(تحليل) :"مكة 2" و ما قبل خطبة "هنية" في الحي السعودي .. هل سنكون أمام "عاصفة حزم" سياسية ؟

(تحليل)  :"مكة 2" و ما قبل خطبة "هنية" في الحي السعودي .. هل سنكون أمام "عاصفة حزم" سياسية ؟
تحليل إخباري 
كثُرت الأحاديث في الآونة الأخيرة عن اتصالات سعودية بين طرفي الانقسام لإبرام اتفاق مكة 2 جديد لإنهاء الانقسام الفلسطيني المستمر منذ ثمانية سنوات .

إلا أنّ وكالات الأنباء لم تنتبه لكيفية إجراء السعودية للاتصالات في حين كانت المملكة منشغلة بترتيبات بيتها الداخلي بعد اعفاء ولي العهد السعودي وولي ولي عهد الملك وتعيين "المُحمدين" ولياً وولياً لولي العهد ..

الحديث عن اتفاق مكة 2 بدأ بعد "خطبة الجمعة" التي أدّاها اسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في مسجد بالحي السعودي برفح , طالب من خلال خطبته الملك السعودي سلمان بالتدخل لإنهاء الانقسام الفلسطيني ورّحب بدور السعودية المستمر بدعم القضية الفلسطينية ..

ما قبل خطبة هنية .. كان هنية الابن "عبد السلام هنية" يتجوّل في المملكة العربية السعودية ويلتقي بالمسؤولين هناك في مهمة امتزج فيها الطابع الرياضي بالسياسي وهو بالعادة يمتزج في الوضع الفلسطيني المُلبّد بالانقسام منذ عقد إلاّ نيّف .

"هنية الابن" المعروف بأنه صديق لقيادات فلسطينية منها جبريل الرجوب الذي يتولى هنية منصب نائب الرجوب في "الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم" ويتمتّع كذلك بعلاقات وديّة مع الرئيس أبو مازن وقيادات فتحاوية أخرى .. حسب الأخبار التي نُشرت فإن هنية التقى بعدة شخصيات سعودية في المملكة في خضم زيارته وكذلك التقى السفير الفلسطيني هناك باسم الاغا .

بحسب بعض المعلومات التي تواردت من المملكة فإن "طبخة" اتفاق مكة 2 ساهم بها "هنية الابن" الذي ساهم سابقاً بأن ترى حكومة التوافق النور بعد مشادات ربع الساعة الأخير التي كادت أن تؤدي الى فقدان بصيص الأمل بتشكيل حكومة الوفاق , وساهم قبلها بتوحيد الجسم الرياضي الفلسطيني حتى أصبحت الرياضة هي الوحيدة "المُوحدّة" بين شطري الوطن .

وتُعتبر زيارة "هنية الابن" للسعودية أول زيارة رسمية منذ اتفاق مكة 2 , حيث لم يسبق ان التقى اي من قيادات حركة حماس مسؤولين سعوديين بعد انهيار اتفاق مكة الأول .

وحاز "عبدالسلام هنية" على لقب أفضل شخصية رياضية في استفتاء دنيا الوطن ويُعتبر مقرباً من فئة الشباب التي هو عضو في المجلس الاعلى للشباب بقرار رئاسي فلسطيني , ويُعتبر مقرباً من والده المسؤول الأول في حركة حماس في قطاع غزة .

معلومات نُقلت أيضاً عن تبادل رسائل بين قيادات حمساوية وذوي الاختصاص في المملكة العربية السعودية عن رؤية المملكة لإنهاء الانقسام الفلسطيني , وردّت حماس على بعض التساؤلات التي طلبتها المملكة كي تتمكن من الولوج من جديد في "وكر" الانقسام الفلسطيني الذي طالما خرجت منه الوساطات دون أي ناتج ..

حركة فتح وعلى لسان أكثر من مسؤول فيها نفت علمها بأي مبادرات سعودية جديدة مع تأكيدها على ترجيبها بدور المملكة العربية السعودية المُتواصل بدعم الشعب الفلسطيني , لكنّ تصريحاً على لسان "عبدالله عبدالله" وهو عضو مجلس تشريعي فلسطيني عن حركة فتح عن علم حركته بتحركات "كارتر" التي تم الغاء زيارته لغزة في اللحظات الأخيرة وعلم الحركة كذلك بتحركات "كارتر" لابرام اتفاق مكة 2 جديد .

مصادر فتحاوية كشفت في حينه ان كارتر جاء بدعم "خليجي" لابرام اتفاق مع حماس يتضمن اتفاق تهدئة متبادل مع اسرائيل لفترة طويلة على ان يتوازى ذلك مع تنفيذ خارطة طريق لإنهاء الانقسام ودمج المؤسسات وصولاً نحو اجراء الانتخابات الفلسطينية العامة .

يبدو أن "طبخة" اتفاق جديد بدعم سعودي اقليمي جاهزة وتنتظر قرارات "سياسية" مع انتظار نتائج التشكيلة الحكومية الاسرائيلية القادمة , لكن المعلومات والتسريبات من جهة الاختصاص , شحيحة .. لذا لا يُمكن الاستناد الى امكانية التوصل لاتفاق قريب مع الأخذ بعين الاعتبار امكانية مواجهة "عاصفة حزم" سعودية لكنها هذه المرة بنكهة سياسية لا عسكرية .. بمعنى فرض "الحل" على طرفي الانقسام دون الدخول في معتركات الحوار البيزنطي الذي دار ولا زال في حلقة مُفرغة نهايتها كانت الفشل ...!