خالد مشعل رئيسا للمفاوضات

خالد مشعل رئيسا للمفاوضات
خالد مشعل رئيسا للمفاوضات
بقلم:أ.د.كامل خالد الشامي
باحث وكاتب مستقل

يكثر الحديث في الآونة الأخيرة عن الدردشات والوشوات مع إسرائيل وتزداد الشكوك ويتعمق الانقسام ويصبح الحصار أكثر ضراوة والجرح أكثر ألما. ولعل غياب الدور المصري عن الساحة في الوساطة بين الفلسطينيين والإسرائيليين قد أدي إلي وجود فراغ سياسي مما جعل الفرصة سانحة وأفسح المجال أمام الكثير من الدول الإقليمية والدولية لتعبئة هذا الفراغ والدخول علي خط الوساطة والمفاوضات كما تدعي وسائل الإعلام بين حماس وإسرائيل وكما يردد بعض القادة الفتحاوين من أن حماس قاب قوسين أو أدني من التوقيع علي اتفاق مؤقت يعلن فيه قيام دولة غزة, وهو ما ينفيه قادة حماس وان دردشوا وشوشو في بعض الأحيان, ثم عادوا ونفوا ذلك جملة وتفصيلا.لكن الشعب يتألم ويزداد حيرة وتزداد شكوكه, والشيطان يكمن في تفاصيل هذه القضية .

الحقيقة أن الشائعات هي من يهيمن علي الشارع الفلسطيني والإعلام يتخبط بين النفي والتأكيد ولا أحد يعرف أين تكمن الحقيقة, والأغرب من ذلك أن الفصيلين الكبيرين يبتعدان عن بعض أكثر فأكثر ورسامي اللوحات الجميلة لإنهاء الانقسام ورفع الحصار وفتح المعابر علي مدار الساعة غادروا بهدوء ولم نعد نسمع منهم أو عنهم.

مع مرور الوقت يزداد الخلاف وتزداد الشائعات ويصبح الوصول إلي تحقيق المشروع الوطني أقرب إلي الحلم منه إلي الحقيقة.

أن الحل الأمثل هي أن تستوعب فتح حماس وتتقاسم معها الكعكة وتشركها في كل مناحي الحياة وأن تقيم معها الدولة علي الأرض من دون أن تحكم فتح الضفة وحماس غزة, وإلا ستكون الدولة معلقة بين غصني زيتون في الريح يخترقها الرصاص من كل ما هب ودب, وأن وتترك فتح وحماس الحكم للتكنوقراط وتهتم بالنواحي السياسية وتترك للحكومة تحسين شروط قيام الدولة الفلسطينية وإعادة الأعمار ورفح الحصار والتحضير للانتخابات .

إن الحل الأمثل أن يتولي الزعيم الفلسطيني خالد مشعل المفاوضات لينجز بنفسه النتائج التي حققتها فتح في المفاوضات أو أكثر, في تصوري أن الدكتور صائب عريقات قد استهلكته المفاوضات التي لا تلوح لها نهاية في الأفق وان كانت قد وتوقفت عند نقطة البداية, ولماذا لا يستريح ؟ ويكتب لنا مذكراته وماذا أنتجت المفاوضات بالنسبة لفلسطينيين ؟.

وإذا حدث هذا فعلا نكون قد دخلنا مرحلة جديدة من مراحل الحياة السياسية ويكون الفكر الفلسطيني السياسي قد تغير وأدخل حماس وأشركها ضمن المعادلة الجديدة من الصراع السياسي في المنطقة, وتكون حماس قاد تربعت علي الحضن الفلسطيني الموحد. ونكون نحن الشعب قد ذهبنا إلي المصحات لكي نستجم ونعيد ألينا هدوؤنا وأملنا في حياة أفضل.
[email protected]