الخارجية: الإحتلال والعنصرية وجه إسرائيل الحقيقي

رام الله - دنيا الوطن
 من يعرف حقيقة إسرائيل كدولة قائمة بالإحتلال في فلسطين، تأسست عبر سلب أراضي الغير وإحلال المستوطنين مكانهم، وهجرتهم من ديارهم بالقوة، وتمارس ضدهم شتى أشكال الجرائم والعقوبات الجماعية والإضطهاد والقهر والظلم، لن يتفاجأ بما شاهده العالم من تصرفات عنصرية ضد كل من هو ببشرة سوداء داخل تلك الدولة التي تدعي النقاء والاخلاقية، وتصور نفسها دوماً بأنها الضحية.

     بالأمس القريب، جاء الإعتداء الوحشي الذي مارسه شرطيان إسرائيليان من الاشكناز على جندي إسرائيلي من أصل أثيوبي، لإظهار قمة العنصرية التي انغرست في مكونات المجتمع الإسرائيلي كافة، وفي المؤسسات الرسمية الإسرائيلية، إذ لم يحميه لباسه العسكري من عنصرية الشرطيان الإسرائيليان الذين استفزا لمجرد كون لون الأثيوبي أسوداً، فانكبا عليه إعتداءاً وضرباً يجسدا روح الكراهية والحقد والعنصرية التي مارسها الإحتلال يومياً، وعلى مدار عشرات السنوات ضد أبناء الشعب الفلسطيني بمجرد رؤيتهم لإنسان ينطق العربية، أو يلبس لباساً عربياً، أو يتنفس هواءاً أو يعشق الأرض العربية..... إلخ.

     ورغم كل الضجيج الذي يحاول رئيس الحكومة الإسرائيلية إخراجه للتغطية على هذه الجريمة إلا أن سجل الدولة العبرية واسع وحافل في هذا المجال، ويكفي الإشارة إلى ظروف حجز المهاجرين ذوي البشرة السوداء في مراكز الاعتقال الاسرائيلية غير الإنسانية لأشهر إن لم يكن لسنوات، ومن ثم إجبارهم على الرحيل بالقوة، إلا إنعكاس للمرآة الحقيقة لذلك الوجه البشع لدولة الإحتلال الإسرائيلي، بحيث نرى من جهة ذلك الإحتلال بأبشع صوره ضد الإنسان الإسرائيلي الآخر، ومن جهة أخرى نرى الوجه الآخر لدولة الإحتلال في تعدياتها  العنصرية الفاشية ضد كل من هو ليس على لونهم وشاكلتهم ودينهم ضد الشعب الفلسطيني.  

     تطالب الوزارة المجتمع الدولي بضرورة أن يرى ويُبصر ما يحدث في دولة الإحتلال من جرائم ترتكب تحت مسميات مختلفة، قبل أن تستفحل الأمور وتخرج عن السيطرة، وحفاظاً على الأمن والسلم والاستقرار في منطقتنا برمتها.