالها استقرارا سياسيا واقتصاديا نسبيا.
كان باستطاعة هذا الأسد الأب أن يكسب قلوب السوريين لو انتهز هذه الفرصة، وقام بإرساء قواعد الديمقراطية وتخفيف العبء الجاثم على كاهل المواطن، لكنه عوضا عن ذلك حولها الى جمهورية وراثية أفضت الى ما سنعايشه قريبا من انتهاء المرحلة الأسدية، وبحسب رؤيتنا فإننا سنشهد سنوات من تصفية حسابات لمعارضة فاسدة ، التى ستؤدى حتما وفى نهاية المطاف الى تقسيم سورية.