المحرر عصيدة: التفتيش الليلي تعذيب وإذلال للأسرى

رام الله - دنيا الوطن
يصف الأسير المحرر محمد نمر عصيدة الذي أفرج عنه قبل أيام قليلة من سجن النقب الصحراوي بعد اعتقال استمر نحو عامين، عمليات التفتيش الليلية التي تجريها الوحدات التابعة لإدارة السجون، برحلة العذاب والإذلال للأسرى، نظرا لمايتخللها من همجية وخشونة في التعامل مع الأسرى.

ويوضح عصيدة في حديثه لـ "أحرار ولدنا" التابع مكتب إعلام الأسرى، أن اكثر مايعانيه الأسرى في النقب هو عمليات التفتيش الليلية، والتي تقوم بها وحدات من خارج السجن وهي وحدات: "داروم"، "اليماز"، "متسادا"، "نحشون".

ويضيف أن هذه الوحدات تقتحم أقسام الأسرى بطريقة وحشية، تجبر الأسرى على الانبطاح أرضا، ويتم تكبيلهم وإخراجهم من القسم بخشونة.

ويتحدث عصيدة أن الاحتلال اقتحم قسم (5) الأسبوع الماضي، أخرج الأسرى في ساعات الفجر شديدة البرودة بملابس خفيفة ودون السماح لهم بارتداء ملابس إضافية، ونقلتهم إلى قسم آخر ليس فيه سوى فرشات وبدون أغطية مشيراً إلى أن إدارة
السجن تنفذ مسلسل تفتيشات بمعدل مرتين كل شهر لكل قسم بحجة البحث عن أجهزة الاتصالات، وتستمر ما بين ساعات إلى عدة أيام.

أطباء بلا ضمير
من جانب آخر، يتحدث عصيدة عن الإهمال الطبي الذي يعاني منه الأسرى في مختلف السجون، وقال "وصلتنا رسائل عديدة من المرضى في مستشفى سجن الرملة يشتكي فيها الأسرى من أن الأطباء هناك عديمي الرحمة والضمير ويتصرفون مثل السجانين، ومعاملتهم للمرضى تتسم بالقسوة والغلظة".

ويؤكد أن الإهمال الطبي موجود في كافة عيادات السجون، وان بعض الأمراض ينتظر الأسرى أسابيع طويلة إلى حين حضور طبيب مختص، مثل أمراض النظر والجلد، وخلال هذه المدة يتعرض المريض لمضاعفات قبل أن يصل الطبيب.

ويضيف أن احد الأسرى تعرض لإصابة في ساقه، فتوجه إلى عيادة السجن، إلا انه لم يحصل إلا على حبة "اكامول"، وتم تسجيل اسمه على قائمة الانتظار لتصوير ساقه، وبعد ثلاثة أسابيع تم تصويرها، فتبين أنها كانت مكسورة وأنها جُبِرَت بطريقة
غير سليمة، ونتيجة لذلك أصبحت عرجاء.

لافتا إلى أن بعض الأدوية خاصة قطرات العيون والأنف والأذن التي تعطى للأسرى تكون منتهية الصلاحية.

وذكر أن أهالي الاسى يتعرضون للمضايقات خلال توجههم للزيارة، حيث يتم تفتيشهم آليا، وإذا ما أصدر الجهاز إنذارا يتم تخيير المرأة أو الفتاة بين الرجوع من دون زيارة قريبها الأسير، أو تفتيشها يدويا على يد مجندات.

مواقف موحدة
من جهة أخرى، أكد عصيدة أن حالة من الوحدة تسود الأسرى داخل السجون، وان العلاقات بين الأسرى باتت وطيدة والمواقف موحدة، وفي سجن النقب هناك نوايا لخلط الأقسام بين مختلف الفصائل قريبا.

وأشار إلى أن وحدة وصلابة التمثيل الاعتقالي للأسرى ووحدة الأسرى أجبرت الإدارة على الرضوخ لإرادتهم وتلبية بعض مطالبهم، مثلما حدث قبل ثلاثة شهور عندما أعلن الأسرى عن برنامج تصعيد، فاستجابت الإدارة لبعض مطالبهم تفاديا
للتصعيد.

ويشير أيضاً بأن العقوبات لا زالت مستمرة، لا سيما بحق أسرى حركة حماس، رغم تخفيفها نسبيا في موضوع الزيارات ورفع مبلغ الكنتين إلى 600 شيكل، إلا أن القنوات الفضائية لا زالت محجوبة باستثناء ثلاث قنوات، اثنتان منها عبرية.

يذكر أن المحرر عصيدة امضى في اعتقال سابق حكما بالسجن ثلاث سنوات، ليصل مجموع ما أمضاه في سجون الاحتلال إلى خمس سنوات.

ويحمل عصيدة شهادة البكالوريوس في الصحافة، وقبل اعتقاله الأخير كان يدرس ماجستير إدارة تربوية في جامعة النجاح، وهو متزوج وأب لطفلين: "وفاء الأحرار" و"نمر" الذي أبصر النور بعد 8 شهور من اعتقال والده، واستقبل عصيدة خبر ولادته
وهو في سجن مجدو.

التعليقات