عن رواتب موظفي حماس في غزة

عن رواتب موظفي حماس في غزة
بقلم: شريف النيرب
أجبرت حكومة إسماعيل هنية التي سيطرت على قطاع غزة سابقاً لثماني سنوات وقف رواتب موظفيها في مايو العام الماضي ، اللذين يقدروا بحوالي أربعين ألف موظف ، وذلك بعد تضييق الحصار على قطاع غزة ووقف التهريب عبر الأنفاق وملاحقة مصادر تمويل حركة حماس الخارجية ، وهو ما كان دافعاً لإتخاذ موقف من الحركة للتوقيع على إتفاق الشاطىء في منزل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة إسماعيل هنية ( تحليل ) وسمي بإتفاق الشاطىء .  

وقع الطرفان على بنود الإتفاق و قدر الإمكان آثر الطرفان الموقعان على نشر بعض من بنود ما تم الإتفاق عليه ، ووضعت بنود الخلاف الرئيسية في صناديق أشبه بالصناديق السوداء المخصصة لحوادث الطائرات ، ومع ذلك رحب الشارع الفلسطيني رغم تخوفه من نوايا الطرفين بالإتفاق ،وإنزعج الطرفان معاً إجماع الشارع على التخوف من إتفاق ، إتضح إنه حصة تدريبة مارس السياسي الهاوي والصحفي المبتدأ والمحلل الناشيىء والمواطن الغلبان كل على طريقته التفسير والتحليل والتصريح فيها.  

حاولت حكومة إسماعيل هنية التي حكمت قطاع ثماني سنوات أن تتذاكى في الإتفاق وإلقاء قنبلة موظفي غزة اللذين يقدروا بأربعين ألفاً من الموظفيين في وجه حكومة التوافق وهو ما إعتبرته حركة فتح محاولة إستذكائية من حركة حماس لإستخدام السلطة الفلسطينية بين قوسين ( صراف آلي ) لموظفي حركة حماس حسب تصريحات وبيانات منسوبة لحركة فتح .  

ثم بدأ الصندوق الأسود في إتفاق الشاطىء يتحدث عن نفسه ، قضايا وقنابل كبيرة إكتشفنا أنها عالقة وهي في الأساس الإنقسام الحقيقي والفعلي الذي يحتاج إلى وفاق وكأن الطرفان إتفقا على أن يوقعا على ورقة يبدو لي كانت ( بيضاء ) في مظاهرة كاذبة أمام الصحفيين ثم بدأ سجال الحركتين من يعطل إتفاق الشاطىء ؟ معطلات إتفاق الشاطىء هى ذاتها معطلات إتفاق القاهرة واليمن وقطر .

 حماس تريد من فتح تمويل موظفيها ( صراف آلي ) وتبقى الوضع كما هو عليه ( رواية فتح ) فتح تريد سيطرة كاملة على قطاع غزة وكذلك عودة كاملة لموظفيها وإستثناء موظفي حماس ( رواية حماس ) لا أريد الحديث عن محاولات د. رامي احمد الله الحثيثة العمل على تجاوز عثرات الوفاق وزياراته الى القطاع وإجتهاده في الوصول إلى صيغة تفاهم وهي محاولات بالمناسبة أفشلت برأي محللين وفصائل بسبب المتاريس التى وضعت لعرقلة حكومة التوافق من البدء في تنفيذ ما تم الإتفاق عليه بعد مرور عام عليه لكن سبحان الله هي هي ذات النغمة في إلقاء التهم والمسؤوليات وبنفس المستوى ومن نفس الأشخاص ( أرجوكم غيروا الأشخاص المتراشقة ) خلونا نشعر أن هناك شيىء جديد وفي خضم هذا الصراع ( صراع القاع ) عام كامل جاعت وانا آسف على المصطلح أربعين ألف أسرة من موظفي حماس ( هؤلاء موظفيين في حكومة الوفاق ) وكأنها أخلت المسؤولية تماماً عن مصير عائلات هؤلاء الموظفيين ووجدت من إتفاق الشاطىء مساحة لتحميل السلطة المسؤولية عن لقمة عيش هذه العائلات ( تتحدث فتح ) وحركة فتح تعتقد أن هؤلاء موظفيين إحتلوا وزارات السلطة الفلسطينية خلال أحداث ١٤-٦-٢٠٠٧ ورغم ذلك سيتم إستيعابهم بالكامل وفق القانون ( وهو ما تراه حماس تعمداً فتحاوياً لإقصاء الرتب والرواتب من موظفيها ) هذه هي الحقيقة ماهو مصير هذه العائلات ؟؟ سؤال كبير ؟؟ من يستطيع الإجابة عليه ؟؟ على إعتبار أن فتح لا تريد إستيعاب موظفي حماس ، لماذا لم تصرح حماس أننا متراجعون عما تم الإتفاق عليه ( ورجعوا رواتب موظفيكم ) ؟؟ دون اللجوء إلى إفتعال قوانين تكافل وتحميل حكومة الوفاق المسؤولية عن فرض هذه الضرائب . ألم تكن حكومة حكومة إسماعيل هنية حكومة إكتفاء ذاتي ومصدرة للمنتجات ولديها إقتصاد متين قبل الإتفاق وذلك على لسان د. زياد الظاظا ؟؟ سؤال آخر : يا حكومة الوفاق هل أنتم مستعدون فعلاً لإستيعاب هؤلاء الموظفيين وفق القانون؟؟ 

في السياسة إنتهى الحديث : أنا كمواطن أشعر أن هذا الموظف ( إنضحك عليه ) لأن الموظف نفسه مش عارف هو موظف حماس ولا حكومة الوفاق ؟؟ أنا كمواطن أشعر بالحزن والجرح على أطفال هؤلاء الناس ( حرام شرعاً ) المساس بقوت الأطفال مهما بلغت ذروة الخلاف أو الإختلاف حماس عاجزة مالياً ( وهذه حقيقة ) مطالبة بالتنازل وإعطاء حكومة الوفاق صلاحياتها كاملة في الوزارات والمعابر والأمن وحكومة الوفاق مطالبة بتطبيق إلتزاماتها تجاه قطاع غزة المنهك إرحمونا - لا أريد الحديث عن قضايا إنسانية في هذا الموضوع وطرح نماذج لكن يكفي أنني سمعت مداخلة من موظف من سكان شمال غزة يأتي يومياً سيراً على الأقدام للعمل في محافظة غزة ويعود بنفس الطريقة ( بكل تأكيد لا يوجد في بيته كيس طحين ) هذاشيىء محزن ومؤلم لم نكن يوماً لنختلف إلى هذا الحد من القساوة كما أن حماس عليها أن تدرك أن غزة ليست قطعة جغرافية منعزلة عن العالم عليها أن تتفهم أن أفعالها أجبرت خمسين ألف موظف على إلتزام بيوتهم وأن عودة هؤلاء المحترمين ليس منة وعلى بعض المغرديين من أبنائها أن لا يصنعوا مقارنات مجافية للأدب ( موظف ما يسمى مستنكف يتقاضى راتب ) ومن يعمل لا يتقاضى راتب أصل الحكاية خطأ تاريخي وقع بني عليه مصطلح مستنكف وغير مستنكف رحم الله والديكم…

شريف النيرب  
عضو الأمانة العامة - نقابة الصحفيين الفلسطينيين
 [email protected]